تقارير و تحقيقات

«عاهات مصطنعة ومشاهد غير حضارية».. المتسولون بالشوارع حكايات وقصص.. وخبير: ضرورة إصدار تشريع لتجريم الظاهرة

كتب: علاء محمود


ظاهرة خطيرة يراها البعض كارثية، والبعض الآخر يراها مسألة إنسانية تستحق الدعم.. «التسول» سوس ينخر في جسد الشارع المصري.. وظاهرة انتشرت وتفشت في الآونة الأخيرة.. البعض يتخذها مهنة سهلة يجمع منها الكثير من الأموال أي كانت الطريقة، إلى أن وصل الأمر للدخول في عالم الجريمة ..

عاهات مصطنعة من الأطفال والكبار ممن يمتهنون التسول.. بتر القدم والأيدي وعاهات بالوجه والكفين.. ناهيك عن المظهر العام الذي يضفي مشاهد غير حضارية في الشوارع والميادين.

محافظة قنا اتخذت عدة إجراءات قوية لمواجهة ظاهرة التسول.. وأعلنت الفترة الأخيرة عن حزمة إجراءات رادعة، تتضمن إعلان الحرب عن ظاهرة التسول، وتشكيل لجنة من كل مركز برئاسة رئيس الوحدة المحلية، وعضوية كل من عضوين من الإدارة الاجتماعية، أحدهما ممثل عن الدفاع الاجتماعي والآخر عن قسم الضمان، ومسئول حماية الطفل وعضو من إدارة المتابعة وتقييم الأداء بالوحدة المحلية للمدينة..

كما أقرت المحافظة المرور اليومي على شوارع المراكز والمدن والقرى، لمنع ظاهرة انتشار المتسولين، واستغلال الأطفال في أعمال التسول، مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم، وإعداد تقريرا يوميا بأعمال كل لجنة، وإرساله إلى إدارة الأزمات بالمحافظة.

قرارات محافظة قنا تحتاج لتعميم.. لمواجهة الظاهرة المنتشرة بشكل كبير في شوارع المحافظات، وانتشال ممتهنيها من الشوارع والميادين لعلاجهم وحل مشكلاتهم.. خاصة وأن الكثير منهم لديه حكاية مأساوية جعلته يسلك هذا الطريق المظلم .. رصدنا حالة «يوسف» يحكي قصته أن لوالدين منفصلين منذ فترة، وقد تزوجت والدته وتركت أبنها مسكنها وذهبت إلى إحدى المحافظات المجاورة، بحجة إسناد رعايته لطليقها .

والد «يوسف» لم يعره اهتمامًا، وأنشغل بشكل كبير في روتين العمل، لكن ونظرًا لصغر سن الطفل انشغل بالشارع، وقرر أن يتخذه موطنًا بحثًا عن قلب يعطف عليه، وقد احترف مع أقرناء التسول وأصبح من سكان الشارع، ومن محترفي التسول بمنطقة الجيزة.

«لا أعرف مكان والدتي» روي يوسف حكايته بهذه العبارة، مؤكدًا أن والده كان يبلغه بأن الأم تبعد بحوالي 250 كيلو من العاصمة، وهو ما يصعب التواصل معها، وقد سبق وأن قامت أحد الأهالي بتسليمه إلى إحدى دور الرعاية، إلا انه فضل الهروب وقرر العودة مرة أخرى للشارع.

ومن «يوسف» لـ«نادية» الفتاة التي تبلغ من العمر 27 عامًا، تجلس في مطلع الطريق الدائري بالقاهرة الدائري بمنطقة المعتمدية، وتفترش بصحبة أولادها الأرض على قطعة قماش بالية.

بسؤالها أكدت أن حالتها تدهورت منذ طلاقها من الزوج المدمن، وأنها قررت احتراف التسول بعدما عجزت في توفير نفقات المعيشة، حتى ساءت ظروفها وتملك المرض من جسدها.

«تعرضت لخلع في الكتف، بعد تعرض أطفال الشوارع لها بالضرب، وقد توجهت إلى المستشفي إلا أن الأمن هناك رفضوا دخولها بسب اتساخ ملابسي».. استكملت قائله، أتمني أن تتبني وزارة التضامن الاجتماعي حالتها، وتوفر ملاذا آمنًا لها ولأولادها.

«هيثم» شاب يبلغ من العمر ٣٣ عاما ولم يسبق له الزواج من قبل، من مواليد محافظة بنى سويف، حاصل على ليسانس آداب، ولكنه كان يعانى منذ صغره من مرض خطير كهرباء فى المخ، وقرر ترك مسقط رأسه والتشرد في الشارع.

علي الطريق الدائري وبالقرب من محور المريوطية روى هيثم مآساته التي يعيشها يوميا مع عدد من المشردين، ومواقفه الصعبة مع السيارات المارة بالطريق، قال إن حالته المادية صعبه ويعاني من مطاردة عدد من البلطجية والمسجلين بالمنطقة، إضافة إلى تعرضه لحادث سيارة من قبل.

ناشد هيثم رئيس الوزراء ووزارة التضامن الاجتماعي بانتشاله من الطريق، وتوفير حياه ومسكن ملائم وعلاج لحالته، وعلاجه على نفقة الدولة.

أشرف فرحات الخبير القانوني، قال إن المسئول الأول عن مواجهة ظاهرة التسول العاملون بالمحليات، باعتبارهم المسئولين عن إضفاء المظهر الحضاري على الطرق والميادين، كما يجب تفعيل قانون وطرحة على مجلس النواب، لوضع حلول للظاهرة والحفاظ على معالمها.

وأضاف فرحات، أن سبب انتشار الظاهرة، عدم وجود خطة فعلية وحلول واقعية للمواجهة من الأساس، وعدم وجود تشريع لتغليظ العقوبة خاصة أن الغرامة المالية التي تقدر على المتسول لا تقدر بربع يوم عمل من التسول، مشيرًا أن الأخطر في الظاهرة قيام المستولين والمشردين باستئجار الأطفال بغرض التسول بهم وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا على حقوق الطفولة والإنسانية أيضًا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى