غير مصنف

كورونا يطيح بمهنة الشماسي.. صناع الإسكندرية: معادش فيه شغل نهائي

تعد صناعة شماسي وبرجولات البلاچ، من الصناعات القديمة بعروس البحر الأبيض المتوسط، وهي ضمن المهن التي تتوارثها الأجيال على مر العقود.

وترتبط تلك المهنة بالمدن الساحلية لوجود الشواطئ والقرى السياحية، وتنشط خصيصًا في فصل الصيف عندما تمتلئ الشواطئ بروادها.

وفي فترات ما قبل كورونا، كانت الاسكندرية تزدحم بمصطافيها وتفتح القرى السياحية أبوابها على مصراعيها وبالتالي تحتاج إلى البرجولات والشماسي على الشواطئ وبحدائق الشاليهات، ما ينعش جيوب الصناع.

صناعه الشماسي

ولكن جاء صيف هذا العام غريب بالنسبة لأصحاب المهنة، بسبب جائحة فيروس كورونا، التي أدت لإغلاق الشواطئ تنفيذاً لقرارات الدكتور المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء لمنع انتشار الفيروس، ما أثر بالسلب على مهنة تصنيع الشماسي.

محررة “اليوم”، توجهت إلى منطقة سوق الجمعة بالاسكندرية، حيت توجد ورش ومحلات بيع الشماسي لرصد تأثير إغلاق الشواطئ بسبب كورونا على هذه المهنة.

فعند دخولك الشارع على اليمين واليسار، تجد محلات وورش تصنيع الشماسي وبها الأقمشة بألوانها الخلابة التي تخطف الأنظار، وتلاحظ حالة الركود تخيم على المكان.

فالمحلات خالية من الزبائن والتجار ترتسم على وجوههم علامات الحزن بسبب ضياع موسم الصيف بدون عمل يذكر.

اقمشه الشماسي والبرجولات

يقول” أسامه محمود”، تاجر شماسي: “إنه يعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمره 12 عامًا ولمدة 25 عام فهذه مهنته التي يحبها ويتقنها وفي هذه الورشه يصنع الشماسي والبرجولات والخيم الهندي والخيمة العربي والخيمة العمالي وستائر البلكونات وشلته البلاچ وكراسي البلاچ.

اسامه محمود

ويضيف:” فيروس كورونا واغلاق الشواطئ أثر علينا في كل شئ فهذا العام لم نعمل نهائياً. فعملنا يعتمد على موسم الصيف وعمل الشواطئ وهذا الصيف لم تفتح الشواطئ وبالتالي لم نعمل ، فالعمل قليل جدا ويوميه العامل انخفضت لان الشغل بسيط وساعات العمل قليلة”.

واستطرد أسامة قائلاً: “العمل الان مقتصر على عمل برجوله لشاليه او شمسيه صغيره أما عمل برجولات الشواطئ والقرى السياحيه فهو منعدم تماماً، فالقرى التي فتحت ابوابها تستعمل شماسي الاعوام السابقه ولم تشتر جديد هذا العام ، ونعمل بشكل بسيط على غطاء السيارات وستائر البلكونات وكراسي البلاچ والشماسي الخاصه بالباعة في الاسواق الشعبية”.

الشماسي والبرجولات

أما عن صناعة الشماسي فقال أسامة:” تتكون البرجولة العادية من القماش الكتان والخرزان والألومنيوم والخشب ويدخلها حديد بسيط ، شاسيه البرجوله يتكون من حديد والمونيوم وخرزان وعمود خشب وسوسته”.

شاسيه البرجوله

وأكمل حديثه: “اول شئ يأتي الخرزان في حزم ونقطع منه المقاسات التي نريدها وتتبلح اولاً وتصفى وتحدد ثم يتم ربطها  تبس وأوكره ويسقط لها العمود الخشبي، وتحاك الكسوة وتركب عليها، وتكون الكسوة من قماش الكتان ويتم حياكتها في ماكينه الخياطه الموجوده بالورشة”.

الاخشاب والخرزان

تصنيع الخشب والخرزان

واستطرد اسامه قائلاً تختلف الوان البرجولات والشماسي واحجامها كما يريدها الزبون فالبرجوله العاديه تكون  “8 سمكات ” اما البرجوله المربعه تكون ” 4  سمكات ” مساحتهم كبيره ، والماسورة يكون ارتفاعها 1 متر ، ومقاسات الشماسي تختلف بين متر وربع او متر ونصف فالحديد يكون اكثر والعمود اطول.

تصنيع الكسوه ووضعها على الشاسيه

اما البرجولات الكبيره وتكون خاصه بالشاليهات تصنع من الخشب والطقم من العاج لان مساحتها تكون 4 متر والعمود ثلاثه امتار والقماش ” دك قطن ”  شغل الخيامه.

البرجولات الكبيره وماكينه تدبيسها

وعن الوان الشماسي واشكالها قال اسامه استطيع تشكيل الشمسيه كما اريد يمكنني عملها نجمه او مربعه وادخال 10 او 15 لون بها فانا اتحكم في ” الاستمبه ” والقماش كما يرغب الزبون .

وعن أسعار الشماسي فقال: “أسعار الشماسي تبدأ من 200 جنيه هذا العام وكان من المفترض أن تزيد الاسعار ولكن بسبب جائحة كورونا لم تحدث الزيادة ، وكل زبون حسب طلبه فهناك زبائن يرغبون في الشماسي الغالية وآخرون يرغبون في المتوسطة وهناك الشماسي الشعبي.

واختتم، أنه يتمنى عودة فتح الشواطئ حتى يعود العمل الى الورش وتعود الحياة إلى المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى