مقالات

محمد كامل العيادي: ثمرة نواب مجلس النواب!

إن انشغال عضو مجلس النواب بأمور فرعية ، حتى ولو يراها البعض ضرورية ، ما هي إلا اهدار للوقت وتضييع للدرب الحقيقي المرسوم لمسيرة التقدم ، وكل فرد من أفراد أي دائرة انتخابية يتطلع أن يرى الناب الذي ينوب عنه تحت قبة البرلمان كالأسد الشامخ الذي يملأ مكانته ، ومع أهل دائرته يملأه التواضع ، لا ينشغل إلا بما ينفع الناس ، لا يعنيه التصوير ، لا يجد معنى للغداء هنا ، والعشاء هناك ، وكذلك البروبوجاندا بتصوير بعض الأعمال البسيطة على انها إنجاز كبير ، وحسابها على الناس، فماكينة ” ATM ” ليس انجازاً على الإطلاق ، والقافلة الطبية ليس عملاً بطولياً ، إذ يستطيع عضو مجلس محلي القيام به ، وليس عضو مجلس النواب ، مهمته التشريع والمراقبة .

هل سيادة النائب لديه الدراية التامة عن مبادرة الرئيس لتطوير القرى ، أم لم تصله هذه المبادرة ؟ اجعل صدرك يسع الجميع عند مواجهتك وتوجيه بعض الأسئلة الموجهة إليك ، عندما يسأل بعضهم هل تلك الحفلات التي تقام بين الحين والآخر ضمن خطة التطوير ، وإذاعة صيتك على الشبكات العنكبوتية هو ما يشغلك ؟ قم بالرد وتحمل الجميع فهذا قدرك ، لا بد أن تتحمله ، وعليك تحمل متقديك ، قم بالرد سيادة النائب عن ما الذي فعلته من أجلهم في الاستفادة من مبادرة رئيس الجمهورية ، التي تعني خلق حياة كريمة لأهالي القرى ، والعزب ، والنجوع ؟ أيضاً لفت انتباه الناس تلك الظاهرة التي علت فوق سطح مواقع التواصل الاجتماعي ، وأصبحت مؤذية للنظر إليها ، أو حتى التعامل معها ، وإظهار بطولات وأعمال ليس المقصود منها سوى ” الشو ” فقط ، مثل القوافل الطبية ، لا يستطيع أحد أن ينكر عاقل أهمية القافلة الطبية ، حتى لا نُتهم بالتقليل من هذا العمل ، وأن هناك كتيرين يحتاجون لهذه القوافل الطبية ، نقول نعم ولا ننكر ذلك أبداً ، لكنها ليست المهمة التي تُناط بالنائب ، كما ننكر مآدب العشاء هنا وهناك ، التي لا جدوى منها سوى التصوير ، وإظهار مدى تواضع سيادة النائب ، ولا ندري ما هي الاستفادة الحقيقية منها ، فهناك ما هو أسمى من ذلك ويستحق الاهتمام ، والعمل لقريتك في خلق حياة كريمة للمواطن ، ووضع جدول زمني لذلك ، خاصة بعد أن وجهت الدولة طلباً لشركات مياه الشرب والصرف الصحي البدء في خطة تغطية المناطق غير المخدومة بخدمات الصرف الصحي ، وكذلك القيام بحصر مشروعات مياه الشرب والعمل بالتوازي ، وبالوعات لصرف مياه الأمطار ، ضمن مبادرة الرئيس في تطوير القرى ، والذي يقدر بقيمة 4 مليار جنيه ، لماذا لا يقوم النائب باستغلال هذه المبادرة ويحاول أن يضع مدينته والقرى التابعة لها ضمن هذه الخطة ، على سبيل المثال قرية السلام والعزب التابعة لها غارقة في مياه الصرف الصحي ، ولا تغيب عن المشهد تلك المدينة التاريخية العريقة مدينة بلبيس التي تغرق إذا ما القي بها مار كوب ماء ، هل تقدمت سيادة النائب طلب لتخصيص حصة لمدينتك وقريتك ؟ مع العلم أن هناك فعلياً قرى قد بدأت تستفيد من هذا المخصص ، وقد بدأ التواصل والتعرف على الاحتياجات والمطالب ومن ثم التلبية ، من ضمن هذه المشاريع التي تم اعتمادها لقراهم تبطين وتأهيل الترع ، وتغطية البعض منها ، وتوصيل الغاز الطبيعي ، وتطوير الوحدات الصحية ، مع انشاء وحدات جديدة في المناطق المحتاجة ، وكذلك المدارس ، وتطوير الجمعيات الزراعية ، والبريد ، والتضامن الاجتماعي والكهرباء والاسعاف والاتصالات والطرق ، الدولة تهدف تطوير شامل للبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية حتى الأوضاع الاقتصادية في القرى .

سيادة النائب المحترم فضلاً كن على قدر المسئولة التي من أجلها اختارك أهل بلدتك ، لا تضيع وقتك فهو ليس ملكك وحدك ، لا بد أن تعرف جيداً أن هذا وقت كل فرد من الناس ، لا يشغلهم سوى العمل الحقيقي ، لا يعنيهم سيارتك ، ولا مظهرك ، ولا حتى مآدب العشاء التي تقام لسيادتك ، يشغلهم أن يدرجوا في خطة سيادة الرئيس في تطوير مدينتهم وقراهم ، كونوا كما ظن الناس بكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى