مقالات

عبدالرحيم أبوالمكارم يكتب: من قريش إلى مسلمي أركان والايغور وفلسطين نتألم

أقام هو وصحابته الكرام بمكة المكرمة 13 سنة يسامون سوء العذاب ، وتصادر حريتهم الدينية والفكرية ويفتنون في أموالهم وأولادهم وأنفسهم ، بل أكثر من ذلك ، طردوا وأخرجوا من وطنهم الأم ، وكان الصحابة الكرام كلما هموا بالرد على الظلم والعدوان وجدوا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم  ) برزخا وحائلا يدعوهم إلى الصبر وتحمل المشاق ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وزادت المحن والفتن وأوذي رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) والصحابة الكرام في شرفهم وكرامتهم الإنسانية ، وهاهو عقبة بن أبي معيط يتربص به ليطأ عنقه الشريفة ، وأبوا جهل يجده ساجدا فيسارع بإلقاء فرث جزور عليه ، وأم جميل زوجة أبي لهب تلقي الأقذار والأشواك في طريقه ، وإبن أبي العاص يسبه ويشتمه و يسخر منه ، وأمية بن خلف يبطح عبده بلال بن رابح في بطحاء مكة وقت الظهيرة ويضع الصخرة العظيمة على صدره ، وهو صابر محتسب لايتكلم إلا بكلم التوحيد أحد أحد ، وبنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وأبيه وأمه ويحرقونهم بالنار، ويمر عليم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ولم يزد على قوله صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .

لم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل زادت قريش في العدوان والإرهاب إذ خططت لقتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) للقضاء على رسالة الإسلام تماما ، ويقع كل هذا والرسول عليه السلام يجابههم بقول عظيم حليم (اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون ) وفي ظل هذه الأجواء العدوانية الخطيرة والتعدي المطلق على حرية الآخرين في الاعتقاد، جاء الجهاد دفاعا عن النفس ، وهو بمثابة عملية جراحية خاطفة لاستئصال الداء ومعالجته أو القضاء عليه ؛ ألا وهو العدوان والظلم

ولمن سوى بين الإرهاب والإسلام ، نقول لهؤلاء جميعا ، إن الإسلام برئ كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، وما نسب إليه –زورا- من تهم باطلة لاتستقيم حجيتها عند تلميذ مسلم مازال يدرس في روض الأطفال ؛ بحيث أن الإسلام كان السباق – مند 14 قرنا – إلى محاربة آفة الإرهاب وحماية الإنسان من شروره وأهواله ، وفي مقدمة ذلك حفظ وحماية حياته عبر حدود واضحة ، كما عالج الإسلام نوازع الشر الكامنة في هذا الإنسان الذي تؤدي به في أغلب الأحيان إلى التعدي والظلم وقتل الناس بغير حق ، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : ” لايحل لمسلم أن يروع مسلما ” رواه أبو داود . وفي حديث آخر: ” من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي ، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ” رواه مسلم .

أن الإسلام أعتبر وقرر أن عالم الحيوان كعالم الإنسان له خصائصه وطبائعه وشعوره و لايجوز ظلمه أو إرهابه ، يقول سبحانه وتعالى : “وما من دابة في الأرض ولاطائر يطيرب جناحيه إلا أمم أمثالكم ..” العنكبوت . فله حق الحياة والرفق والرحمة كحق الآدميين تماما ، ولهذا أخبرنا (ص) أن القسوة والعنف والإرهاب مع الحيوان تدخل صاحبها النار فقال : ” دخلت إمرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ” رواه البخاري ومسلم .

قد حرم البورميون سكان إقليم أراكان المسلمين من حقوقهم السياسية وحريتهم الدينية، واستولوا على أراضيهم الزراعية التي كانت تشكل مصدر رزقهم الأساسي بحجة أنهم مهاجرون غير شرعيين من أراضي البنغال إلى الأراضي البورمية.

وبحسب التقارير الدولية ، فقد تعرض مسلمو الروهينغا للتهجير الجماعي القسري عدة مرات، ففي عام 1962 تم طرد أكثر من 300 ألف مسلم إلى بنغلاديش، وفي عام 1978 طرد حوالي نصف مليون مسلم، وفي عام 1988 تم طرد أكثر من 150 ألف مسلم في محاولة لتغيير المنطقة ديموغرافياً وتوطين البوذيين مكان المسلمين بعد بناء قرى نموذجية لهم.

كما تم طرد نصف مليون مسلم مرة أخرى في العام 1991

في حين وصفت الأمم المتحدة أقلية الروهينغا بالطائفة الأكثر اضطهاداً في العالم؟

و لكن مع الأسف الشديد فإن معظم حكومات الدول الإسلامية لم تحرك ساكنا و لم تنطق بكلمة استغراب أو إشارة ، وكأن الأويغور لم يكن شعبا مسلما له واجبات وحقوق الإسلام. هذا مااشارت إليه  السيدة رابية قادر رئيسة المؤتمر الأويغور العالمي ، وقالت : إن العالم الإسلامي لم يحرك ساكنا لما يعانيه المسلمون الأويغور و أن السلطات الصينية قد نجحت في تضليل الرأي العام الإسلامي منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 ، بدعوى علاقة الأويغور بالإرهاب العالمي و دعمها لأمريكا في حربها ضد الإرهاب ،وصداقتها مع الدول الإسلامية الكبرى  ولكن بالتأكيد لو اهتمت تلك الدول بدراسة حقيقة ما يعانيه مسلمو الأويغور من الاضطهاد والممارسات غير الإنسانية واستفادت من علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية لخير الإسلام لأتت ثمارها لصالح المسلمين .

فمن يذكر هذه الطفلة ؟

جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائم الإرهاب الصهيوني، اغتيال الطفلة إيمان أحمد مصطفى حجّو “4 أشهر”، وهي في أحضان أمّها سوزان، أمام بيت عائلتها افي محافظة خان يونس، والذي كانت تزوره، قادمةً من بيتها في دير البلح، ظهر الاثنين 7 مايو 2001.

عام ونصف انتظرتها سوزان حجّة لتُكحّل عينيها بالفرحة الأولى، إيمان، لكنّ الحقد الأسود، أبى إلّا أن يخطف الطفلة، ويغتالها بقذيفة مدفعية اخترقت جسدها الغضّ بين أحضان أمّها، التي أُصيبت هي الأخرى بجروحٍ بالغة أدخلتها قسم العناية المكثّفة بمستشفى ناصر، وكذلك عدد من أفراد العائلة.

والد إيمان، وقبل الفاجعة، بستّة شهور، أقعدته رصاصات الاحتلال، بينما كان يؤدّي عمله في أحد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة المحتلة. لتكتمل فصول المأساة بين أمّ جريحة ووالدٍ مُقعد.. وطفلة شهيدة.

صورة الشهيدة الطفلة إيمان، التي تظهر فيها ساكنة القسمات، بلا أيّ تعبيرٍ يُفصح عن آخر لحظاتها في الحياة، بصدرها الذي انتصفه ثقبٌ عميقٌ، أحدثته القذيفة الصهيونية. تُوصّف اليوم بـ”إحدى الصور الأكثر تأثيراً على مرّ التاريخ”.

وكانت هذه الأحداث بعد نحو 7 شهور على اندلاع انتفاضة الأقصى “الانتفاضة الثانية” التي كانت شرارتها، اقتحام الصهيوني أرئيل شارون، وكان حينها رئيس حكومة الاحتلال، للمسجد الأقصى.

يقول والد الدرة في ذكرى وفاته هدف الإحتلال إلى قتلنا معًا، وحاولت افتداءه قدر إمكاني، حتى أن رصاصات الاحتلال مرت على جسدي، قبل أنت تنفذ إلى ابني، لكن دم الدرة أبىَ الرحيل إلا وقد شكل وعي الملايين حول العالم فالرصاصة النافذة إلى صدر ابني نفذت أيضًا إلى قلوب الملايين، وكشفت للغرب جرائم الاحتلال الصهيوني الذي ارتكب العديد المجازر في حق شعبنا الفلسطيني ولا يزال يرتكب المجازر في حق أمتنا العربية بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا ننسى مجزرة بحر القر في مصر التي تم تغطيتها بدعم دولي .

ما أروع الإسلام في شريعته حين جرم وحرم التعدي والجور والظلم والإرهاب حتى على الحيوانات والعصافير، قال عبد الله بن مسعود : كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في سفر فرأينا حمرة “عصفور” معها فرخان لها وأخذناهما وجاءت الحمرة ترفرف بجناحيها فلما جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال : ” من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها ” .

نسوق هذه الأحاديث الشريفة حتى نوضح للمتنطعين و مايقومون به من تفجيرات وقتل وخراب تجاه الأبرياء  – ومع الأسف- بإسم الإسلام ، فالإسلام برئ منهم ومما يصنعون ، لأن ديننا يحث أتباعه على الأمن والسلم ،

نحن تألمنا كبشر أولا عندما شاهدنا معاناة هؤلاء المسلمين الايغور لأنهم بشر فى المقام الاول قبل كل شىء

– وتألمنا عندما شاهدنا معاناة المسلمين فى بورما واعتصرت قلوبنا حزنا وكمدا

– وتألمنا عندما شاهدنا إخواننا فى العراق وسوريا يقتلون سنه أو شيعه أو أكراد  لأنهم بشر مثلنا فى المقام الاول

– وتألمنا حتى للحيوانات التى تحرق فى أستراليا قبل البشر

– وتألمنا حتى للبشر فى أمريكا ورعبهم وهلع الاطفال عندهم عندما حدث الزلزال والاعصار

– تألمنا ولازلنا نتألم لكل مصاب يصيب البشر لأننا فى المقام الأول  بشر ، ولسنا وحوشا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى