غير مصنف

فى ذكرى رحيل بابا العرب.. «شنودة الثالث» الكاتب والشاعر وصاحب المواقف الوطنية التي لا تنسى

البابا شنودة الثالث كان شخصية متفردة مميزة ،”نظير جيد” لم يكن مجرد اسم فقط ولكنه حمل صفات هذا الاسم فكان نظيراً لاقرانه جيداً فى صفاته واخلاقه كان يملك الكاريزما وخفة الظل أجاد اللغة العربية فكتب الشعر والنثر قدم الكثير من المؤلفات،كان شاعراً وكاتباً وعضواً بنقابة الصحفيين إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وكان ينشر في جريدة الأهرام بصورة منتظمة أصبحت كلماته أقوالا مأثورة على ألسنة الكثير من المسلمين والأقباط ويكفيه عباراته الشهيرة “مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه” التى تحولت إلى رمزاً للوطنية والانتماء جمعته علاقة صداقة قوية مع الشيخ الشعراوي وأهداه الشيخ الشعراوي عباءه فى إحدى الزيارات .

اسمه وتاريخ ومحل ميلاده

ولد باسم ” نظير جيد روفائيل ” فى 3 أغسطس 1923 ولد بمحافظة أسيوط توفت والدته بعد ولادته وحدث أثناء استخراجه لشهادة ميلاد (تسنين ) فى عمر السادسة بعد قيام طبيب الصحة بكتبة تاريخ ميلاده قال له الطفل نظير أن هذا التاريخ خطأ فتعجب الطبيب وسأله لماذا فقال له كيف أولد بعد وفاة أمي فيوم وفاتها هو يوم ميلادي .

التحق البابا شنودة الثالث بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية أدي الخدمة العسكرية فكان متميزا أيضا ملتزماً .

وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية ،بعد رحيل البابا كيرلس السادس، البطريرك الـ 116 عام 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد تم اختياره بطريرك للكنيسة، وأقيم قداس تجليسه على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971.

رحيل البابا شنودة

 رحل عن عالمنا فى 17 مارس 2012 واحتشد الملايين من الاقباط فى وداعه وسط حزن كبير من كل المصريين على رحيله فقد كان محبوبا من الجميع ، وهو البابا رقم 117 كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر “1928 – 1942” ومكاريوس الثالث “1942 – 1944” ويوساب الثاني “1946 – 1956”  

شغلت قضية الوحدة الوطنية قلب وفكر قداسة البابا المتنيح البابا شنودة الثالث فهو صاحب الجملة الشهيرة “مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه”

مواقفه الوطنية

مواقفه الوطنية ليس فقط تجاه الوطن بل وتجاه الدول العربية، وكان من أهمها موقفه الوطني تجاه القضية الفلسطينية ومقولته الشهيرة “لن ندخل القدس إلا وأيدينا فى أيدى إخواننا المسلمين” ومنعه زيارة الأقباط للقدس رغم كل المعارضة من اتجاهات متعددة حتى لقبه العرب ليس فقط بابا الكنيسة الأرثوذكسية بل بـ “بابا العرب” نظرًا لمواقفه الوطنية.
 
وفى عام 2002 عقد البابا شنودة مؤتمراً شعبياً كبيراً فى الكاتدرائية المرقسية بعد تحديد إقامة عرفات دفاعاً ودعماً منه للقضة الفلسطينية والقضايا العربية وجعل هذا الموقف محل احترام وثقة من الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات الذى كان يزوره فى العباسية كلما جاء إلى القاهرة.

دوره فى حرب 1973

 وأيضاً كان للكنيسة القبطية المصرية دور بارز فى انتصار اكتوبر 73 وحرص البابا الراحل شنودة الثالث على المشاركة فى جميع المناسبات الوطنية، حيث قام بزيارة عده مرات للجنود بالجبهة قبل حرب 1973 والتقى الجنود والقادة، ووفرت الكنيسة مساعدات من الأدوية أثناء فترة الحرب. 

تحديد إقامته

وعقب حرب 1973 تزايدت أحداث العنف الطائفي في مصر، وفي يونيو 1981 وقعت أحداث الفتنة الطائفية بالزاوية الحمراء، والتي تعد ذروة الصدام مع تحديد إقامة البابا فى دير الأنبا بيشوى بوادي النطرون، من قبل الرئيس السادات وتشكيل لجنة بابوية لإدارة شؤون الكنيسة، عقب اعتقالات سبتمبر الشهيرة.

ط

تولى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حكم مصر في 14 أكتوبر 1981، حيث كان البابا شنودة محددة إقامته في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون ولم يتم الإفراج عن البابا الا فى عام 1985 حيث أصدر الرئيس الراحل قرارًا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

كتب قصيدة فى حب مصر هذه كلماتها :

 جعلتك يا مصر في مهجتي

وأهواك يا مصر عمق الهوى

إذا غبت عنك ولو فترة

أذوب حنينا أقاسي النوى

إذا عطشت إلى الحب يوما

بحبك يا مصر قلبي ارتوى

نوى الكل رفعك فوق الرؤوس

وحقا لكل أمريء كل ما نوى

مرثا مرجان

رئيس قسم الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى