غير مصنف

«قسموا راسه نصين».. حكاية قتل شاب أمام المارة بسبب «لعب الأطفال»

منار شديد

لم يكن يخطر ببال خالد محمد، 24عامًا، أن “أحمد .س” صديق الطفولة الذي يقاسمه رغيف الخبر ويشاركه جميع وجبات الطعام، ويكن له كل مشاعر الحب والأخوة أول من يغدر به، ويقوده إلي أعدائه كفريسة سهله الذبح لتنفيذ خطة قتله التي اتفق معهم عليها “صاحب عمري خاين  صاحبي باعني ياما” .

مذً قرابة خمسة أشهر وتحدًيدا في شهر أكتوبر الماضي في إحدي الحواري الضيقة بقرية ناهيا وقعت مشادة كلامية بين إحدى سيدات شارع “الفرن الغربي” وجارتها القاطنة بالعقار المجاور لهم ، بسبب اعتداء إحدى أطفال الأخيرة علي نجل ابن الأولى أثناء لهوهم مع بعض أمام المنازل ” بنتك ضربت حفيدي إبراهيم ودي مش أول مره تضربه ” ،لتفاجئ الجدة المسنة بصوت صفعة القلم المنزلق علي وجه الطفل الذي لم يتعدي الـ”10سنوات”، يقطع كلمات العتاب لجارتها الثلاثينية ؛صارخة في وجهها رافضه اللوم أو الاعتذار عما فعلته نجلتها” أنا كمان ضربته بالقلم قدامك أهو ..لو اتكلمتي كلمة زيادة هضربك معاه”.

 ما إن سمع “خالد.ا” عبارات الإهانة الموجهة لوالدته داخل منزل جارتهم “سمارة” استشاط غضباً وهرول مسرعاً نحو أمه للدفاع عنها ليفاجأه زوج الجارة بالاعتداء عليها ودفعها بقدمه بكل قوة لتسقط أرضاً أمام أعين ابنها ،” أسامة جارنا ضربني بالرجل جامد في بطني قدام خالد أبني ..اترميت علي الأرض وأنا ست كبيرة في السن مكنتش قادرة  أتحرك   “، هذا المشهد القاسي الذي شاهده الابن أمامه كان السبب الأول في اشتعال مشاجرة بين أبناء أسرتين من عائلات مختلفة بمنطقة كرداسة وهما عائلة “أبو تيت” وعائلة “زيادة ” والتي انتهت بمقتل شاب في مقتبل العمر من أبناء العائلة الأولى علي يد 7 أشخاص متهمين من الأسرة الثانية.

ابني كان بيدافع عني ضربوه وقسموا رأسه نصين ” كانت تلك الجملة هي بداية حديث سمية إسماعيل والدة الضحية مع بوابة “اليوم “مؤكدة أن الجيران أصابوا نجلها بـ “20” غرزة في الرأس وقطع في الأذن اليسرى عندما قام بالدفاع عنها أثناء اعتداء زوج جارتها عليها أمامه .

وأشارت الأم المكلومة خلال حديثها إلي أنه أثناء اشتعال المشاجرة قام جارهم وهو المتهم الأول في قضية قتل ابنها بتهديدها بقتله قريباً ، وحرمانها منه لآخر العمر مرددا “هاقتله عند السهراية.. لازم أحرمك منه وأحزنك عليه باقي العمر”.

بمجرد سماع الأم تلك العبارة المرعبة من الجار سكن الحزن قلبها خوفاً من أن تفقد فلذة كبدها وبادرت بطلب انعقاد جلسة صلح ودفع مبلغ 20 ألف جنيه “طلبت منهم نقعد ونتصالح وياخدوا 20 ألف جنيه عشان ميقتلوش ابني ..وافقوا الأول وبعدين رفضوا”.

بعد مرور أيام علي موعد انعقاد جلسة الصلح التي رفض كبار رجال عائلة “زيادة” الحضور لترتيبهم خطة تنفيذ قتل جارهم “نجار المسلح” علمت الأسرة بخبر مقتل أحد أبنائها من أهالي القرية “ألحقوا ولاد زيادة قتلوا خالد عند السهراية”.

هرولت أم الضحية بأقدام حافية وملابس خفيفة نحو شارع السهراية لإنقاذ نجلها لتجده ملقى علي الأرض والدماء تسيل من جميع أنحاء جسده وكأنها بركة واصفه تلك المشهد قائلة “جريت حافية ألحق ابني لاقيته مرمي علي الأرض وجسمه متقطع بالسكاكين وبينزف من كل حتة.. الأرض كلها كانت غرقانة من دمه وكأنه دبيحة واتلموا كلهم عليها عشان يدبحوها”.

تصمت الأم قليلاً لاسترجاع ذاكرتها وتعود لروايتها مره أخري لافتة إلي أن صديق الطفولة لنجلها هو من قام باستدراجه وتسليمه للمتهمين لتنفيذ خطة قتله ” أحمد صاحبه هو اللي خده لهم عشان يقتلوه..كانوا راجعين من الشغل سوا وابني خالد عزمه علي الغدا عند محل الكباب اللي في أول الشارع وبعدها قاله تعالا معايا عشان أصالحكم علي بعض “.

وتضيف عندما شاهد ابني الغدر في أعين صديقه المقرب حاول الهرب ولكن المتهمين لحقوا به وقاموا بقتله والتمثيل بجثته أمام الأهالي في الشارع مثلماً أوضحت كاميرات المراقبة التي وثقت اللحظات الأولي من اعتداء المتهمين الـ”7″عليه حتى أن لفظ  أنفاسه الأخيرة وتم نقله إلي المستشفي لإنقاذه.

في تلك اللحظة يقطع خال المجني عليه حديث شقيقته مطالبا بتطبيق أقصي عقوبة علي جميع المتهمين في قتل نجل أخته قائلاً  ” إحنا عاوزين حق ابننا من اللي قتلوه.. دول ناس بتوع مشاكل ومعروفين بين أهالي القرية بسوء سمعتهم.. لهم عدة قضايا سابقة وقاموا بقتل أربع أشخاص من أهل البلد وابن أختي الضحية الخامسة لهم “.

وأوضح أن أهل المتهمين الـ “7”  قاموا بتهديد شهود العيان علي الواقعة وطالبوهم بتغيير أقوالهم في تحقيقات النيابة بالإضافة إلي عرضهم مبلغ مالي قدره 100 ألف جنيه علي  المحامي الخاص بهم لترك القضية ولكن الأخير رفض وأصر على استكمال القضية لحين رجوع حق المجني دون أخذ أتعاب المحاماة من ذويه.

محررة اليوم مع أسرة المجني عليه
محررة اليوم مع أسرة المجني عليه

وأكدت أم المجني عليه أن أهل المتهمين عرضوا عليهم تعويض مادي قيمته مليون ونص مقابل التنازل ولكنها رفضت قائلة “مش هبيع دم أبني ..مفيش حاجة في الدنيا تعوضني عن ابني اللي راح واتحرمت منه “.

واختتمت الأم قصتها المؤلمة مطالبة برجوع حق ابنها وتطبيق أقصي عقوبة علي جميع المتهمين والمشاركين في قتله  وهما ” خالد صلاح يحي ، أسامة صلاح يحي، و نايف محمد زيادة، سمير كمال زيادة، خالد نصر زيادة ،كمال سمير زيادة ،أحمد السيد زيادة” قائلة “عاوزة حق أبني ..إحنا ناس غلابة مش بتوع مشاكل وهما ناس ظلمة ومسنودين من الحكومة.. معاهم فلوس كتير إحنا عاوزين القانون يرجع حقنا منهم”.

https://www.facebook.com/Elyom19/videos/2514962008800583/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى