مقالات

محمد كامل العيادي يكتب: «وديني ما سايبه!»


سطر الأبطال أعظم مشاهد البطولة في حرب أكتوبر؛ بجهادهم ضد الأعداء لرفع راية النصر خفاقةً على أرض الوطن، وما تطلع أحدهم ولو لبرهة من الزمن إلى ما خلفه من زينة الحياة الدنيا، كالأولاد، والأم والأب، والأهل الذين تعلق قلبه بهم، ونسي هذا كله عندما طلبه الوطن، وكان جُل همه الوطن وفقط، فليس هناك من هو أهم من الوطن، وليس العمر نفسه مهماً أمام بقاء الوطن فهو مقدماً من أجله، فشعار الجميع يموت ويعيش الوطن، لتظل الأمة تتمتع بالحياة مرفوعة الرأس، يفتخر جيل بعد جيل بأبطالها، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وصدق قسمهم عندما أقسموا بأن يحافظوا على سلامة الوطن وأراضيه.
في معركة 24 أكتوبر من عام 1974م، يروي طيار كان ضمن التشكيلات القتالية التي كانت بجوار التشكيل القتالي للشهيد الطيار سليمان ضيف الله المحرمش العيادي، قال عندما رأيت طائرة الطيار سليمان تشتعل فيها النيران أثر صاروخ اسرائيلي، وستنفجر خلال 30 ثانية، فأرسلت له إشارة تنبيه وقلت له يا سليمان اقفز بسرعة من الطائرة حفاظاً على حياتك، فرد قائلاً أنا أمامي طائرة ميراج اسرائيلي ومش هاسيبها، ولازم أضربها. فقال له: مش هتتمكن ومش هتلحق. فرد عليه الشهيد وقال: وديني ما سايبه، فتمكن فعلاً بضرب الطائرة الإسرائيلية وانقض عليها مثل الأسد الجريح، وبعدما انفجرت طائرة العدو، قاموا بإطلاق القذائف عليه من طائرة تابعة لهم بمنتهى الغدر والقسوة وبمنتهى الخيانة فأصيب الطيار الشهيد وبترت ساقه وخرجت أحشاءه من بين أضلعه جراء القذيفة من العدو الغاشم الذي افتقد كل مقومات الانسانية، ليرتقي الطيار المقاتل الشجاع سليمان ضيف الله شهيداً.
هذا أنموذج من المقاتلين الذين استشهدوا في سبيل الله، من أجل الوطن، وسجل التاريخ أحرفهم بسطور من ذهب في سجل الأبطال، وبالتأكيد فأن القتال ليس فقط في أرض القتال ولكن في كل مناحي الحياة، فالموظف في عمله كأنه في أرض المعركة من أجل وطنه، يجاهد نفسه بألا يقوم بفعل ما يضر العمل، ومن ثم يقع ضره على الوطن، فكن من العظماء حتى يسطر التاريخ اسمك، ولا تكن من الخائنين فيذكرك التاريخ، ولكن في مزابله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى