تقارير و تحقيقات

كيف نغتنم شهر رمضان؟ .. علماء الأزهر يجيبون

يمُن الله علي المسلمين كل عام بشهر من أعظم الشهور تحدث عنه القرآن الكريم فى اكثر من موضع ، وتحدث عنه النبى الكريم فى العديد من الاحاديث ، نعمة من اجل النعم التى انعم الله بها على المسلمين ، انه الركن الرابع من الاسلام انه شهر رمضان شهر الصيام والقران والطاعات ، فكيف نغتنم ذلك الشهر الكريم وما هي فضائلة ؟ وما هى الفائده الطبية من صيام ذلك الشهر ؟

الإستعداد لشهر رمضان بالنية الصالحة

يقول الدكتور محمد عيد كريم استاذ الحديث وعلومه بجامعة الآزهر الشريف ، من الاهمية بمكان أن يعتقد المسلم ان رمضان هو فرصة الزمان، فهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل ، وكان الصحابة  يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم ، ووالدعاء ببلوغ رمضان ، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم

وأضاف كُريم، انه يجب علينا ان نتأهب ونستعد لشهر رمضان بالنية الصالحة فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى” وهى أن تعقد العزم على تعمير شهر رمضان  بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات ، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه  ، وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ؟.

استقبال شهر رمضان بالتهيئة النفسية وبالتوبة الصادقة لانها واجبة

ويقول الدكتور عبدالغني سليم من علماء الأزهر الشريف،ان فضائل شهر رمضان المبارك عظيمة ويجب ان نستقبل شهر رمضان بالتهيئة النفسية وبالتوبة الصادقة لانها، واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الوقت أوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفق للطاعة ولا يؤهل للقرب، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله ، فكيف يوفق لمثل هذا للطاعة ؟

وأضاف سليم أن صاحب المعاصي المصر عليها لا يوفق إلى الطاعة ولا يجد لها حلاوة ولا لذة ولا صفوة ولا أنس ولا بهجة، وإنما بمعاناة وشدة، كل هذا بسبب شؤم الذنوب، فلابد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار وعلامة الصدق كثرة الإلحاح ودوام الطلب وكثرة الاستغفار.

الله تعالى أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر وليس كما يدعية الغرب

ويقول الدكتور محمد العجرودى من علماء الهيئة العالمية للكتاب والسنة ،  أن الله تعالى يقول ” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” فالله تعالى أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر ، فما أوجبه إلا شهراً من السنة، أي 8% من العام و لا يصوم المسلم إلا النهار فقط لتهبط النسبة إلى 5% ، فسبحان الله  نصوم 5 % فقط من وقت العمر منذ بلوغ سن الرشد و يكون الثواب الذي وعد به الله دخول الجنة من باب الريان ويخبرنا في الحديث القدسي : “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي  وأنا أجزي به” فما أعظم الثواب و ما أيسر العمل الذي يوجبه .

وأضاف العجرودي أنه بالرغم من كل هذا اليسر يخرج علينا كل موسم البعض من هواة الجدل و التشكيك وإثارة الشبهات في مواسم الطاعات ليتساءلوا ما هي الحكمة من الصوم في الحر وتحمل الحرمان والصيام عن غرائز وشهوات ورغبات أحلها له طوال العام وما فائدة ذلك ؟ وهم لا يسألون من باب الشفقة على المسلمين كما يبدو من ظاهر تساؤلاتهم الخبيثة و لكن ليزعزعوا حب الطاعات في قلوب بعض المسلمين ممن في دينهم رقة ، فيصومون عادة لا عبادة و يفقدون تحصيل ثمرة الصيام وهي التقوى كما أخبر الله عز و جل في صدر آيات الصيام.

وقال ان الاجابة على ما سبق جاءت من سلسلة دراسات علمية و نفسية غربية ، فالشيء المدهش أن يصدر من الغرب في السنوات الأخيرة سلسلة دراسات صدر أغلبها من الولايات المتحدة الأمريكية ومراكز علمية غربية أخرى تشير إلى خطورة انفجار رغبات الناس وتضخم شهواتها وفقد قدرتهم على تقليل النهم وكثرة الاختيارات وتعدد الاستجابات وعدم السيطرة على غريزة التملك وشهوة الرغبات  ، فقد أكدت دراسات ” د. كانمان ” من جامعة ” برنستون ” الأمريكية أن عدم خفض الاختيارات والتحكم في الرغبات قد أدى بالفعل حسب دراسته الميدانية إلى تزايد الإحساس بالكآبة بل وظهور معدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب عكسياً مع وفرة وكثرة الاختيارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى