تقارير و تحقيقات

“قرص الغلة”.. بين حفظ المحصول وحصاد الأرواح

سامية احمد:

من المعروف أن حبة الغلال أو “حبة الغلة” أو “قرص الغلة” أو مركب فوسفيد الألومنيوم كما هو الإسم العلمي، يلجأ إليه الفلاح في حفظ بعض أنواع المحصول من التلف أو التسوس، علماً بأنها غير مسموح بتداولها، ويتم التداول بالمخالفة للقانون، كما أنها منتج غير مصنع محلياً ويتم استيرادها بالكامل من الخارج، وبالتالي فإنها تمر على أكثر من منفذ وأكثر من مستورد وتاجر، لينحرف دورها من الاستخدام في حفظ الغلال وإطالة “عمرها” الافتراضي، لتصبح قاتل محترف لا يخطأ هدفه، حيث يستخدمها البعض كمنتج قادر على إنهاء الحياة في غضون زمن بسيط لما تحتوي عليه مركبات سامة بدرجة كبيرة، فباتت “حبة الغلال” ضمن أداوت انهاء الحياة والانتحار التي تسبب أرقاً للجهات الصحية والزراعية والأمنية في آن واحد.

المهندس علي لاشين وكيل أول وزارة الزراعة بالشرقية

إلا أن نشاط استخدامها وذروة التعامل معها وتناولها الاعلامي يكون في أعمار الشباب والطلاب، الذين يلجأ بعض من ضعاف الايمان منهم لإنهاء حياته، هروباً من التقصير أو اللوم الذي يقع من الأهل بعد ظهور نتائج الامتحانات.

وهذا لا يحصر دورها مطلقاً بين الطلاب، بل أنها مؤخراً لاقت رواجا اخباريا وتصدرت الصحف كونها شريك رئيسي في إنهاء حياة العديد والعديد من المواطن من فئات عمرية وجنسية مختلفة، وربما أيضاً لأسباب اسرية واجتماعية مختلفة، كل هذا وهي ممنوع تداولها .. فما بالنا لو كان التداول مسموحاً ولا تحظى برقابة على الحيازة والتداول.؟!

في تصريح لـ اليوم قال : المهندس علي محمد لاشين وكيل أول وزارة الزراعة بالشرقية: “اننا نتصدي بكل قوة لأي تاجر يقوم بتداول حبة الغلال لخطورتها علي حياة الإنسان.. موضحاً انها تستخدم في التخلص من “السوس، والحشرات” التي تصيب الغلال عند الفلاحين أثناء عمليات التخزين كنوع من المكافحة لأن هذه الأقراص تحتوي علي مادة وهي ” فوسفيد الألمنيوم” السامة، والتي لا يوجد لها مضاد للسم علي مستوي العالم”.

واكد وكيل الوزارة علي تشديد الرقابة على تجار المبيدات من تداول فوسفيد الألمنيوم وبصفة خاصة تجار “بير السلم” ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفات للحفاظ على حياة المواطنين وتقنين استخدامها، ويتم التوجيه بعمل حملات توعية عن خطورتها.

ومن جهته قال المهندس أسامة محمد الصغير مدير إدارة الرقابة على المبيدات بالشرقية” “اننا نقوم بتكثيف الحملات علي المحال التجارية الخاصة بتداول المبيدات ونقوم بتشديد الرقابة على تداول فوسوفيد الألومنيوم خوفاً من اضرارها على الإنسان وقد أسفرت الحملات عن ضبط كميات فوسفيد الألومنيوم المعروفة للمزارعين “أقراص التبخير” وتم تحرير محاضر واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وبدوره قال مزارع من إحدي قري المحافظة، أنه قد حدث واقعة من وقت قريب لثلاث فتيات قد تناولوا أقراص الغلال علي أنها تستخدم في إنقاص الوزن “التخسيس” مما أسفر عن وفاة إحداهن وإصابة الآخرين ولكن قد كتب الله لهما النجاة.

وعن التعريف بمضمون حالات الانتحار ومسبباتها حتى يأخذ الناس في الريف حذرهم ويقومون بتوعية أبنائهم بشكل أكبر، صرح مصدر أمني ان طبيعة المحافظة ريفية ومعظم أهالي المراكز والقري يعرفون بعضهم البعضـ فعند حدوث حالة انتحار لا يفضلون أن يعرف أهل القرية السبب لعدم التسبب في الضرر لباقي افراد العائلة نفسياً، مما يلحق بهم من أضرار نفسية ومعنوية مما يقوم بترويجه الناس من قصص بأن الفتاة قد انتحرت بسبب “علاقة” أو ما شابه.

والجدير بالذكر أن لجنتي الزراعة، والري بمجلس النواب قد أصدرتا توصيات هامة في وقت سابق لمنع تداول أقراص حبة الغلال المستخدمة في تخزين الغلال، للانتحار.

ونظرا لكثرة هذه الأضرار، شددت لجنة الزراعة بالبرلمان على تفعيل الضوابط التي اتخذتها من قبل لجنة المبيدات الزراعية في ما يخص تقنين استخدام الأقراص المستخدمة في تخزين الغلال، وتشديد الرقابة على محلات المبيدات وغيرها من المحال التي تبيع تلك الأقراص، وتحرير محاضر بالمخالفات.

كما أوصت اللجنة بضرورة الإفادة ببيان من وزارة الصحة والطب الشرعي بوزارة العدل، عن الحالات التي توفيت بسبب استخدام هذه الأقراص، وبيان من وزارة الزراعة عن الكميات التي تم ضبطها بالمخالفة للضوابط.

وأوصت اللجنة، بتكثيف الحملات من جانب وزارة الزراعة والصحة لتقنين استخدام هذه الأقراص، كما أوصت وزارة الأوقاف بإثارة خطورة استخدام الأقراص عبر منابر المساجد، وتوعية الشباب من خطورة استخدامها لاسيما وأن الانتحار أمر محرم شرعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى