غير مصنف

فيديو وصور| البرد القارس والأمطار يبددان حلم أهالي عرب مطير بـ”حياة كريمة”

محمد عاطف شعلان

مأساة حقيقية يعيشها بعض أهالي قرية عرب مطير التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط، على إثر قيامهم بفك الشدة الخشبية لأسقف منازلهم بعد تلقيهم وعود بإعادة بنائها وتأهيلها من قبل بعض المؤسسات الخيرية، لكن فوجئوا بقيام المسؤولين بوقف تأهيل منازل هؤلاء البؤساء كونها خارج الحيز العمراني، ما جعلهم مشردين يفترسهم برد الشتاء القارس وتغمرهم مياه الأمطار.

فهل يجد هؤلاء الفقراء المطحونين الذي من بينهم كبار السن والرضع والأرامل واليتامى والعجزة من ينقذهم من الموت البطيء الذي يتعرضون له؟ وهل تقوم المبادرة الرئاسية بمد يد العون لهم وتنتشلهم من معاناتهم وآلامهم كما عهدناها دائمًا في كافة ربوع قرى الجمهورية الذي قامت بتنفيذ المبادرة بها؟

لتقرير التالي يسرد معاناة ومأساة هذه الأسر.

بدون مأوي

تقول سعاد حسين أحمد عيد، أحد المتضررين، إنها أصبحت وأسرتها بدون مأوي، فيسكنون في الخلاء، والبرد القارس ينهش أجسادهم والأمطار تغطيهم، نظرًا لفك الشدة الخشبية لمنزلها، بعد أن وعدتهم إحدى الجمعيات بتأهيل منزلهم وعمل سقف خرساني لهم.

وأضافت، منذ شهر تقريبًا وهم ينامون في الخلاء في البرد القارس والأمطار، وليس لديهم غطاء يحميهم من البرد، مطالبة بتدخل المسؤولين لسقف منازلهم وإعادة تأهيلها.

الأمطار أغرقتنا والبرد افترسنا

وفي حزن شديد تقول إنعام حسن فرحان:”حضرت جمعية وقالولنا هدوا البيت عشان نبنيه لكم، بعدها الأمطار جت غرقتنا، ومفيش حد رد علينا بخير ولا بشر وتركوهم ومشيوا”.

وتابعت:” يرضيكم كدا نقعد أنا وبناتي في الأمطار، ومحدش سائل فينا، ومعندناش بطاطين نتغطى بيها، صارخة انجدونا”، مناشدة المسؤولين بناء وتأهيل منازلهم التي قاموا بهدم الأسقف الخاصة بها.

شهر كامل بنام في الخلاء

ويضيف أسعد محمد عبدالرحمن، أن جمعية حضرت لهم وطلبت منهم إخلاء منازلهم لعمل أسقف لها، إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك بعدم عمل أي شيء، لأن منازلهم خارج التنظيم، وأنهم منذ أكثر من شهر ينامون في الخلاء في شدة البرد القارس وهطول الأمطار التى أغرقتهم.

إيقاف تأهيل المنازل

من جانبه قال عبدالرازق عبداللطيف عبدربه، شيخ معهد عمر الديب الأزهري، إن إحدى المؤسسات الخيرية حضرت لقرية عرب مطير لتأهيل حوالي ٥٠ منزل، وأنه تم معاينة واختيار هذه المنازل، وقام أصحابها بفك الشدة الخشبية، حتى تقوم هذه المؤسسة بإعادة تأهيلها.
ويتابع:” أن الأهالي فوجئوا بأن السيد رئيس مدينة البداري قام بإيقاف تأهيل هذه المنازل بحجة أنها خارج الحيز العمراني، ما جعل أصحاب هذه المنازل يبيتون بالشارع في ظل البرد القارس، مشيرًا إلي أن قرية عرب مطير بالكامل خارج الحيز العمراني، متسائلاً من المسؤول عن ذلك وأين يذهب أهلها؟!، مناشدًا المسؤولين بالنظر بعين الرأفة لهؤلاء الفقراء اللذين فقدوا الأمان داخل منازلهم وأصبحوا مشردين بالشارع.

رفع المعاناة

ويلتقط حسين حمدالله جمعه، أطراف الحديث، قائلاً أنه يعاني من أمراض مزمنة، وأن لديه ابن ١٦ سنة يعاني من ضمور بالمخ لا يستطيع توفير العلاج اللازم له، وأن لديه ابن آخر بالثانوية الأزهرية سوف يقوم بمنعه من استكمال الدراسة كي يقوم بمساعدته في المعيشة، مناشدًا المسؤولين برفع المعاناة التي يتعرضون لها من برد قارس وأمطار، وأن يتم السماح للجمعية المنوطة بتأهيل منازلهم وإعادة سقفها.

رد مسؤول

من جانبه قال المهندس محمد حسن الديب، رئيس مركز ومدينة البداري، إن مجلس المدينة ليس لدية مانع من تأهيل أى عدد من المنازل بدائرة المركز، مشيرًا إلى أن ذلك بشروط منها أن تكون الأسر مستحقة، والمنازل داخل الحيز العمرانى، وبعيدة عن أملاك الدولة، والحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة قبل بدء العمل، وأن تكون هذه الشروط مجتمعة، مؤكدًا على الحصول على موافقة محافظ أسيوط قبل كل شيئ، وأن ذلك تجنباً لاتخاذ إجراءات قانونية وقرارات إزالة للأعمال الغير حاملة على تراخيص وتحرير محاضر للقائمين بالأعمال.

https://fb.watch/aI5pdaW7mX/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى