مقالات

طه عمر محمد يكتب: النكديون!!

النكد يعتبر من الصفات المكتسبة بالوراثة أو من خلال البيئة أو بالتأثر بأحد المحيطين وتنمو وتترعرع وتستمر مع الطفل حتى يكبر، فهي لا ترتبط بعمر معين ولا بمستوى التعليم ولا برجل أو إمرأة وبرغم أن الحياة مرة واحدة ويجب أن تستغل في عمل الخير وترك ذكرى عطرة ويجب أن نجعلها قصة جميلة، فصولها التعلم والعمل والتفاؤل والمحبة وبين سطورها الأمل وحسن النية، إلا أننا نجدهم لا يهنأ لهم بال حتى يُنكدو على من حولهم ودائماً ما يشكون ويتقمصون دور الضحية المظلومين المكروهين من الجميع ويجعلون من حياتهم قصة حزن مقتبسة من أغنية حسن الأسمر ” كتاب حياتي يا عين كتاب كله عذاب الفرح فيه سطرين والباقي كله عذاب” وأحياناً يحذف السطرين الفرحين !! هؤلاء هم أشخاص يعشقون النكد! وبينهم وبين الفرح خصام شديد فهم يبحثون عن سبب للنكد وتعكير الجو وذلك بتضخيم التوافه وتفسير الأمور على هواهم وإفتراض الأسوأ ولا يعترفون بالأعذار أو حسن النية، سعادتهم تكمن في التنكيد على الآخرين فإذا كانوا في مناسبة سعيدة أو فرح أو رحلة ترفيهية تراهم يبحثون عن الجوانب السلبية ويكونون كالمتربص المنتظر لأي فرصة ليلقي كرسي في الكلوب،فإذا لم يجدوا تراهم يتباكون على أيام زمان وجمالها ويرددون في مجالسهم سرد القصص المريرة والإكثار من الشكوى والإفراط في التذمر والإسراف في التخويف من المستقبل، وتفسير حصول الحوادث الاعتيادية على أنها مؤامرة أو مكيدة أو دسيسة لهم!! ولا يعلمون أن العلاقات الودية تحيا وتدوم وتستمر بالتغاضي ، وتزداد قوة ومتانة بالتراضي ولكنها تمرض بالتدقيق وتموت وتنتهي بالتحقيق، فهم يكبرون الصغيرة ويصغرون الكبيرة وتمتلئ قلوبهم بالحقد والغيرة لا يعجبهم شيء حتى لو أوقدت لهم أصابعك شموع، يرضيك منهم كل شيء مع قبحه ولا يرضيهم منك أي شيء مع حسنه لو أهديتهم عينك يقولوا”أعطانا عينه الخربانة”على أتفه الأسباب يقاطعون ويخاصمون وربما بدون أسباب أصلاً!! قلوبهم يعجز عن تنظيفها أقوى المنظفات يغالطون أنفسهم ويدعون الراحة في البعد والخصام وهم كاذبون فما أجمل الحياة بالود والمحبة والإحسان وما أسوأها بالهجر والخصام ليتهم يراجعون أنفسهم ويصلحوا ذات بينهم ويحسنوا الظن ويجربوا أن يكونوا مفاتيح للخير وصناع للفرح ويتركوا ويتغافلوا عن كل ما ينكد ويعكر صفو الحياة وسيجدوا المحبة والود من الجميع كفانا الله وإياكم شر النكد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى