مقالات

طه عمر محمد يكتب: نعيق الفتنة وصوت الحكمة!!

لا يوجد أبشع من الفتن على مستوى المجتمعات والأمم، وحتى العائلة والأسرة أيضاً، وقد أجمع العقلاء في الماضي والحاضر أن الذين يثيرون الفتن بين الأهل والأشقاء والأصدقاء ويوقظونها من نومها هم الحمقى والسفهاء وربما يحسبون “لجهلهم ” أنهم يحسنون صنعا ولا يدركون سوء عملهم إلا بعد فوات الأوان،وخراب البيوت والسبب الرئيسي لإنتشار الفتن هو إنشغال البعض بالبعض،وبالقول أكثر من العمل!! فغالباً ما تجد أن مثيري الفتن هم من الفاشلين حياتياً ،وعلاقاتهم سيئة بأهلهم وجيرانهم ونادراً ما تجد إنسان ناجح ومشغول في عمله يثير الفتن بين الناس فهو لديه ما يشغله، ولكن سفهاء القوم قد يشعلون الفتنة بين أفرادها على أهون الأسباب وأتفهها!! وما نسمعه من روايات عن مقاطعة الأهل!! قصص تشيب لها الولدان من شكوى أخ من أخيه وهو يشتاط غضباً أو أم من إبنها أو زوجة من زوجها ،غالباً ما تكون بدون أسباب لكن لكذبة سمعوها من شخص لا يحب لهم الخير ويعمل بالمثل القائل ” ربنا ما يفرح حد وإحنا حزانا “وبعد أن يحدث ما لا يحمد عقباه، يظهر الطيبة وحسن النية وكأنه لم يفعل شيئاً “ماكانش قصدي”ومما ورد في الأثر أن رجلاً جاء للإمام الشافعي وقال له أن فلاناً يذكرك بسوء فرد عليه: إن صدقت فأنت نمام وإن كذبت فأنت فاسق !! وجاء رجلاً لوهب بن منية وقال له أن فلان شتمك فرد عليه:أما وجد الشيطان رسولاً غيرك!! ليتنا ننتبه جميعاً لكل من ينقل لنا خبراً أو قصة محبوكة جيداً يحكيها لغرض في نفسه ويذكر فيها قريب كان أم صديق ويضع عليها من البهارات الهندية ما يكفي لتحقيق أهدافه الخبيثة على طريقة”شعللها شعللها .. ولعها ولعها” ونبحث فيما بين السطور فقد نكتشف السم تحت العسل فمن يدعي أنه حريص على مصلحتك قد يكون سبب دمارك وكم من بيوت خربت وكم من مقاطعة طال أمدها بين أناساً أقرب ما يكونون لبعضهم البعض بلا أسباب تذكر!! وأول من يتضرر بسوء الخلق هو صاحبه، لما يلاقيه من بغض الناس له وكراهيتهم مصاحبته،في الدنيا غير عقوبته الأشد في الآخرة. ولوأد الفتنة في مهدها لابد أن نجعل نصب أعيننا الآية الكريمة التي تقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) ولكي نعيش سعداء وعلاقاتنا طيبة مع الجميع لابد أن نتحلى بحسن الخلق وحسن النية وإلتماس العذر لكل من نتعامل معهم خاصة الوالدين والإخوة ولا نسمح لأي إن كان أن يتدخل في علاقتنا بأهلنا أوأصدقائنا وجيراننا فما أجمل الحياة بالود والمحبة وما أسوأها بالمقاطعة والخصام وما أحوجنا اليوم إلى أن نعفو عند المقدرة ونسامح عند الإساءة ونحب الخير للجميع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى