مقالات

عبدالله تمام يكتب: «السلطان هيثم بن طارق» .. رحلة من الإنجازات على طريق النهضة الجديدة

تولى قيادة دفة السفينة وسط أجواء ومتغيرات اقليمية ودولية مختلفة ، جاء خلفاً لمؤسس وباني نهضة عمان السلطان قابوس رحمه الله

ومنذ تولي جلالته مقاليد الحكم والسلطنة تواصل المضي قدما في خططها الاتنموية الطموحة وبناء  المستقبل ..

وقد كان جلالته حريصاً على أن يؤكد في خطابه الأول في 11 يناير 2020، أنه ماضٍ في الحفاظ على ما أنجزه سلطان البلد الراحل قابوس بن سعيد والبناء عليه.

كما يسعى سلطان عمان هيثم بن طارق بشكل دؤوب من أجل تأسيس مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة، ولهذا وضع جلالته منذ توليه الحكم أسسا وقواعد للحفاظ على المنجزات التي حققتها النهضة العمانية خلال العقود الخمسة الماضية، والبناء عليها، وصون مكتسبات النهضة لقيادة بلاده لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار واستكمال بناء الدولة الحديثة وتسريع وتيرة الإنجازات، من اجل نهضة تواكب متطلبات المرحلة القادمة بما يلبي طموحات وتطلعات العمانيين وبما يحفظ ما تم إنجازه على مدى العقود الماضية من مسيرة النهضة.

ففي العام الأول من حكمه أصدر سلسلة مراسيم لإعادة هيكلة مفاصل الدولة وتسريع وتيرة الإنجازات، كان من أبرزها إصداره مرسوما، أعاد بموجبه هيكلة الكثير من مفاصل الدولة، لتحسين الأداء وزيادة الإنتاج، وخفض الإنفاق، والقضاء على البيروقراطية.

كما تضمنت خطة الهيكلة ضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري للدولة وتمكين الشباب لتولي المناصب القيادية والمشاركة في صنع القرار.

وشهد مستهل العام الثاني من حكم السلطان هيثم بن طارق مرسومين تاريخيين في الذكرى الأولى لاعتلائه العرش، يتعلقان بالنظام الأساسي للدولة، والآخر بالسلطة التشريعية.

تم بموجبهما وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، واستحدث منصب ولي العهد لأول مرة في تاريخ البلاد.

كما تم تحديد مهام واختصاصات البرلمان، إضافة إلى تغييرات أخرى شملت مختلف مناحي الحياة ومختلف الأجهزة والسلطات في السلطنة، تدشن مرحلة جديدة يسطر فيها العمانيون مسيرة نهضتهم المتجددة نحو مستقبل واعد، بنظام حكم يمثل لهم صمام الأمان.

على صعيد مواجهة جائحة كورونا، تم تشكيل لجنة عُليا مكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا والتعامل مع انعكاساتها الاقتصادية، عملت على توفير لقاحات معتمدة دوليًّا مضادة للفيروس وإجراءات أخرى بهدف حماية المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.

ورغم التحديات التي فرضها انخفاض أسعار النفط العالمية والآثار المترتبة جراء جائحة كورونا، فإن الإجراءات والخطوات الحكيمة التي أعلن عن تنفيذها السلطان هيثم بن طارق على مدار أول عامين من حكمه، كانت كفيلة بتجاوز تلك الظروف ومواصلة مسيرة النهضة والإنجازات.

كما حرص السلطان هيثم بن طارق منذ توليه الحكم على الالتقاء بالمواطنين مباشرة ليطلع على احتياجاتهم ومتطلباتهم.

وعلى الصعيد الخارجي، حافظت السلطنة في عهد السلطان هيثم على ثوابت سياستها الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول وعلى التَّعاون الدولي في مختلف المجالات.

وواصلت مع أشقائها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي جامعة الدول العربية، الإسهام في دفع مسيرة التعاون، والنأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات، والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.

وكان السلطان هيثم قد أكد عقب توليه الحكم أن السلطنة ستبقى كما عهدها العالم داعية ومساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية وباذلة الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم، كما أنها ستواصل دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم، ودعم قيم التسامح والعمل الجماعي والعيش في سلام مع الجميع.

اقتصادياً، تبنى السلطان هيثم بن طارق، خلال الفترة الماضية، العديد من السياسات والقرارات المحفزة للنمو الاقتصادي، وأطلق شارة البدء للكثير من المشاريع التنموية العملاقة. وفي هذا الإطار، صدرت توجيهات سلطانية في يونيو 2020 بتنفيذ مشاريع تنموية بقيمة 300 مليون ريال عُماني، من بينها مشروع تطوير ميناء الصيد البحري متعدد الأغراض في ولاية دبا بمحافظة مسندم.

وفي 2020، أعلنت خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020  2024) التي تعمل على تحقيق الاستدامة المالية والتوازن المالي بين الإيرادات والنفقات العامة، وتهيئة الظروف المالية الداعمة لانطلاق الرؤية الوطنية «عُمان 2040».

وفي الوقت نفسه، بدأت السلطنة تنفيذ خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021 – 2025) عبر تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية المؤثرة، من بينها تشغيل ميناء الدقم بطاقته الكاملة، وتشغيل مجمع لوى للصناعات البلاستيكية بولاية صحار، وبدء الاستثمار في منطقة الصناعات السمكية والغذائية في ميناء الصيد البحري بالدقم، وبدء الإنتاج من حقل «غزیر» الذي يعمل على توفير طاقة إضافية للصناعات المحلية.

وقد استقبل العمانيون عاما جديدا من حكم السلطان هيثم بن طارق في وقت تمضي فيه بلادهم قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط  تفاؤل بمستقبل زاهر، بعد تعديل جميع وكالات التصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية للسلطنة إلى مستقرة وإيجابية.وتوقع صندوق النقد الدولي تعافيَ الأنشطة الاقتصادية في سلطنة عُمان وتحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.2 بالمائة في عام 2023.

رحلة النجاح من البداية حتى كرسي العرش

ولد هيثم بن طارق عام 1954، وهو ابن عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد.

تخرج من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة عام 1979، وحصل على دراسات عليا في الجامعة نفسها، حيث درس السياسة الخارجية.

وتدرج في العديد من المناصب، في مجالات الثقافة والرياضة والدبلوماسية والاقتصاد، الأمر الذي كون لديه خبرة كبيرة، يتوقع أن تعينه على إدارة شئون البلاد في تلك المرحلة المهمة من تاريخها.

وقد شغل هيثم بن طارق منصب وزير التراث والثقافة منذ عام 2002، كما شغل العديد من المناصب في وزارة الخارجية، منها: الأمين العام للوزارة خلال الفترة من (1994-2002)، ووكيل الوزارة للشؤون السياسية (1986-1994).

وكان هيثم أحد المقربين من السلطان قابوس ومصدر ثقته؛ لذا عمل في بعض الأحيان مبعوثاً خاصاً للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.

أيضا رأَس “لجنة الرؤى المستقبلية” التي تولت مسؤولية التخطيط لمستقبل سلطنة عمان حتى عام 2040.

كما شغل هيثم بن طارق منصب رئيس اتحاد الكرة العماني لكرة القدم خلال الفترة من 26 يونيو 1983 حتى أبريل 1986، وترك بصماته الواضحة بفضل الأسلوب الذي اتبعه بإدارته لشؤون الكرة العمانية في بداية عهدها وكانت لإدارته البارعة لاتحاد الكرة في البداية الأثر الأبرز في مسيرة الاتحاد حتى الآن.

كما ترأس أيضاً اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط عام 2010 ، وكان لترأسه اللجنة الأثر الأكبر في إنجاح هذه الدورة التي استضافتها السلطنة وقاد الدورة إلى نجاح باهر وتركت إرثا كبيرا للأجيال القادمة.

على الرغم من المشاغل السياسية للسلطان هيثم بن طارق إلا أنها لم تبعده عن الرياضة وهو ممارس رياضي متميز في لعبته المفضلة الكريكت.

وقد حصل خلال مسيرته العملية على أوسمة سلطانية عدة في مقدمتها وسام الرسوخ الذي تسلمه من السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله – في نوفمبر 2010، إضافة إلى وسام آل سعيد، ووسام عمان ووسام النهضة العمانية.

كما حصل في مارس من عام 2001 م على وسام الشرف الكبير للخدمات المقدمة من جمهورية النمسا، وفي ديسمبر من عام 2006 م حصل من المملكة العربية السعودية على وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى، وفي نوفمبر من عام 2010 م حصل من المملكة المتحدة على وسام الفارس الفخري الكبير للصليب الملكي الفيكتوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى