أخبارتقارير و تحقيقات

علي عبد الفتاح أصغر مزارع فى أسيوط يحصد أعلى إنتاجية للفدان

عشقى للزراعة منعنى من إتمام دراستى رغم تفوقى

بصوت هادئ يملؤه الأمل والألم، يروي لنا على عبد الفتاح ابن العشرين عاماً، والمقيم فى قرية المطيعة، مركز أسيوط ،قصته قائلا: بدأت حياتى فى أسرة بسيط مكون من ثمانية أفراد، الأب والأم وخمس بنات وولد وحيد، والدى موظف بسيط، والدتى ربة منزل، نشأت فى هدوء وراحة واستقرار، كنت متفوقا دراسياً واحتل مرتبة بين العشرة الأوائل، حتى الصف الثالث الاعدادي، إلى أن هبت عاصفة الألم حاملة مرض والدى ، كنت قد قدمت فى الثانوية العامة ، لكن أيقنت إن هذا ليس هو طريقى ، قومت بتحويل ورقى إلى الدبلوم الصناعى حتى أستطيع توفير الوقت لرعاية والدى واتابع أرضى، مرت الثلاث سنوات الدراسة تفوقت بهم ، اشتد المرض على والدى وفارق الحياة، كان حزنى والمى لا يطاق، ولما لا وهى صدمة عمرى، ظللت فى حالة حزن شديد واكتئاب عدة أيام، وذات ليلة استيقظت لاصلى الفجر كعادتى، شعرت بشيء غريب داخلى طاقة تدفعنى للإمام وتقوينى ونفسي تحدثنى الى متى ستظل هكذا؟ عليك أن تقف من جديد وتكمل طريق والدك وتحمل على عاتقك رعاية اسرتك بالكامل، تحديت الظروف، وبعد صلاة الفجر جلست مع امى لاخبرها أن كل شئ على ما يرام واننى قد خلقت لاحمل تلك المسؤلية الثقيلة، وان تقول لاخوتى أننى موجود مكان ابى وسافعل كل ما فى وسعى حتى أرسى سفينة الأسرة إلى بر الأمان.

رعاية الأرض

يسرد على قصته، اخذت فأسى وانطلقت إلى أرضى فقد كان يملك أبى ثلاثة أفدنة يقوم بزراعتها، مر العام الأول بصعوبة وتحملت مشقة فى رعايتها، وكرثت كل حياتى واهتمامى بأرضى ، وبحثت هنا وهناك عن طرق حديثة فى الزراعة قرأت كتب كثيرة ، اقوم باستشارة المهندسين الزراعيين بجمعية البلدة وانفذ كل ما يرشدونى إليه.

أعلى إنتاجية
بعد مرور عام أصبح لدى معلومات لا بأس بها اطبقها واستفيد منها بقدر الإمكان وعام يلى الآخر حتى حصلت على أعلى إنتاجية للفدان ، تم ترشيحى من قبل الجمعية الزراعية لمؤتمر الإسماعيلية الزراعى العام الماضي، وتم تكريمى كاصغر مزارع ، وهذا العام كرمت من قبل معرض وسط الصعيد الزراعى فى أسيوط أيضا لحصولى على أعلى إنتاجية لعامين متتاليين.

طرق العناية بالأرض

يضيف على عملى على رعاية الأرض جعلنى أشعر بها واعرف جيدا ما تحتاج، مد ليا يد العون المهندس الزراعى محمد حسانين، من معهد بحوث الزراعة، قدم ليا معلومات كثيرة وإرشادات قيمة، وشرح لى كيفية إستخدام المغذيات، والمبيدات، والأسمدة، والوقت المناسب لهم ،وضرورة مراعاة الظروف المناخية، لينتج الفدان من ٣٠ إلى ٢٨ أردب مع الرعاية المتكاملة.

مؤنة البيت

يشرح على كيفية تحقيق الأمان للمزارع المصرى فى منزله ، هناك شقان متساويان فى الأهمية هما: الزراعة وتربية المواشى او الحيوانات ولابد أن يكون فى حسابه إلا يطغى أحدهم على الآخر ، يزرع جزء من أرضه لمؤنة البيت فى الحبوب التى تطحن للغذاء ، كما أيضا فى غذاء الحيوانات أيضا، تقوم أمى بمساعدتى فى تربيتهم ، واخوتى متفرغين للدراسة

التميز العلمى والثقافى

يختتم على حديثه معنا قائلاً رغم حصولى على مجموع كبير من الممكن أن يدخلنى كلية إلا أننى اعلم جيدا أن العلم ليس بالشهادات، ولكنه بكثرة القراءة والعمل واكتساب الخبرات من الواقع ، وهناك بعض الجمل التى أرددها دائما واقتنع بها، الأرض رزق، كلف هتلاقى، إلارض لا تبخل بخيرها على من يجد ويجتهد ويرعاها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى