غير مصنف

عبدالراضي الزناتي يكتب: أغاني النفخ الفني

«طلع سلاحك متكامل هتتعامل هنتعامل».. بينما يجلس سائق الميكروباص ويستمع إلى مثل هذه الكلمات، منتشيًا بها يشعر بأنه بطل الكونغوفو الراحل بروسلي، ممتزجا بأفلام عبده موته وإبراهيم الأبيض مرورًا بالقشاش وقلب الأسد.

يشعر كأنه بطل خارق يضغط علي بنزين سيارته وهو يحدث نفسه قائلا «يا أرض اتهدي ما عليكي قدي».. الحقيقة هنا عزيزي القارئ ليست مرتبطة فقط بسائق المكيروباص أو التوك توك أو غيرهم من أصحاب المهن الحرة، ولكن هي متعلقة بجموع الشعب المصري بداية من تلميذ الابتدائي حتى مرحلة الجامعة وأدخل من شئت على هذه الفئات، البائع في الاسواق والحرفي في مهنته حتى المرأة في منزلها وهي تربي أطفالها.

أغاني النفخ الشعبي أو ما تسمى بالمهرجانات تلك التي تمتلئ كلماتها بأفلام العصابات وسياسة القتل السريع، فلو نظرنا الآن إلى طبيعة الشعب المصري وسلوكياته، نجدها متغيرة إلى أقصى حد وتميل كل الميل إلى العنف.

فعتاب بكلمة والرد عليها بأخرى، كفيل أن ينهي حديثًا بين شخصين بقتل أحدهما.

ونجد هنا أن سلوك الشخص قد تغير من لغة الحوار إلى البلطجة والقتل، وسريعًا ما يستدعى الأشخاص هذه الأغاني التي حفظوها في عقلهم والممتلئ بالمطاوي والسنج وكل ما يخطر على بالك عزيزي القارئ في عالم التشريح البشري وغير البشري.

فالحال أصبح في شوارع المحروسة ومنازلها لا يخفى على أحد، فسلوك الأفراد أصبح غير مستقر، فمن ناحية المخدرات ومن ناحية أخرى تلك الكلمات التي يسمعها في الأذقة والحارات والنواصي ولسان حال الشعب عندما يخاطب بعضه «طلع سلاحك هاطلع سلاحي وهتضربني قلم هاغزك بالمطواة».

الأمر أصبح أخطر مما نتصور، فالأطفال في الشوارع والبنات في المدارس والسيدات في المنازل وأولياء الأمور في عملهم، ليس لديهم أي وقت للحوار أو النقاش مع غيرهم ولكن لديهم فكر واحد وهو «مفيش صاحب يتصاحب».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى