تقارير و تحقيقات

فيديو.. مهندسة صعيدية تربى العقارب.. شيماء: أستخرج سمها وأسعى لتصديره

عبير أبو علوى

العقارب مخيفة بالنسبة لأغلبنا، وواحدة من الحشرات التي تسبب لدغتها الأذى البدني الذي قد يفضي إلى الموت، فضلاً عن الأذى النفسي المدمر، كما أنها تنتشر غالباً في البيئات الصحراوية، وهي من أقل المخلوقات حظوظاً في إمكانية أن يستأنسها البشر ، إلا أن هناك من كسروا هذا الحاجز النفسي وتخطوا حاجز الفزع الفطري من رؤية العقرب، واستأنسوها وأوجدوا لها مكان في بيوتهم ويومياتهم، إما من باب الترف والتسلية أو لاستخراج السم منها واستخدامه في عديد من الأغراض العلاجية أو إعداده للتصدير.

شغف وهواية:

تعتبر شيماء عبد الخالق، من محافظة قنا، أول فتاة على مستوى الصعيد تعمل في مجال تربية العقارب، ويرجع ذلك لدرايتها العلمية بسلوك الحشرات كونها درست في كلية الزراعة جامعة سوهاج، حيث تخرجت منها عام 2016، وقادها شغفها بعالم الحشرات وأسراره إلى تجربة مثيرة خاضتها في تربية العقارب .. ذلك الصغير القاتل الذي لا يحظى غالباً بحضور مألوف أو مستحب لدى معظم البشر.

ملكة العقارب المهندسة شيماء عبد الخالق
ملكة العقارب المهندسة شيماء عبد الخالق

تعمل بجوار العقارب:

في البداية تقول “شيماء”: “أعمل كمهندسة زراعية كوني تخرجت من كلية الزراعة، وكنت أحلم منذ تخرجي، بعمل مشروع إنتاج حيواني، ولم يخطر ببالي أن يتطور الأمر لتربية العقارب فيما بعد، وكان هذا بمحض الصدفة نظراً لطبيعة عملي في أحد مصانع الأسمدة التي تقع في صحراء قنا”.

وأضافت: “كنت أشاهد العقارب والثعابين بكثرة في الصحراء لكونها بيئة مناسبة لانتشارهم، مما تسبب في إصابة أحد عمال المصنع بلدغة أحد العقارب، رغم أخذ جميع الاحتياطات اللازمة، ومن هنا تطرق إلى ذهني لما لا نجعل العقرب كائن مفيد وليس العكس، فالعقرب كغيره من المخلوقات لم يخلق عبثا، فبدأت أبحث كثيرًا عن كل ما يخص العقارب وكانت هذه هي البداية”.

مهندسة صعيدية تربى العقارب
مهندسة صعيدية تربى العقارب

دراسة سلوك العقرب:

وتابعت: “العقرب أحد الكائنات اللافقارية التابع لمملكة العنكبوتيات، وطوله يتراوح بين 9 مليمترات الى 20 سنتمتر، وله ثمانية أقدام، ويعيش في المناطق الحارة والجافة، ويظهر ليلًا تجنبًا لحرارة الشمس التي تقتله، ولا يمتلك العقرب حاستي الشم والسمع، كما أن نظره ضعيف لهذا يتمكن من فريسته عن طريق الذبذبات الصوتية، ونظرا لخطورته الشديدة التي نعلمها، كان لابد من التعرف على نقاط قوة وضعف هذا الكائن”.

وأكملت: “بعد التعرف على هذه النقاط أدركت ان قوته في ذيله لاحتوائه على السم، لذا استطعت التعامل معه بسهوله ودون عناء لكونه كائن مدافع وليس مهاجم، فأقوم بإمساكه بعناية وأستخرج منه السم، دون أن اصاب بلدغاته، وخبرتي في التعامل مع العقارب أكسبتني القدرة على اللعب معهم وتنويمهم بكل سهولة”.

مصادر الحصول عليها:

وعن كيفية الحصول على العقارب، تقول شيماء عبد الخالق: أحصل عليهم من خلال صيادين متخصصين لبيع العقارب، كما أن العقارب عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية تظهر باللون الأزرق، فهذا يجعل من السهل معرفة أماكنها والحصول عليها، ولكن أعتمد بشكل أكبر على الصيادين في الفترة الحالية، كما أن هدفي ليس مقتصرا على الحصول على السم فحسب، ولكن أرغب في خلق بيئة خالية من كائنات شرسة، وتحويل هذا الكائنات لمصدر اقتصادي من الممكن الانتفاع به”.

المهندسة شيماء عبدالخالق ملكة العقارب فى الصعيد

فوائد سم العقرب:

وأضافت شيماء: بعد البحث وجدت أن سم العقرب له فوائد عديدة، لاحتوائه على الكثير من البروتينات، التي من شأنها أن تساهم في علاج الكثير من الأمراض، منها جلطات القلب، كما يساعد في الكشف عن الخلايا السرطانية، دون اللجوء إلى المواد المشعة التي تسبب الضرر للمريض، لذلك أقوم بتربية العقارب لاستخلاص السم منها، ويتم تسويقه للباحثين لمساعدتهم في أبحاثهم”.

بانتظار الدعم الفني:

وأكملت: “فكرة استثمار السم للتصنيع صعبة، نظرًا لعدم وجود الأجهزة والامكانيات اللازمة، وكثرة التكاليف وهذا يجعل عملية التصدير صعبة خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، فضلًا عن صعوبة الوصول إلى العملاء خارج مصر وكثرة الأوراق المطلوبة للترخيص، لذا أتمنى أن يتوفر لي جهاز خاص بفصل العناصر لاستخلاص المادة العلاجية ففكرة التصدير أسعى للوصول إليها يوما ما إذا توفرت لي الإمكانيات اللازمة”.

وعن طريقة استخلاص السم، بيًنت المهندسة شيماء: “يتم استخلاص السم من العقرب، عن طريق تحفيز العقرب بفولت مناسب للعقرب، لا يؤدي لوفاتها بل يعمل على تحفيزها لتنزيل السم الموجود بداخلها، وبعد ذلك يتم الاحتفاظ بالسم بتجميده وتخزينه لفتره قليله، حتى لا يفقد خواصه، ومن ثم يخضع لعمليات أكثر دقة وهذه العملية تكون داخل معمل خاص بالمصل واللقاح”.

ملكة العقارب بصحبه العقرب

نظرة إلى الاحتراف والعالمية:

وأشارت إلى أنه نظرًا لخطورة العقارب، فقد أنشأت صفحة serket  كصفحة استرشادية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحوى كل ما يخص العقارب، لتعريف الأفراد أن العقرب ليس كائن مخيف، فهو يمكن التعامل معه بطرق معينة، لتفاديه وسبب تسمية الجروب بـ serket يرجع لأصل فرعوني نسبة لأنثى العقرب وتعنى التنفس، نظرًا لأن الذى يصاب بلسعة العقرب يعانى من أعراض منها ضيق التنفس”.

واختتمت ملكة العقارب حديثها متمنية الحصول على فرصة تدريبية بإحدى الشركات، لا تقتصر على معرفتها في مجال السموم فحسب، ولكنها تتمنى التطرق إلى فكرة التصدير، باعتبارها مصدر اقتصادي قوي لا غنى عنه.

كما تسعى “شيماء” إلى أن تصبح مزرعة تربية العقارب أكبر مزرعة موجودة في الصعيد ككيان شامل مرخص يحوي معملها الخاص”.

شاهد الفيديو:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى