غير مصنف

((ظلام وإنظلام فهل من مزيد))

بقلم : وسام الحبشي

ظلم وظلام سائد شتي أنحاء العالم .

أصبحنا في آخر الزمن كثر الهرج مثل ما قال الرسول ، وحيينا مغيبون فاقدين عقولنا ، أهدافنا سطحيه مهمشه ، جعلت كلا منا يتكالب علي شهره دانيه ، ويسعي لبلوغ أي شئ دون أدني جهد ، وتجاهلنا واقع مؤلم وصرنا أخر الشعوب في كل شئ .

نستيقظ كل يوم علي فاجعه مختلفه ، نستنشق رائحه الدماء تفوح في الهواء تملئه ، تخنق أعناقنا وتسمم رئتنا .

ناقوس الخطر يتبعنا واحد تلو الاخر.
زعر يلاحق زعر وهول يعقبه هول أكبر وأبشع ، ونحن نري ونحزن لساعات ، ونخلد مجددا في نوم عميق ، ونستعد ليوم أخر ، نتخيل مايمكن أن يرهبنا في طياته .

فلماذا تتابعون أفلام السينما الأكشن والرعب ، لطالما أصبحت مشاهد واقعنا تجسد لنا هذا ، فهي فيلم سينمائي مستمر ومتجدد كل يوم ، فيلم جديد .

تفجيرات تكتسح سيناء تفتت جنودها البسلاء ساهرون لحمايتنا ، عائلاتهم منتظرين عودتهم سالمين ، يفجعهم الطارق علي أبوابهم بدقات تحمل كل قطره دم أريقت من أجسادهم.

ولم تقتصر التفجيرات علي جنودنا بعد ، بل أصبحت تحصد المساجد والكنائس والقطارات والمستشفيات ، ولم تترك مكان بلا جرد له ، فهي عزمت علي الإقتلاع ، وساعيه بلا توقف .

ظلم يقتلع أبناء في ريعان شبابهم ، تصدوا لأي ظلم يهوي بنا للضلال والإنحطاط ظلمآ يحرق أكبادنا ،
ولكن لم يستطيعوا وجار عليهم الزمن بظلمة وطغيانه ، أهالي أملين النجاة لهم ولكن يصطدمون بواقع تشيب له الرؤوس ، مثل ما حدث في ثورة يناير وغيرها حتي الآن .

أطفالا مرعوبة من هول المنظر منازل تهدم وتحطم وام واب يتحولون لأشلاء تجمع من أسفل أطلال بيوتهم ، ها هو
شعب سوريا يباد يوما تلو الأخر أو ابيد بالفعل ونحن نتابع أخبارهم ولا نملك لهم سوي الدعاء بالعون والرحمه الآلآهيه أليس هذا عجز أيها المسلمون.
والمؤلم أننا ليس فقط عاجزين عن مساعدة الغير بل أصبحنا عاجزين عن مساعدة أنفسنا أيضا .

عائلات بورما تجرد من ملابسها كاملة منتظره حرقها ، نظرات ألم ورعب مستتره في أعماق عيونهم ، لا يراها إلا من تأمل فيها وشعر بعنائهم، واخرون يهرولون فرارا من الذبح ، ينتهون بغرقهم تحت أمواج بحار لا ترحم ضعفهم وفزعهم بل تخنق عنقهم .

إحتلال فلسطين ، أرواح تزهق في سبيل الدفاع عن أعراضهم ووطنهم وعروبتهم وأولاد تشرد وتيتم من قبل جنود صهاينه لا قيمه لهم ، حشرات ضارة ليس لها سوي الإباده يعيشون حلما ليس من حقهم ، ولن ينالوه ولن يستمروا فيه طويلا.

إلي آخره …

أشيروا لي علي مكان به سلام ، علي دوله عربيه هادئه تنعم بصفاء أحوالها .

إلي متي أيها العالم الفاسد إلي متي أيها الداني المتدني أمام حياة أخري لم تبدأ بعد ، حياة تنتظر أنقانا وأصفانا ، إلي متي الظلم والطغيان ، إلي متي الهدم والدمار ، إلي متي التفرقه بين شعوب لم يكن حلمها سوي السلام .
إلي متي

هل من سبيل لنجاتنا .
هل من سبيل لأرحام أمهاتنا .

فلم أحتمل بعد أرجوك إرحم عيونا بكت حسرة علي مظلوما ومحروقا وشهيدا لم تستطع مساعدته وهي ملجمة الفم ، مقيدة اليد .

لم يعد لي سبيل سوي الإنغماس في نوم عميق ، نوم أتمني أن يخطفني لعالم ليس به أي الام .

اريد المدينه الفاضله مع علمي أنها مدينه في الأحلام .
اريد سلام ، اريد رحمه بين العباد ، اريد حياة بلا فساد .
فهل سوف ينتهي الفساد ، ام ستستنزفوا أرواحنا .
ألم تكتفوا أيها البشر ، لماذا تعتقدون أنكم مخلوقون من نار ، ألم تتذكروا أنكم مخلوقون من طين .
لماذا الجبروت والتجبر جميعا سنتركها راحلين .
إتقوا يوم تقفوا أمام الله مذنبين.
إتقوا يوم تشخص فيه الأبصار مذهولين .
فهل إكتفيتم ، ام هل من مزيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى