مقالات

محمد كامل العيادي: ماذا لو كانت بلدي؟

أرى حركة المرور منتظمة، ليس هناك ثمة من يُعاكس السير أو يُخالف أنظمة المرور.. أري الأشجار قد ملأت جوانب الطرقات واختفت الأتربة من الشوارع كما اختفت مخالفات البناء.. أرى المطاعم أصحابها والعاملون بها يتبعون كل شروط النظافة حفاظًا على صحة المواطن كما الحال في المدارس والمستشفيات والبنوك وكل الأماكن الخدمية؛ فقد أصبح كل شيء ينتهي في لحظات عبر التكنولوجيا المُتبعة والبرامج الموضوعة لراحة الناس، وفي الأفراح وسُرادقات العزاء خفتت أصوات مُكبرات الصوت قليلًا بعدما تعلم الناس وعرف التطوير إليهم سبيلًا وباتوا يحافظون على الذوق العام ولا يلقون القمامة في الشوارع أو على الأرصفة، بل في الأماكن المُخصصة لها، لتندثر الروائح الكريهة من الأجواء وتتلون الحياة بلون السعادة، لكن مهلًا؛ ربما كان ما رأيته حلمًا.. وكيف لو كنت أحلم حلمًا جميلًا وتحقق؟.. أليس من حق أي إنسان أن يعيش عيشة كريمة تُشعر المواطن أنه جزء لا يتجزأ من المسؤولية وتشهد تطبيق النظام الذكي للمركبات وترفع شأن الجميع لصالح الجميع؟.

لا يوجد إنسان على ظهر البسيطة إلا ويرجو حياة جميلة، خالية من الإزدحام والخنقة المرورية، يتمنى حين النظر هنا وهناك أن يجد الأشجار الخضراء تُحيط به والمناظر الجميلة الخلابة التي تُرِح عينه وتبعث الطمأنينة في نفسه، يفتخر ببلده صاحبة النظام السائد والهدوء دون صخب ويتمنى أن يكون الحلم حق وحقيقة، لكن لن يتم ذلك إلا بوقفة جادة من جميع أجهزة الدولة، خاصةً قطاعات الداخلية والتنمية المحلية، وحتى يتم ذلك لا بُد وأن تساعد الدولة مواطنيها وتُهيء لهم المناخ المناسب، وذلك عبر دعاية إعلامية تستهدف توعية الناس بشأن المخالفات وكيفية تطبيق نظام يسمح بمنع الوقوع فيها أو انتشارها، دعاية تحث الجميع على تحمل المسؤولية تجاه بلدهم والحفاظ على مقدرات وطنهم، وبعد توعيتهم يتم فرض المخالفات لمن يتعدى النظام.

في أي دولة هناك نظام مُتبع يحترمه الجميع ويلتزمون به خشية أن تُطبق عليهم المخالفات الرادعة من قِبل الجهات المختصة، ويتم فرض تلك المخالفات بعد متابعة عن طريق كاميرات المراقبة في كل مكان سواء مراقبة المركبات أو مراقبة سلوك الأفراد في الأماكن العامة، أو حتى في الشوارع لنقل الصورة بكل حيادية وتوثيق أي تجاوز، حتى لا يكن هناك أي اعتراض، وهوّ نظام لا شك يُساعد على تقليل المخالفات على مستوى النظافة أو حتى على المستوى المروري وتقليل الحوادث المرورية الشنيعة، كما تفعل حاليًا بريطانيا بفرضها النظام الذكي الذي يستطيع استخدام العلامات المرورية وكاميرات المراقبة لتحديد سرعة المركبة مع تحديد موقعها الجغرافي بك دقة، وهذا النظام يعمل على إرسال إشارة تحذيرية لسائق المركبة لتقليل السرعة، وفي حال عدم الخضوع للتحذيرات يُخفف النظام بتخفيف السرعة إجباريًا بشكل تدريجي.

وفي بلدنا مصر كل مقومات التقدم والإزدهار والتنمية، فليس من الخيال أن نرى بلدنا أفضل دولة في العالم من حيث النظام والطبيعة والصناعة والتجارة والزراعة، لكنه من السهل حدوثه بوقوف كل مواطن في صف الدولة، فليس من المنطقي أن نرى الحكومة تبني والمواطن يهدم دون دراية منه أو مسؤولية، وكذا ليس من المنطقي وجود الردع من الأنظمة لمن يخالف، ووأن تفعل الحكومة كل ما بوسعها لتسخير كل صعب للمواطن فيما تترك المحليات الجهل ينهش دون رحمة، ما يستدعي السؤال والاستفسار والمحاسبة.. أين رؤساء المحليات من انتشار القمامة في الشوارع وغزو مركبات “التوك توك” للمدن وتشويهها المنظر العام؟.. ولم لا تفكر الأجهزة المحلية لكل حي ومدينة بعمل جراجات، منها يكون هناك دخل للدولة، ومنها سبب وتحرك كبير من شأنه منع الإزدحام داخل المدن والأحياء؛ فالحي لا بُد وأن يعمل بجد ولو فعل ذلك ما وجدنا ورقة ملقاة على الأرض، لكن لك الله يا مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى