مقالات

ظاهرة إنتشار العنف داخل المجتمع المصري

✍️ بقلم – خالد محمد امين

العنف أصبح ظاهرة مقلقه في مجتمعنا وللعنف أشكال متعدده فهناك عنف البيت وعنف الشارع وعنف المدرسه وعنف المواقع الإلكترونية فقد أصبحنا نواجه إنتشار العنف بدرجة متقدمه وأصبح المواطن المحترم يخشى على نفسه وبيته وعلى عمله من هذه الظاهره
والعنف من الظواهر التى انتشرت مؤخرا بشكل كبير فى المجتمع المصري بفعل الأزمات الاقتصادية الضاغطه
وأعمال العنف تعتبر متعددة الدوافع فقد تسبب التوتر المفرط للشخص القائم بالاعتداء أو غضبه الشديد من سلوكيات صدرت عن الضحية نحوه أو لاعتقاده بأن الضحية بمثابة عائق يحول بينه وبين بلوغ أهدافه أو نظرا لشعور المعتدى بالإحباط أو للرغبة فى الانتقام من شخص ما وقد تكون أعمال العنف مدفوعة بأسباب أخري منها الدفاع عن النفس، أو الممتلكات، أو الآخرين
ويرجع انتشار ظاهرة العنف فى الآونة الأخيرة فى المجتمع المصرى إلى العديد من الأسباب التى قد تندرج تحت عدد من الفئات، منها الأسباب الاجتماعية والنفسية، والأسباب السياسية، والأسباب الاقتصادية.
فالعنف أصبح حالة عامة فى سلوكيات كثير من الشعب المصرى فى الوقت الراهن فلا يخلو شارع واحد من  ملوثات سلوكية تؤدى إلى العنف على مستوى الاحتكاك بين الناس فى وسائل المواصلات العامة أو الخاصة
وتكون مصحوبة فى العادة بألفاظ نابية أصبحت لغة رسمية فى التعامل اليومى على نحو مخيف
نعم من خلال الملاحظة والمعايشه داخل المجتمع ندرك ذلك بسهولة بمجرد الخروج إلى الشارع والنظر فى وجوه الناس سندرك كم هم متأزمون ومتعبون وغاضبون، وتتضح الصورة أكثر إذا كان هذا الملاحظ يقارن وجوه الناس وأحوالهم بفترات سابقة، كانت الشخصية المصرية فيها تتسم بالطيبة والمرح والتفاؤل  أما الآن فالصورة مختلفة كثيرا حيث حلت القسوة والكآبة والتشاؤم والأنانية والانتهازية والفهلوة والرغبة فى الكسب السريع بأى شكل من الأشكال

وعندما نتصفح الصحف أو نتابع الراديو أو التليفزيون أو وسائل التواصل الاجتماعي فسوف يذهلنا استخدام كلمة “أزمة” فى كل الأحاديث والمقالات أو على الأقل معظمها فترى الحديث عن الأزمة السياسية، والأزمة الاقتصادية، والأزمات الاجتماعية، والأزمة الثقافية، وأزمة الضمير، وأزمة المؤسسات الدينية، وأزمة الفتنة الطائفية، وأزمة الفكر الدينى، وأزمة الرياضة، وأزمة الشباب، وأزمة البطالة، وكأننا مجتمع يسبح فى بحر من الأزمات
كما أن ضعف الوعى وتدنى المستوى الثقافي واللذين لهما تأثير كبير على مدى انتشار ظاهرة العنف فى المجتمع المصري، حيث إنه كلما قل الوعى زاد معدل الظاهرة
ففي اسبوع واحد  حدثت مجموعه من الجرائم تعدت فيها أشكال الجريمه والعنف والحوادث المختلفة
– اخ قتل اخته واحرق جثتها من أجل الميراث
– شاب جرد والدته من ملابسها وقتلها والقى بها في بلاعه الصرف الصحى وبعد ذلك بلغ عن غيابها
– بنات في مدرسه اغتصبوا زميلتهم داخل حمام المدرسه بسبب بنت بتحب شاب معجب بهذه الفتاه اللي اعتدو عليها
– مهندس قتل ابن اخوه لتقديمه للجن للبحث عن الآثار
– بنتين بيهددو زميلتهم بمطوه لو رجعت المدرسه
– زوجه قتلت زوجها وفرمه لحمه
– شاب قتل والديه بسبب عدم أعطاه فلوس ليتعاطي بها المخدرات

وهذه كلها جرائم كبرى دخيله على مجتمعنا خاصة أنها أصبحت تهدد أمن واستقرار هذا البلد، خاصة أن لدى الشعب المصرى الآن كم هائل من الإحباط على مستويات متعددة لايمكن معالجتها إلا بالحكمة، والوعي الدينى وانتشار الثقافه والاعمال الاعلاميه والسينمائيه التي تحث على نبذ العنف وعواقب فعله وتغليظ العقوبات الجنائيه وليس فقط الاكتفاء بالضبط الأمنى (دون السياسى والإجتماعى والاقتصادى) وهو الأمر الذى أدى إلى حالة من الصراع والثأر تتزايد عنفا يوما بعد يوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى