فن ومنوعات

عيدة.. راعية الغنم التي حاربت الظروف من أجل التعليم

متابعة علاء النواصرى وعثمان العريان



«وما نيل المطالَب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا».. مقولة تنطبق على عيدة، راعية الغنم التي جعلتها الظروف ترضخ إلى التسرب من التعليم حتى تساعد والدها.
عيدة، راعية غنم بمحافظة الأقصر والتي تعد من رموز نجاح الإصرار على استكمال التعليم وعدم الاستسلام للتحديات المجتمعية والمعيشية والجغرافية والفكرية التي تتسبب في الحرمان من الخدمات التعليمية وانتشار ظاهرة التسرب من التعليم.
عيدة محمود أحمد، في السنة الخامسة من المرحلة الإبتدائية تعمل مع والدها في رعى الأغنام والتي أدت الظروف الجغرافية من بعد مسافة أقرب مدرسة لها بجانب تحديات اجتماعية، والتي تكمن في أمية كل أفراد أسرتها ورغبة والدها في مساعدة عيدة له في رعى الأغنام وعدم الاهتمام بتعليمها.
لم تضعف عزيمة عيدة في الوصول للعلم وعملت على خطة إيجابية للتسرب من بيتها إلى المدرسة وهنا أتى دور مؤسسة مصر الخير من خلال المبادرة الرائدة بتوفير مدرسة مجتمعية بالقرب من بيت عيدة والتي أزالت كافة العقبات من أمامها وساندت رغبتها الدؤوبة في إقناع والدها للسماح لها بالذهاب للمدرسة المجتمعية التي أنشأتها المؤسسة والوصول لحلمها الذي لم يفارقها يومًا، كما قررت المؤسسة دعمها تعليميًا حتى نهاية مرحلة التعليم الجامعي تكريمًا لها على إصرارها وشغفها بالعلم.
وتسارعت الجمعيات الخيرية في مساعدة عيدة للرجوع إلى التعليم مرة أخرى وكانت مصر الخير بقيادة الدكتور على جمعة أخذت على عاتقها مساعدتها والتكفل الكامل بتعليمها حتى المرحلة الجامعية؛ حتى تسطيع أن تحقق مردودًا إيجابيًا على المجتع ككل وهي التعليم، والصحة، والتكافل الاجتماعي، والبحث العلمي والابتكار، ومناحي الحياة والتنمية المتكاملة.
وقامت المؤسسة بتقديم حلول مبتكرة للقضاء على ظاهرة التسرب من التعليم بعد ذلك من خلال حل المشكلة بصورة فعالة وعملية في نفس الوقت. حيث ان التعليم المجتمعى هو نموذج فريد يعتمد على أسلوب التعلم النشط والذى يعتمد بشكل كبير على مشاركة المعلومة مع الأطفال بالأنشطة.
ويتميز هذا النموذج بأنه يقدم نظامًا تعليميًا أساسه الجودة من خلال تقديم مواد تدريبية ومهارية بالإضافةً إلى المواد المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم. فضلًا عن استطاعته للوصول إلى المناطق المحرومة والأكثر احتياجًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى