مقالات

محمد كامل العيادي: النازية ومحرقة اليهود.. والإعلام المضلل !

استهدفت الحكومة النازية إبادة اليهود بأساليب صعبة وبطرق وحشية لا تحدث حتى مع الحيوانات الضالة، كما فُعل من قبل في إبادة الغجر والبولنديين، وقد تم تقدير من أبيد من اليهود بـ7 ملايين نسمة، وكانت الإبادة بشكل جماعي فظيع باستخدام غرف الغاز، والتي كانت بين عامي 1938م و1945م، هذا ما قيل من قبل وما زال يقال حتى الآن، إن النازيين هم من قاموا بحرق اليهود في المحرقة المشهورة التي أطلق عليها اسم “محرقة الهولوكوست”.. فهل هذه الحقيقة أم هناك حقيقة أخرى؟ ولماذا قام النازيون بقتل اليهود؟ وما المردود من وراء ذلك؟ وإن لم يكن النازيون هم من فعل ذلك فمن يقف خلف هذه المحرقة والإبادة الجماعية؟

في يوم 9 من شهر تشرين الثاني من عام 1938م، تعرض اليهود لتحطيم محالهم ومتاجرهم وعلى أثره قُتل 91 يهودياً، واعتقل 30 ألفاً منهم، وتم تدمير 267 معبداً يهودياً، وبعد 10 شهور؛ أي في أيلول من عام 1939م، غزت ألمانيا بولندا، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وأُجبر اليهود على العيش في مناطق حُددت لهم مع معاملتهم معاملة سيئة جداً.

وفي أوائل الأربعينيات قرر النازيون عمل معسكرات إبادة أطلقوا عليها “الحل النهائي للتخلص من السكان اليهود في أوروبا”، ليأتي نهاية عام 1941م بإقامة 6 معسكرات إبادة في بولندا، وظل الأمر طي الكتمان لا يعلمه الكثير، إلى أن تم هزيمة النازيين، وتم اكتشاف المقابر الجماعية لليهود.

لا ينفي أحد الجرائم التاريخية ضد الإنسانية، ولكن يجب التفكير جيداً فيمن قام بذلك وما درجة الفائدة العائدة عليهم، فلماذا يقوم النازيون بحرق وإبادة أُناس لديهم تجارتهم ولديهم رؤوس أموال؟!.. تعود فائدتها على البلد التي يقطنون بها، منها الضرائب، والرسوم على المدخلات، أما أن يتم إبادتهم فهذا شيء عجيب، لا بد أن يكون هناك من لديه مصلحة في إبادتهم لتخويفهم من شيء ما، لذلك تم إخفاء كل ما يتعلق بهذه المحرقة، كما فعلت فرنسا أثناء تحرير باريس بتدمير جميع ما يتعلق باعتقال وترحيل اليهود، وما تبقى من التوثيق لأسباب تاريخية.

لقد دعت الصهيونية إلى ضرورة رحيل اليهود من أوروبا للدولة الوليدة “إسرائيل”، والتي كان مُعد أن يتم الإعلان عنها في عام 1948م، ويميل إلى هذا كل من يُنكر المحرقة أن هذا ما هو إلا صناعة صهيونية بعناية فائقة، خاصة بعد أن قام اليهود برفض ترك منازلهم ومحلاتهم وتجارتهم والتوجه إلى مكان وليد مجهولة عقباه، لذا قام الصهاينة باستخدام تقدم الحزب النازي في الحروب، وألصقوا به هذا الفعل الشنيع، لكسب التعاطف وتأييد العالم لليهود، وكذلك تخويف اليهود من أوروبا، والتحول للإقامة في الدولة الوليدة، ونجحت الآلة الإعلامية لدى اليهود التي تمتاز بالفعالية لدرجة عالية حيث يعملون بعناية فائقة، ولديهم القدرة على إمالة بوصلة قلوب العالم إليهم، وكسب التعاطف، كما أن لديهم القدرة على قلب الحقائق بدرجة فائقة من الحرفية، والآن يستغلون تلك الآلة الفعالة في كسب تعاطف العالم ضد قضيتهم مع الفلسطينيين، بإخفاء الحقائق عن العالم، وتوصيل ما يخدمهم فقط، فالشعب الأمريكي لا يعرف حقيقة ما يحدث في فلسطين، واجتياح المدن والقرى الفلسطينية، وخطف الرجال والنساء والأطفال، مع تعذيبهم والتحكم في تحركاتهم، وكذلك هدم المنازل، والعمارات الشاهقة ، وتدمير المحاصيل الزراعية التي يقتات منها الفلسطينيون، وتقطيع أشجار الزيتون، وتضخيم العمليات التي تقوم بها المقاومة ضدهم ، وهي في الحقيقة مهما بلغ مداها فلا تُقارن أبداً بالآلة العسكرية الإسرائيلة التي يُصرف عليها المليارات ،

اللوبي اليهودي يسيطر سيطرة كافية على الإعلام المرئي والمقروء، كما هو الحال في وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولتهم الدئوبة بإخفاء الحقائق، ولو كانت هناك  مصداقية، لعرف العالم أن إسرائيل تستولي على ما يقارب 10 ملايين دولار يومياً من مال الضرائب الأمريكية.. أمريكا تسعى دائماً وأبداً إلى الحفاظ على سيادتها للعالم، وتُساعد إسرائل دون مواراه ، وتستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار يُدين إسرائيل ، فماذا لو تم التعدي على أرض من أراضي أمريكا من روسيا ؟! أعتقد ستكون شرارة الحرب العالمية الثالثة ، إذاً لماذا يتم التهاون في أراضي الدول الأخرى؟ لماذا الصمت على الهدم والتخريب والقتل في فلسطين منذ عام 1948م، إلى الآن مع صمت كل رئيس أمريكي يأتي، ألا يعلم هؤلاء أنه قد تم هدم ما يقارب من 50 ألف بيت فلسطيني، وأثناء الغارات في أيار من عام 2021م، قامت القوات الإسرائيلية بهدم 16 ألف منزل يأوي الناس، وإلحاق الضرر بما يقارب 200 مدرسة؟.. لقد حوّل الاحتلال غزة إلى سجن مفتوح لأهاليها.. عار على العالم أن أطفال العالم يتنزهون في المتنزهات، وأطفال فلسطين في السجون المفتوحة، أطفال العالم يقضون العيد بين أهاليهم، وأطفال فلسطين تحت القصف.. الأطفال يزداد رصيدهم من الحزن والتعاسة عاماً بعد عام، ولكنهم مؤمنون بقضيتهم وسيظلون يدافعون عنها مهما خذلهم العالم، في وجود العالم العربي والإسلامي وعلى رأسه مصر القلب النابض في الدفاع عن القضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى