غير مصنف

“عُمان 2040” والشراكة والتكامل بين القطاع الخاص والحكومة لاستدامة البناء والتنمية


مسقط : عبد الله تمام


ترتكز عملية البناء والتنمية في سلطنة عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي وخلال نصف قرن تقريباً، على استراتيجية التكامل المؤسساتي بين أجهزة الدولة والعمل في تناغم وانسجام من أجل استدامة التنمية الشاملة.
ولعل الاستراتيجية العُمانية “عُمان 2040” تؤكد على فكرة التكامل والشراكة بين القطاع الخاص والحكومة، فلم يعد توفير فرص عمل للباحثين عن عمل من فئة الشباب العُماني، مهمة حكومية حصرية كما كان في الماضي، بل أضحى القطاع الخاص والمجتمع شركاء في هذه المهمة الوطنية، بشكل يفوق حتى الدور الحكومي الذي تراجع مع تطور النظم الإدارية للدولة، واقتصارها وفق الاقتصاد الحر على توفير بيئة أعمال مواتية تتيح التنافسية وتنظم العمل الخاص، وتقدم حوافز متعددة لتنمية الأعمال الخاصة في المجتمع، ما يفتح آفاقًا جديدة للقطاع الخاص، ويجعله أكثر قدرة على التنافسية، مع تعظيم هامش الربح.
ومع الحوافز التي تقدمها الحكومة العُمانية لهذا القطاع والتسهيلات الكبيرة التي تعينه على الرقي والترقي إلى الأمام أصبح مطالبًا بلعب دور محوري في احتواء مخرجات التعليم بكافة مراحله وأنواعه، وذلك من منظور مصالحه الاقتصادية، قبل أن يكون عبر دوره الوطني.
ولا شك أن قدرة القطاع الخاص في سلطنة عُمان علي توفير فرص عمل للقوى العاملة الوطنية، تعود عوائدها على الاقتصاد الوطني في دورته الكاملة، على عكس فرصة العمل التي يوفرها للأيدي العاملة الوافدة، يخرج أكثر من نصف عوائدها للخارج، ما يؤثر على دورة رأس المال في الاقتصاد الوطني.
هذه المصلحة تتلاقى مع التوجه الحكومي نحو توفير بيئة عمل تستوعب أعداد الخريجين، ما يسهم في حفظ الأمن والسلم الاجتماعي أولًا، ويسهم في استدامة نمو الاقتصاد الوطني ثانيًا. وتأتي حلقة العمل التي نظمتها شركة تنمية نفط عمان لأعضاء غرفة تجارة وصناعة عمان لدراسة سبل تعزيز فرص التوظيف للعمانيين، خطوة في الاتجاه الصحيح، تفعِّل المشاركة المجتمعية لعلاج هذه الظاهرة التي تؤثر على البلاد اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتفتح الطريق نحو حوار بناء يستوعب كافة أطراف المعادلة.
وهنا يأتي دور القطاع الخاص كدور تكاملي، فهو الشريك الأساسي للحكومة في بناء عُمان وتنميتها وتطورها، والمسعى العُماني المستمر هو جعل القطاع الخاص بيئة جاذبة ومشجعة للشباب من أصحاب الكفاءات والمهارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى