اقتصاد

الحرب التجارية الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تهدد سلاسل التوريد

كتبت- هبة عوض: 

أصبحت الرقائق الإلكترونية جزء لا يتجزأ من الحرب الاقتصادية الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، لاسيما بعد أن فرضت الأولي عدد من القيود على صادراتها من أشباه الموصلات لقطع الطريق أمام الصين من الوصول إلى التكنولوجيا الخاصة بها.

ورغم رصد الصين مئات المليارات من الدولارات بهدف ضخها في صناعة الرقائق التي باتت تمثل عصب الصناعات العسكرية، بالإضافة إلي دخولها في العديد من المجالات التي باتت تشكل النظام الاقتصادي الحديث، إلا أن الضغوطات الاقتصادية التي سببتها الجائحة عرقلت من جهود ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ووضعت المنافسة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية على المحك.

وتساءل  الدكتور أحمد أبو طالب، خبير الاتصالات، عن إمكانية أن تطيح الأزمات الاقتصادية بطموحات الصين في وضع موطئ قدم على الساحة الدولية في مجال صناعة أشباه الموصلات، لافتاً إلى أن الصين سرعان ما أدارت الدفة واستخدمت طرق بديلة عبر دعم شركات تصنيع الرقائق القائمة بالفعل بدلاً من صرف المزيد من الإعانات والتي لم تحقق نجاح ملحوظ.

وأشار إلى أن الصين تبحث عدة خيارات بينها: إعادة توجيه أموال مشروعات أخري نحو أشباه الموصلات، أو خفض تكلفة أسعار المواد الداخلة في الصناعة ذاتها،

كانت الصين تخطط لإطلاق برنامجها الخاص بصناعة أشباه الموصلات خلال الربع الأول من العام الجاري عبر إقرار حزمة تمويل بقيمة 143 مليار دولار ، قبل أن تضطر لتغيير خططها الجيوسياسية في مواجهة سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على الصناعة.

وبدوره أشار الدكتور زكريا عيسى، خبير الاتصالات، إلى أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين الخاص بصناعة أشبه الموصلات بات يهدد الصناعة ككل، إذ أعربت العديد من دول العالم المصنعة عن قلقها إزاء تلك المعركة المحتدمة على سلسلة التوريد العالمية، لاسيما بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من الشركات الصينية على قائمة الكيانات، لافتاً إلى أن القيود الأمريكية يمكن أن ترتد عليها، لاسيما بعد خسارة شركاتها سوق مهم وكبير مثل الصين.

وأضاف أن القيود الأمريكية تهدف إلى عرقلة وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة، متوقعاً أن تنتهج دول أخري نهج الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص فرض قيود على التصدير إلى الصين، خاصة اليابان وهولندا، في وقت تحث فيه الولايات المتحدة جميع حلفائها حذو حذوها.

في السياق ذاته، أكد أحمد خطاب، الخبير الاقتصادى، على ضرورة الأخذ في الاعتبار أن استجابة شركات حول العالم لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية يعرضها لخسائر بالمليارات، الأمر الذي ينطبق على شركة ASML الهولندية – الرائدة في آلات طباعة الرقائق الإلكترونية الأكثر تقدماً – والتي ألمحت خلال وقت سابق علي ضرورة تعويضها عن خسارة السوق الصيني من قبل حلفائها.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في محاصرة الصين بالفعل إلا أن الأخيرة عازمة على أن تصبح قوة عظمي في هذا المجال، داعياً إلى عدم الاستخفاف بقدرة الصين والتي تعتبر تايوان – تمتلك أكبر مصنع لصناعة أشباه الموصلات في العالم – جزء من جمهورية الصين الشعبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى