مقالات

عبدالرحيم حماد يكتب/ اليمن مأساة حياة تتشابه أيامها وتتكرر أشياؤها 

ويلات الحروب والنزاعات المسلحة تلقى بظلالها الكارثية على أبناء الشعوب التي تواجه خطر غياب الأمن والاستقرار وتعم الفوضى والدمار وبخاصة الأطفال الذين يريدون عالم هادئ خالى من أصوات السلاح والقنابل والمدافع والصواريخ البالستية وغيرهما ، إذ أن الألم الذي تجلبه لنا تلك الصراعات هو من صنعنا نحن لا من صنع الحياة.

في اليمن الغريق مأساة حياة تتشابه أيامها، وتتكرر أشياؤها.

فعندما تبدأ الحرب يفتح الجحيم أبوابه ،وتتحول الحياة إلى هجوم وعنف تسقط فيها القتلى والجرحى، مع صعوبة إنهاء هذا الصراع المدمر الذي ترك ملايين اليمنيين على حافة المجاعة.

إذ إن الحياة التي يكسوها رعب وخوف لن تشعر بأي تطوير في بلادها، فالخوف لا ينتج عنه شيئاً سوى الخوف، والشجاعة والحرية ينتج عنها دائماً تقدم ملحوظ في الحياة.

يتحمل الشعب اليمني الجريح وطأة الأعمال القتالية العسكرية غير القانونية لميليشيا جماعة الحوثي المدعومة من إيران الإرهابية ،التي ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب ، حيث ‏قتل وأصيب الآلاف من المدنيين السلميين نتيجة الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في محافظة تعز، خلال السنوات الماضية، وفقا للمرصد اليمني للألغام.

أودى الصراع الطاحن في اليمن بحياة عشرات الآلاف وشرد الملايين، وفقا للمنظمات الدولية، مما أثار ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم ، إذ أن الحياة في اليمن لا تعبر إلا على قطار الألم.

لقد ترتب على الحرب في اليمن أزمة إنسانية كبيرة، حيث تعرض 8.4 ملايين على الأقل من اليمنيين لخطر المجاعة و22.2 مليون شخص، أي 75 في المئة من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. ويهدد سوء التغذية الشديد حياه ما يقارب 400 ألف طفل دون سن الخامسة. وانهار النظام الصحي في اليمن الذي أدى إلى تفشي الكوليرا وتسبب في مقتل الآلاف

إن الرحمة إذا انتزعت من القلوب, فإن الظلم والعدوان, والإثم والبغي, يحل بين الناس, والجشع والطمع, وحبَّ الذات, واستعباد الناس, يضرب بأطنابه بينهم؛ لحلول القسوة مكان الرحمة, فتكون القلوب أشد قسوة من الحجارة الصماء وأظلم سواداً منها ، في اليمن حتى الأطفال لم يسلموا من جرائم الحوثيين فهناك أطفال تقتل، وهناك من يفقد أهله، وهناك من يحرم من المدرسة، وهناك من تقطع يديه أو قدمه.

في اليمن كانت للمدارس نصيب من هجوم ميليشيا جماعة الحوثي، حينما قتل 15 جنديا يمنيا إضافة إلى ثلاثة أطفال في هجوم بصاروخ أطلقه الحوثيون على مدرسة في منطقة تعز حيث ترابط القوات الموالية للحكومة، حسب ما أفاد به سكان محليون ومصادر عسكرية.

ونقلت وكالة رويترز عن سكان محليين قولهم إن “الأطفال الثلاثة وهم شقيقان وقريب لهما، كانوا في المنطقة حين سقط الصاروخ وأصاب المدرسة في منطقة الكدحة غربي محافظة تعز”.

وتصاعدت الاشتباكات في الآونة الأخيرة في مدينة تعز المتنازع عليها جنوب غربي اليمن بين المقاتلين الموالين للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين المدعومين من إيران الإرهابية

سبق وأن اتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين وإيران بالوقوف خلف الهجوم الذي وقع على مطار مدينة عدن الأربعاء الموافق الأول من يناير 2021 والذي أودى بحياة 22 شخصا .

وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك إن “الهجوم قد يرقى إلى جريمة حرب”.

وقد انفجرت الصواريخ في المطار بعد دقائق من هبوط الطائرة التي اقلت أعضاء الحكومة اليمنية. ولم يصب أي من الوزراء بأذى لكن صحفيين وضيوفا كانوا بانتظارهم كانوا بين الضحايا.

كما قتل في الهجوم أحد افراد طاقم منظمة الصليب الأحمر، حسب ما قالت المنظمة في تغريدة على تويتر.

كان للمهاجرين الأفارقة نصيب أيضاً من هجوم ميليشيا جماعة الحوثي ، إذ أعربت حركة الحوثيين المتمردة في اليمن عن “عميق أسفها” للقصف الدامي الذي تعرض له مقر احتجاز للمهاجرين في العاصمة صنعاء أوائل الشهر الجاي.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الحركة إن 44 مهاجرا قتلوا وأصيب 193 آخرون جراء هذا القصف الذي وصفه بأنه وقع عن طريق الخطأ.

وطالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيق مستقل في هذه الواقعة.

تتوالى جرائم الحوثيين في أحد مراكز حجز المهاجرين التي تديرها حركة أنصار الله الحوثية في صنعاء عدد من اللاجئين والنازحين حرقاً، غالبيتهم من المهاجرين الاثيوبيين.

معظم القتلى والجرحى كانوا من بين قرابة 900 شخص محتجز وفقاً لما ذكرته المنظمة الدولية للهجرة ومصادر يمنية وإثيوبية متطابقة.

في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش قوات الحوثيين بأنها وراء القصف بسبب إطلاقها قذائف في اتجاه المركز.

يذكر أن آلاف اللاجئين الفارين من دول عدة في شرق إفريقيا اعتادوا على اتخاذ الأراضي اليمنية معبراً للوصول إلى الجارة الشمالية السعودية ودول خليجية أخرى، ساعد على ذلك قرب اليمن من بلدانهم التي لا يفصلها عنه سوى عشرات من الأميال البحرية على البحر الأحمر وخليج عدن.

في اليمن اعتقلت القوات الحوثية بشكل تعسفي المنتقدين والمعارضين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان وأفراد من أتباع الديانة البهائية.

وفي جميع الحالات الموثقة، أخضع الحوثيون وقواتهم الأفراد للعشرات من الانتهاكات، بما في ذلك الاختفاء القسري، والاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمعاملة السيئة.

وخلال العقد الماض، نما نفوذ إيران على نحو ملحوظ في منطقة الخليج العربي، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

ودعمت إيران الرئيس السوري، بشار الأسد، في حربه ضد جماعات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية. ولعبت قوات الحرس الثوري دورا بارزا في التقدمات التي تم إحرازها في مواجهة الجهاديين السنة في سوريا وكذلك العراق.

واتهمت البحرين إيران بتدريب “خلايا إرهابية” للعمل على أراضيها للإطاحة بالحكومة. كما تتهم المعارضة ذات الغالبية الشيعية بإقامة صلات مع إيران.

وقالت حكومة البحرين إن البلد “إحدى أكثر الدول تأثرا بالسياسة التوسعية للحرس الثوري الإيراني”.

بقلم عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
كاتب ومحلل سياسي مصري
باحث في شؤون حركات الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى