الأنبا لوكاس أسقف الأقباط الأرثوذكس بأبنوب والفتح وأسيوط الجديدة ورئيس دير الشهيد مارمينا العامر بجبل أبنوب..عرفته عام ١٩٩٩ ومنذ هذا التاريخ وأنا حريص على لقائه كلما سنحت الفرصة ، سواء بالذهاب اليه وتهنئته في الأعياد .. أو في مناسبات عديدة كانت تجمعني به لنتبادل أطراف الحديث حول مختلف هموم وقضايا المجتمع والناس
كما أجريت معه حوارات صحفية متعددة ، احسبها من أهم ما أجريت من حوارات لطبيعة الرجل المحب للسلام والخير، الذي استطاع بأفعاله وتاريخه أن يتخذ لنفسه مساحة في قلوب كل الناس مسلمين ومسيحيين ..
لا انسى شخصيته الموسوعية الفذة ، وهذا الجمع الضخم من المواطنين الذين ذهبوا اليه في عيد تجليسه، لم يكن هناك موضع لقدم في المكان وكأن أسيوط كلها بلا استثناء بمواطنيها وقياداتها التنفيذية ومسئوليها ونوابها وقيادات المنطقة الجنوبية العسكرية والقيادات الأمنية والشيوخ والصحفيين وقيادات جامعة الازهر .. كل هؤلاء ذهبوا إليه لمباركة هذا الحدث الهام والسعيد .
واليوم وبالدموع والحزن الكبير تودع أسيوط هذا الرجل الذي استحق حب الجميع بلا استثناء.. واليوم وأنا أشارك مع الآلاف في توديعه كان شريط الذكريات يمر أمام مخيلتي وأكاد أسمع صوته واراه وهو يواصل العمل من أجل النهوض بالمجتمع بالكنيسة الارثوذكسية بأسيوط ..
أرى حولي لفيف من كبار رجال الدولة يبكون رحيله ويشاركون في توديعه.. الآلاف من الأقباط والمسلمين في جنازة الأنبا لوكاس أسقف الأقباط الأرثوذكس بأبنوب والفتح وأسيوط الجديدة ورئيس دير الشهيد مارمينا العامر بجبل أبنوب وعلى رأسهم اللواء عصام سعد محافظ أسيوط و نواب مجلس النواب وأعضاء المجمع المقدس والأساقفة والمطارنة ولفيف من الآباء الكهنة بأسيوط .
وداعا أيها الصديق الوفي الذي سنفتقدك كثيرًا لكن سيرتك العطرة ومواقفك الحكيمة التي إنحازة فيها للوطن باقية بين تلاميذك ومحبيك.
