غير مصنف

شيخ الأزهر بشر السادات وعلمائه دعموا الجنود.. مواقف بطولية لعلماء الدين على جبهة الحرب

47 عامًا على انتصار أكتوبر العظيم، أكبر ملحمة عسكرية فى القرن الماضي، والتاريخ خير شاهد على ما فعله المصريون فى تلك المعركة من خطط عسكرية وتدابير حربية أصبحت تدرس الآن فى أكبر الأكاديميات العسكرية بالعالم.

الملحمة شهدت كافة أشكال الدعم المعنوى ومؤازرة جنودنا على الجبهة من جميع أطياف الشعب المصرى، ولكن كان للأزهر الشريف، منارة العلم والعلماء، دور بات جليًا فى الحرب.

فكان علماؤه يبيتون مع الجنود في الخنادق يذكّرونهم بفضل الشهادة في سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والعرض ، ليعود للوطن الجريح كرامته وهيبته بين الأمم ، وسيظل الأزهر في كل ميادين الجهاد يدافع عن الأمة وعقيدتها وأرضها ومقدساتها.

وذهب رجال الأزهر الشريف إلى الجنود فى ثكناتهم العسكرية وقت الحرب ينزلون لهم حيث المعركة يثبتون الجنود ويقوون عزيمتهم ويبثون روح الثقة والنصر والانتصار داخل قلوبهم .

الشيخ عبدالحليم محمود فى مقابلة الرئيس السادات
الشيخ عبدالحليم محمود فى مقابلة الرئيس السادات
رؤية النبى لعبور قناة السويس شيخ الأزهرالأسبق يبشر السادات بنصر أكتوبر

فضيلة الإمام الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق كان له دور عظيم خلال حرب أكتوبر المجيدة عندما رأى فى منامه أن الرسول “ص” يعبر قناة السويس ومن خلفه أبطال القوات المسلحة ، في إشارة منه بنجاح العبور للجيش المصري  ، وقام بالذهاب إلى الرئيس أنور السادات وقص عليه الرؤيا والبشرى العظيمة فأطمأن السادات لرؤيا الشيخ عبدالحليم محمود ، واقترح شيخ الأزهر السابق على الرئيس السادات أن يسرع ويبادر بإتخاذ  قرار الحرب فورًا ، مطمئنًا إياه بأن النصر سيكون حليف الجيش المصري .

علماء الأزهر يثبتون الجنود وقت الحرب
علماء الأزهر يثبتون الجنود وقت الحرب
علماء الأزهر يثبتون الجنود وقت الحرب

انطلقت علماء وشيوخ الأزهر الشريف مع بدء حرب أكتوبر كفرق دعوية فى كل أرجاء مصر فى الشوارع والمساجد والميادين وحتى فى ساحات المعركة  لتعبئة الروح المعنوية لأبطال القوات المسلحة ، حيث قسم رجال الأزهر نفسهم عبارة عن فرق ونزلوا إلى ساحة القتال لتثبيتهم معنويًا.

خطبة الجامع الأزهر

صعد فضيلة الإمام الشيخ عبدالحليم محمود على منبر الأزهر وقت الحرب  ألقى فها خطبة سطرها التاريخ بأحرف من نور ، كلمات توجه فيها الإمام رحمه الله برسائل إلى حكام العرب وإلى المصريين ، مبينًا أن حربنا مع العدو الصهيونى ، هى حرب فى سبيل الله ، وأن من يموت فهو شهيد وله الجنة ، أما من يخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

ناشد شيخ الأزهر السابق من على منبر الجامع إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف القوات المسلحة المصرية في معركة أكتوبر، والإلتفاف حول قائدها الأعلى ، والضرب بيد من حديد على كل من يريد تفريق شمل الأمة وبث الفتن بين أبنائها، تأسيًا بالمسلمون الذين ألتفوا في غزوة بدر الكبرى حول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يمثل القائد الأعلى؛ قائلًا: “وفي بدر ألتف المسلمون حول القائد الأعلى، ونحن بحمد الله على طريق أهل بدر نلتف حول القائد الأعلى، ونستمسك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستكون هنّات وهنّات – أي ستكون فتن – فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسّيف كائنا من كان”.

الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق
الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق
 الحرب المقدسة

أعلن الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله من فوق منبر الأزهر  أن معركة أكتوبر  “حرب مقدسة “، وهى فرض على جميع الدول الإسلامية ،  قائلًا : « ننادي من على منبر الأزهر – هذا الأزهر الخالد الذي كانت تلجأ إليه الأمة المصرية بإستمرار عند الأزمات – ونعلنها بإسم علماء الإسلام حربًا مقدسة ، وجهادًا في سبيل الله، وعلى كافة الدول الإسلامية ألمشاركة فى الحرب حتى يحالفنا الله بالنصر أو الاستشهاد فى سبيل الله .

الشيخ محمد متولى الشعراوى
الشيخ محمد متولى الشعراوى
الشعراوى

“أنا باللسان وأنتم بالسنان”.. هكذا قال الشيخ الشعراوى أثناء دعمه لقواتنا المسلحة وهو على الجبهة وسط الجنود يحفزهم ويثبت إيمانهم بالجهاد والعزيمة القتالية  ، وكان للشعراوى دور عظيم فى حرب أكتوبر وكانت له محاضرات مسجلة مع أبطال حرب أكتوبر التي أكد فيها ” إننا جميعًا جنود الحق ، أنا بالحرف وأنتم بالسيف ، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب ، وأنا باللسان وأنتم بالسنان ”

علماء الأزهر يدعمون أبطال أكتوبر
علماء الأزهر يدعمون أبطال أكتوبر
حملة الأزهر لوقف تصدير البترول للغرب وقت الحرب

أطلق الأزهر الشريف حملة إعلامية ودعوية كبرى على كافة منابر الدعوة والأوقاف والأزهر تحت رعاية فضيلة الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر ووزير الأوقاف الأسبق الذى ظل يوجه أنظار حكام العرب لسنوات  منذ وقوع العدوان الصهيوني على مصرعام 1967 إلى أهمية استخدام سلاح البترول لردع المعتدين، ولابد من وقف تصدير البترول للغرب حيث قال  « أيها المسلمون.. إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها ، إنها تكافح العدوان الموتور ، الممثل في أمريكا وبريطانيا ، وإني بإسم علماء الأزهر الشريف والمصريين عامة أناشدكم أن توقفوا تصدير البترول إلى دول الغرب ، حتى يتحقق النصر وتشاركوا معنا في ردع هذا العدوان الغاشم على إخوتكم في مصر”.

حيث أرسل مأمون برسالة إلى عاهل ليبيا الملك السنوسى يحثه على وقف تصدير البترول للغرب كما بعث برسائل عاجلة إلى ملك السعودية ودول العرب والخليج يحثهم على ذلك .

وكان لتأثير حملة الأزهر على حكام العرب تأثيرا كبيرا وفورا إتخذ حكام العرب قرارا بوقف تصدير البترول إلي الدول الغربية، وكان لها دورًا كبيرًا في تحقيق نصر أكتوبر.

 

وعن دور علماء الأزهر فى حرب أكتوبر المجيدة

 

الدكتور أحمد الجهينى من علماء الأزهر الشريف
الدكتور أحمد الجهينى من علماء الأزهر الشريف

الأزهر يثبت أركان إيمان المجتمع وقت الحرب 

قال الدكتور أحمد الجهينى من علماء الأزهر الشريف كان للأزهر الشريف  دورا عظيما بداية من شيخ الأزهر عبدالحليم محمود انتهاء بعلماء ومشايخه على منابرهم ، وكان دورهم مؤثرا فى أرجاء مصر بأكملهاد

وأضاف الجهينى فى تصريح خاص لـ”اليوم”، أن دور الأزهر تجلى قبيل أكتوبر بلحظات عندما ذهب الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الذى رأى رؤية بعبور رسول الله لقناة السويس ومن ورائه جنود الجيش المصرى يعبرون ، وقام بإبلاغ رؤيته للرئيس السادات ويبشره بالنصر ، وأن الله سوف يكرمه بالعبور والنصر.

وأكد الجهيني، أن دور الأزهر لا يقل أهمية عن أى دور الجنود فى المعركة فكانت فرق الأزهر الشريف فى ميادين المعركة تبث روح الإيمان وتثبيت الجنود وتقوية عزيمتهم وتبشيرهم بالنصر والفوز بإذن الله.

وأوضح، أن علماء الأزهر قاموا خلال حرب أكتوبر بتثبيت أركان إيمان المجتمع كاملا جنود على الجبهة وشعبا ومواطنين فى الشارع ، ولاننسى كلمة الشيخ عبدالحليم محمود رحمه الله وخطبته التى ألقائها من على منبر الجامع الأزهر فى بداية الحرب التى دعا فيها ملوك وزعماء العرب والدول الإسلامية للوقوف بجانب مصر فى حرب أكتوبر ، فضلا عما بثته تلك الكلمات فى نفوس الناس فى الشوارع والميادين وفى البيوت وبث الثقة والإيمان والنصر فى قلوبهم.

وأشار إلى أن الدعاة وعلماء الأزهر لم يتركوا الجنود وحدهم بل كانوا يذهبون إلى ثكناتهم العسكرية حيث المعركة وإلى خنادقهم ومخابئهم والصور تبين ذلك ، كانوا يثبتون الجنود ويذكرونهم بنصر الله لهم ، وأوصلوا الجنود لمرحلة كانوا لا يخافون إلا الله ، وجدنا كلمة الله أكبر التى دوت سماء سيناء ومصر كلها جاءت بالإيمان والعزيمة واليقين عند جنودنا البواسل فكان النصر حليف هذا الوطن.

الدكتور إبراهيم أمين أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف
الدكتور إبراهيم أمين أستاذ الشريعة بالأزهر الشريف
مواقف بطولية للشيخ عبدالحليم محمود

وفى نفس السياق أكد فضيلة الدكتور إبراهيم أمين أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف ، دور الأزهر فى حرب أكتوبر يتجلى فى أفعال ومواقف فضيلة الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق الذى كان ينزل إلى الجنود على الجبهة منفردا ويجلس مع كافة الجنود والضباط فى ميدان المعركة وقت الحرب ويروى لهم الأحاديث ويبث لهم رسايل التثبيت والأمل فى نفوسهم .

وأضاف أمين فى تصريح خاص ل” اليوم ” عندما كنت ترى فرق وقوافل علماء الأزهر خلال الحرب يشدون من أزر الجنود ويدعمونهم ويطالبونهم بتقوية قلوبهم وأنفسهم أثناء الحرب فهم الفائزون فى الدنيا والأخرة.

أكد أمين أن ما فعله شيوخ ودعاة الأزهر فى حرب أكتوبر من الدعم النفسى والمعنوى للجنود وما قدمه الشيخ عبدالحليم محمود كانت سرا كبيرا فى ثبات جنودنا وقت المعركة ، فكان الكثير من الجنود كانوا يرفضون الإفطار وقت الحرب ويصمون وقت رمضان وهذا يدل على شدة إيمانهم بالله وثقتهم فى نصره .

الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر
الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر
التفاف الشعب حول الجيش فى أكتوبر سر النصر 

فيما قال الدكتور عبدالفتاح العوارى عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف، إن تلك المعركة الحربية قد سطرها التاريخ بأحرف من نور ويعتبر نصر أكتوبر العظيم هو من سلسلة معارك خاضها الجيش المصرى الأبى فى شتى مراحل حياته منذ القدم وسيظل هذا الجيش الباسل يمثل قوة ردع فى العالم لأنه جيش هزم على يديه التتار والمغول .

وأضاف العوارى فى تصريح خاص ل” اليوم ” شاءت الله أن تكون معركة أكتوبر هى معركة عزة وكرامة وأن تحطم الأسطورة الواهية الزائفة التى طالما هددت العالم ، وكان للشعب المصرى دورا عظيما فى إلتفافه حول الجيش فكان الشعب والجيش المصرى على قلب رجل واحد وهذا هو سر النصر .

أكد عميد كلية أصول الدين، أن الأزهر الشريف قدم بعلمائه دورا عظيما فى الدعم النفسى والمعنوى والإيمانى للجنود أثناء المعركة من خلال تواجد علماء الأزهر وسط الجنود أثناء الحرب يحثونهم على الثبات واسترداد الكرامة والحفاظ على العرض والأرض والسكينة والقوة وعظمة الشهادة فى سبيل الله فتحركت مشاعر الإيمان وعقيدته التى اتسم بها الجنود المصريين فوجدناهم قد انطلقت حناجرهم بصيحات الله أكبر فزلزلت قلوب العدو ففر منسكرا منهزما  وسيبقى هذا الرعب ساكنا فى قلوب الأعداء مهما كثرت أعدادهم ومهما اشتد عتاده ، أو كثرت آلاته لأنها كثرة غير متوجة بالعقيدة والإيمان ، التى كانت لدى جنود الجيش المصرى العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى