أخبارتقارير و تحقيقات

محطات هامة في حياة الشيخ الحصري«في ذكرى وفاته».. لم يتقاض أجرا عن تسجيل القرآن 

يحل اليوم ذكرى وفاة أحد أهم أعلام التلاوة في مصر والعالم فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري والتي توافق 24 من نوفمبر ويعد الشيخ أحد أهم قراء العالم الإسلامي في العصر الحديث، وشيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق.

واحتفلت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف بذكرى وفاة الشيخ الحصرى عملاق دولة التلاوة في مصر والعالم.

لَمْ يكنْ مُجرَّد قارئ أو صاحب صوت يهزُّ الوجدان، بل كان رجلًا يعيشُ القرآنَ فيعيشُهُ معه من يَسمعه؛ لترتيلهِ خير عميم وتراث عظيم


عندما تسمعه يُرتِّلُ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَفِظُونَ) فكأنَّما قد حِيز لك جمال الدُّنيا في لحظة، لا ترى له مثيل، ولا لصوتِه مُحاكي، لا تسمعه إلَّا ويُلازمك الخُشوع.

فقراءة هذا الشيخ تُنمِّي الملكة، وتصقُل الأداء، وتشدُّ الذِّهن، وتبعَثُ على التدبُّر، فكم من قارئٍ مبتدئٍ جلسَ عند شريطهِ يستمعُ فصارَ مِن المُجيدين، وكم مِن مُريدٍ أراد تدبُّر كلام الله سبحانه فأنصتَ لتلاوةِ الشَّيخِ فأضحى من المُعتبرين، وذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضلِ العظيم.

مولده

️ولد فضيلة الشيخ الحصري بقرية شبرا النملة بمركز طنطا بمحافظة الغربية، في الأول من ذي الحجة لعام 1335هـ، الموافق 17سبتمبر لعام 1917م، واشتُهر بالحصري؛ لما اشتهر به والده من كثرة التصدق بحصير المصليات والمساجد.

مراحل تعليمه

️التحق الشيخ بكتاب القرية وهو في الرابعة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم مع بلوغه الثامنة، ثم التحق بالمعهد الديني بطنطا في عمر الثانية عشرة، وطلب علم القراءات على أكابر شيوخ وقراء الأزهر الشريف، حتى نال شهادة علوم القراءات العشر في عام 1958م.

التحاقه بالإذاعة
️وفي عام 1944م تقدم لامتحان الإذاعة وحصل على المرتبة الأولى من بين المتقدمين ، عُيِّن الشيخ بعد ذلك قارئًا للمسجد الأحمدي بطنطا في عام 1950م، ثم قارئًا لمسجد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة عام 1955.

روعة الصوت
️تميز الشيخ رحمه الله بجودة الحفظ، وإحكام الأحكام، وروعة الصوت والأداء، وتمكن من قراءات وعلوم القرآن الكريم، وكانت له بصمة صوتية قرآنية خاصة لم يشابهه فيها أحد.


️زادت شهرة الشيخ محليًّا وعالميًّا وجاب دول العالم تاليًا لآيات الذكر الحكيم، وسفيرًا مشرّفًا لمصر والأزهر الشريف.

️نادى الشيخ بإنشاء أماكن لتحفيظ القرآن في جميع قرى ومدن جمهورية مصر العربية، كما نادى بضرورة إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم لرعاية شؤونهم ومصالحهم.


️عُيِّن الشيخ وكيلًا لمشيخة المقارئ المصرية عام 1958م، ثم شيخًا لها عام 1961م، كما عُيِّن خبيرًا بمجمع البحوث الإسلامية لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، ثم رئيسًا لاتحاد قراء العالم عام 1967م.

تراث الحصري الصوتي
️ترك الشيخ تراثًا صوتيًا ضخمًا من تسجيلات القرآن الكريم في إذاعات العالم، وكان له السبق في مجال التسجيلات القرآنية، ومما سجله رحمه الله:

• المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961م.
• المصحف المرتل برواية ورش عن نافع عام 1946م.
• المصحف المرتل برواية قالون، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري 1968م.
• المصحف المعلم 1969م.
• المصحف المفسر 1973م.

تراث الشيخ المقروء
️كما ترك تراثًا مقروءًا في علوم القرآن والقراءات؛ فلم يكن الشيخ قارئًا للقرآن الكريم وحسب، بل كان عالمًا به، مُتقنًا لمعارفه، ومما كتبه رحمه الله:

• أحكام قراءة القرآن الكريم.
• القراءات العشر من الشاطبية والدرة.
• الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير.
•  مع القرآن الكريم.
• رحلاتي في الإسلام.
• النهج الجديد في علم التجويد.

سجل القرآن صوتيا بدون أجر
️ومما يجدر ذكره أن الشيخ رفض أن يتقاضى مقابلًا ماديًّا على تسجيلاته الصوتية لكتاب الله تعالى، فقد كتب في مظروف الإذاعة المخصص لكتابة الأجر: «لا أتقاضى أي مال على تسجيل كتاب الله».

تكريمه
️حصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1967م، كما شيّد الشيخ في أواخر حياته مسجدًا، ومعهدًا دينيًّا، ومدرسةً لتحفيظ القرآن بمسقط رأسه، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظِه، وإنفاقه في وجوه الخير.

وفاته
️رحل فضيلة الشيخ الحصري عن عالمنا في يوم الاثنين 16 محرم سنة 1401هـ، الموافق 24 نوفمبر 1980م، وبقي صوته يجوب العالم، ويُعلّم الأجيال، ويشنِّف الآذان، ويثلج الصدور بقراءته العذبة المتقنة، رحم الله الشيخ الحصري، وغفر له، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.

رحمَ الله شيخَ المقارئِ المصريَّةِ رحمةً تعليه في علِّيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى