غير مصنف

صيحات الموضة.. رجال يرفعون شعار «أوسكار أفضل ميك أب»

إسراء عبدالفتاح

تطل علينا العديد من صيحات الموضة الحديثة، ما بين عام وآخر، والتي يعتنقها الشباب من الجنسين، وأصبحت تجعلهم يختلطون في عاداتهم وتقاليدهم، حتى تشَبه نسبة كبيرة منهم ببعضهم البعض.

المعروف في الزينة أنها خلقت للنساء، منذ أحلها الإسلام لهن مع أزواجهن، لكن الأمر امتد وأصبحت النساء تتزين أثناء خروجهن في الشوارع والطرقات العامة واعتادت المجتمعات على ذلك.

الأمر أخذ في التفاقم إلى أن الموضة جعلت للرجال أيضًا زينة من «الميك أب» والمساحيق التي تستخدمها النساء، إذ ظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في الفترة الأخيرة، تبث فيديوهات لكيفية وضع الرجال لـ«الميك أب»، بإستخدام عارض ازياء رجالي، مما أثار غضب كثير من النشطاء.

شركة تجميل لمساحيق الرجال

أطلقت شركة «Mac» المتخصصة في صناعة منتجات التجميل، العام الماضي، تشكيلة مساحيق تجميل للرجال فقط.

وبعد الهجوم الشرس على الشركة، قال المدير الفني للمؤسسة ومالكها، إن عوامل الثقافة والتربية التي نشأ وترعرع عليها جنس الرجال رسخت لفكرة أن مساحيق التجميل صُنِعت فقط لأجل النساء يعد فكراً مغلوطاً.

وأضاف في تصريحات صحفية، أنه منذ بدأت صناعة السينما والموسيقى، اعتاد نجومها استخدام مساحيق التجميل، فيما يرى آخرون أن ذلك ينتقص من قيمة الرجل، ولأن شركتنا تتبنى ثقافة الاختلاف والحرية، ولأجل من يشجعون ذلك دون قيود؛ أطلقنا مجموعة مساحيق تجميل الرجال.

ماركة شانيل

أطلقت العلامة الفرنسية «شانيل» فرع إنتاج خاص بماكياج الرجال تحت مسمى «بودي دو شانيل» وتتضمن 3 منتجات تجميلية وهي بلسم مرطب للشفاه وقلم حواجب بأربع درجات مختلفة وكريم أساس.

مجموعة مكياج شانيل للرجال
مجموعة مكياج شانيل للرجال

الأمر بدأ عندما أراد “غبريال زامورا”، مستخدم لموقع التواصل الاجتماعى «انستجرام»، أن يجعل عيناه أوسع فى صوره الشخصية، ما دفعه إلى استخدام وشراء أول مستحضر تجميل وهو الكحل الأبيض، لقدرته على جعل العينين تبدوان بشكل أوسع عن الطبيعة، وكان ذلك بمثابة فكرة ثورية أعلن من خلالها أن الماكياج ليس للنساء فقط، وإنما لكل رجل أراد أن يشعر بالثقة تجاه مظهره الخارجى.

شاهد .. 

كيف تضع ماكياج؟

لم يقف الأمر عند إطلاق شركات المكياج أنواع للرجال وحسب، بل وصل إلى أن بعض عارضى أزياء الرجال، صوروا فيديوهات لكيفية وضع الماكياج الرجالي، وأخذ الامر في الانتشار حتى وصل إلى موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، فبمجرد كتابتك لجملة «مكياج رجالي»، تنهال عليك الفيديوهات.

شاهد الفيديو .. 

شباب بفستان على السجادة الحمراء

وشهد حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام الكثير من المفاجآت، وكان أبرز ما جذب أنظار الحاضرين والمشاهدين للحفل، ظهور الممثل الأمريكي “بيلي بورتر” بشكل غريب.

حيث ظهر بفستان من ريش وتنوره واسعة جدًا لها شكل النيران، منفوشة، مع حذاء ذهبي له كعب عال، في حين لم يفضل بورتر وضع ماكياج نسائي، وغطي جسده بالتاتو وأظافره بالمانيكير.

صاحب لحية يرتدي فستان

من الواضح أن حفلة توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، كانت ساحة للكثير من الشباب اللذين يتشبهون بالنساء، فظهر مصفف الشعر العالمي “جوناثان فان نيس”، بتسريحة شعر بسيطة وفستان غامق مع تاتو على الضهر، الامر الذي لفت الأنظار وأثار الجدل حول مظهره النسائي، مع احتفاظه بلحيته وشواربه.

تشبه الرجال بالنساء يقود للنار

ومن جانبه يقول الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تشبه الرجال بالنساء أو العكس، يعد من الأمور المنكرة في الإسلام، مشيرًا إلى انه كبيرة من الكبائر التي تؤدي في نهاية الأمر إلى دخول النار.

ويضيف لـ «اليوم»، أن ذلك يعد مخالفة للفطرة التي فطر الله عباده عليها، مستشهدًا بالحديث النبوي: «روى الصحابيّ الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه- عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (لعَن رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المُتَشَبِّهينَ من الرّجالِ بالنّساءِ، والمُتَشَبِّهاتِ من النّساءِ بالرّجالِ)، كما روى الصحابيّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ)».

وأشار منصور خلال حديثه إلى أنه يشترط حتى ينطبق على التشبه «تشبه مذموم»، أن يكون المتشبه قاصد للأمر، وأن يكون بإختياره فلا يكون مكرهًا عليه وأن يكون التشبه في أمر وضعه الشرع مخصصًا للجنس الآخر.

تشديد الرقابة على المخالفات الأخلاقية

ومن ناحيته، ألزم سمير نعيم، استاذ علم الإجتماع في جامعة عين شمس، الأسرة عند تنشئة الأطفال بالعمل على المحافظة على الفوارق السلوكيّة بين كلا الجنسين، وغرس روح الاعتزاز بالرجولة لدى الشّباب وربط الشباب بنماذج تكون لهم قدوة، ومن خير القدوات النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته رضي الله عنهم، وأئمة المسلمين وعلماؤهم.

وأشار لـ«اليوم»، إلى أهمية نشر الوعي الإسلاميّ في المجتمعات وتصحيح الأفكار وإثارة التّوبة إلى الله تعالى في النّفوس، مؤكدًا ضرورة تعليم الشباب أحكام الدين الإسلاميّ وتعليقهم بالأئمة والعلماء الربانيين.

وأوضح أن ذلك يأتـي من خلال التوعية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل المباشر، لافتًا إلى أنه يجب الاهتمام بالجانب التربويّ في المدارس وتشديد الرّقابة على المخالفات الأخلاقيّة لبيان المعنى الصحيح لمفهوم الحريّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى