مقالات

سعيد فؤاد يكتب: محافظ الشرقية.. و«السور العظيم»!

اعتدت منذ أن اقتحمت عالم الصحافة أن أنحاز الي الجانب المضئ من الصورة، وأن أبرز الإيجابيات والإنجازات، وربما زاد هذا الفكر عندي في هذه المرحلة التي أري فيها السيد رئيس الجمهورية وهو يواصل الليل بالنهار في سبيل النهوض بالوطن والمواطنين، ويسعي لتحقيق رسالته التي تعهد بها أمام الشعب، فتراه يقف علي السقالات يتابع العمل ويتحدث مع العمال فيرفع من روحهم المعنوية، ويحارب الفقر والعشوائيات، وقد نجح في السنوات السبع التي تولي فيها مقاليد الأمور في تحقيق طفرة تعد الأولي من نوعها في مصر.

رئيس يحترم المواطنين، ويعلي القانون ومصلحة العباد والبلاد، وعلي نهجه يسير كثير من الوزراء والمحافظين فيعملون علي قدم وساق لتحقيق طموحات الرئيس، والنهوض بمصر فحققوا كثيرا من الإنجازات التي سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، علي الجانب الآخر صدمني الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية الذي نشر منذ أيام علي الصفحة الرسمية للمحافظة إنجازا اعتبره إضافة الي رصيده، عندما شكل حملة تعد الأكبر من نوعها وقادها بنفسه لإزالة سور مواطن في قرية العطارين أحدي قري مركز ديرب نجم.


هذا السور العظيم الذي تحرك المحافظ بنفسه لإزالته مرخصا منذ عام 2017، وتحصن بالقانون وبحكم قضائي وكان بإمكان المحافظ أن يكلف موظف بالوحدة المحلية لإزالة السور بدلا من إهدار وقته الثمين ومشغولياته الجثيمة للقيام بهذه المهمة، خاصة وأن هناك مبادرة حياة كريمة التي تمثل أعظم مشروع في التاريخ أولي بهذا الوقت.


وهنا السؤال: لماذا أصر السيد المحافظ علي إزالة السور بنفسه؟!.. وقد أرسل المحافظ شكوتين ضدي الأولي الي «مؤسسة الأهرام» التي أشرف بالانتماء إليها، والثاني الي نقابة الصحفيين؟!.. في الشكوتين يتهمني المحافظ اتهاما صريحا بالابتزاز دون سند من القانون، وهو اعتداء صريح علي شخصي أرفضه شكلا ومضمونا وأتحفظ عليه.


والقصة أنني أجريت اتصالا أكثر من مرة – وفقا لما ذكره المحافظ – بمدير مكتبه وكذا السيدة الدكتورة المتحدث الرسمي للمحافظة ليس كما يزعم بأنني أهدد وأبتز ولكن لانني صحفي علمتني مهنتي أن أبحث عن الحقيقة عند المسؤولين، وأرسلت لهما شكوي من المواطن تامر محمد نصر صاحب السور العظيم ومستندات بعد أن لجأ الينا المواطن صارخا يبحث عن حقه ويتساءل لماذا المحافظ ورجاله يريدون هدم السور رغم ترخيصه منذ سنوات.

وعندما أرسلت تلك المستندات الي المذكورين كنت أتسأئل لماذا الهدم رغم وجود رخصة وحكم قضائي؟!.. لم يجيبني أحد فكتبت مقالين للرأي تحت عنوان ( بأمر محافظ الشرقية) وفيه طلبت من المحافظ أن يرسل لجنة محايدة للتحقيق من ادعاءات الشاكي بعيدا عن ردود مسؤلي الشؤون القانونية والديوان وعندما لم يعرنا اهتماما فوجئت به يبعث بخطاب تكليف الي مديرية الأمن يطالب بسرعة تنفيذ الإزالة حفاظا علي هيبة الدولة.

اضطررت لكتابة مقال رأي ثان بعنوان ( هيبة الدولة بين الرئيس ومحافظ الشرقية )، تحدثت فيه عن هيبة الدولة وكيف يجسدها السيد الرئيس بتواضعه الجم مع المواطنين في الشوارع وهو يجبر خواطرهم ويمزح معهم وأن هيبة الدولة لن تمس من سور مرخص باحدي القري لاسيما وأن أغلب مباني القري غير مرخصة كما أن في المدينة مئات من المباني المخالفة وناطحات سحاب لم تحرك ساكنا لمسؤل.


غضب المحافظ وأقسم جهد إيمانه أن يزيل السور وإذا كان قد تجاهل من قبل إرسال لجنة تقصي حقائق تضع تقريرها أمامه فقد قاد حملة الإزالة بنفسه !!
وتفرغ بعدها للثأر مني فأرسل شكوتين، وفيهما اعتراف بان الجهة التي أصدرت الترخيص للسور المزال هي التي تلقت شكاوي مواطنين من القرية بسد الشارع
وإذا افترضنا جدلا أن هذه الرخصة الصادرة والتي أثبتت المحكمة صحتها في حكم قضائي خاطئة وأن هناك شارع لم يتم مراعاته وقام الرجل بغلقه فكيف صدرت الرخصة من أحدي الجهات التي انتم علي رأسها ؟!، ألم تقم تلك الجهة بمعاينة الموقع قبل الترخيص له؟!. وكيف أفادت تلك الجهة المحكمة بصحة الترخيص إذا كانت قد اكتشفت أنه صدر بطريق الخطأ ؟!

تلك هي الأسئلة التي لم يجيب عليها أحد ولم يمهلنا المحافظ بالتحقق منها قنفذ الإزالة بنفسه، كما أنني أتساءل أليس من حق الصحفي أن يتبني مشكلة لمواطن قدم له مستندات ؟، أليس من حق الصحفي أن يتواصل مع رجالك للوقوف علي الحقيقة ؟!، لو أن هناك آلة إعلامية أو قانونية عند السيد المحافظ لاخبروه أن هناك حق الرد كفله القانون والدستور تحكم العلاقة بين الصحفي والمسؤول بدلا من لغة الشكاوي وإهدار للوقت والجهد ولافهمته أن رسالة الصحفي اكبر واسمي بكثير من كلمة ابتزاز وأنه ليس معني أن يتبني الصحفي قضية عادلة سعي للتحقق منها قبل النشر بمثابة ابتزاز أو تهديد.


وأي مشكلة هذه التي يتفرغ المحافظ لها ويقتطع وقته لتقديم شكاوي ضد صحفي لديه كافة المستندات الم يكن أولي بهذا الوقت أن يتابع فيه مشروعا قوميا ينعكس بالنفع علي المجتمع، ينتابني الحزن عندما تصبح الشخصنة ثقافة عند مسؤل كبير كلفته القيادة السياسية بمهام ثقيلة في مرحلة فارقة من عمر هذا الوطن.


سيدي المحافظ لو وجدت إنجازا حقيقيا لقمت بابرازه حتي في ظل هذا الموقف الذي اعتبرتموه ابتزازا لانني أبرز إيجابيات من يعملون من أجل الوطن والمواطنين ولست من سكان محافظة الشرقية وليس لي مطالب ابتز لتحقيقها وأن تاريخي معروف ولدينا أجهزة أثق في نزاهتها وإنصافها وتعرف جيدا من الذي يبني ومن يهدم ؛ من يحب الوطن ومن يدعي وان ما كتبته من واقع المستندات التي احتفظ بها كما احتفظ بكل الأدلة التي أن استدعي الأمر تقديمها لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وفي ساحات المحاكم، ليس لدينا شوائب نخشاها وليست علي رؤوسنا بطحات نتواري منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى