مقالات

علاء عبد الحسيب يكتب: الدعاء .. لـ«الأم القاتلة» !

كلمات قاسية، وحروف سطرتها دموع الحزن، لحظات مؤلمة عاشها كل إنسان قرأ رسالة السيدة حنان، الأم القاتلة، بعد أن ذبحت أبنائها الثلاثة، وقررت الانتحار، تركت لزوجها معلم الأجيال الذي سافر للعمل بالسعودية، «ورقة» مكتوبة بخط اليد : “أصبر واحتسب عند الله .. أنا كنت بتعذب في الدنيا ومش قادرة أعيش» ..

ما هذا يا إلهي؟، إنها الصاعقة، وإن شئت فقل نهاية الزمان، عندما تتخيل بتأني شديد مشهد الأم، وهي تمسح يديها من دماء أطفالها الثلاثة، عندما يصدق عقلك أن هذه الجريمة البشعة ارُتكتبت مع سبق الإصرار والترصد.

مشهيد مهيب تقشعر له الأبدان، وتنزف أمامه القلوب دمًا، وقت أن عثر الأهالي على الأبرياء الثلاثة، غارقون في بركة دماء، لفظوا الأنفاس الأخيرة داخل منزلهم بإحدى قرى محافظة الدقهلية.

إنها الفاجعة التي أبكت السماء، وزلزلت عرش الأمومة، اتهامات دون رحمة للأم بالجبروت والإجرام، ومطالب بالإعدام العاجل في مقاصل السجون لهذه المرأة الثلاثينية، فالمجتمع يراها، أما قاتلة، سيدة مجرمة، متهمة بثبوت الإدلة في قتل فلذات كبدها، فكل الشواهد أكدت باعترافات مكتوبة أنها الجاني في هذه الجريمة البشعة، والواقعة المخيفة التي هزت الرأي العام، وأبكت ملايين القلوب .

لكن هل فكرنا لحظة.. لماذا وصل الحال بهذه الأم لارتكاب فاجعتها؟.. هل جسدنا دورها في مسلسل الرعب الذي عاشته أثناء تنفيذ الجريمة؟.. هل تخيلنا لحظة تحركها إلى غرفة المطبخ لتستل سلاح الفتك بأجساد أطفالها الصغار؟ ..

هل فكرنا في إحساسها وهي تنظر لأجساد الأبرياء الثلاثة غارقة في الدماء؟ .. هل تأنينا في أسباب قراراها بالانتحار بعد ارتكابها واقعة الذبح؟.. هل فهمنا مفاد رسالة زوجها المسافر الذي طلب الدعاء لزوجته مؤكدًا إنها كانت حريصة على تربية الضحايا؟..

أي عقل وأي دين وأي ضمير وأي أمومة يمكن أن تستبيح دماء الأبرياء؟.. السيدة «حنان» الفتاة الجامعية لا يمكن أن تكون بكامل قواها العقلية، كل الشواهد تؤكد أن «الأم» مريضة، وتعاني من اكتئاب مزمن قابل لارتكاب أي جريمة ، كل الشواهد تؤكد أنها تمر بأزمة نفسية صعبة، لا زالت مسبباتها وظروفها غامضة الملامح، لكن في كل الأحوال، لا أملك سوى أطلب الدعاء لـ«الأم القاتلة» ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى