في السنوات القليلة الماضية خطت الدولة خطوات سريعة وغير مسبوقة نحو التنمية المستدامة، في ظل المبادرة الرئاسية حياة كريمة، والتي بدورها شملت عدة مشروعات، كان من بينها تطوير المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، ولكن مازال الفساد يضرب بقدميه في المحليات، و حضر الطلاب وغاب المعلمون، فالمحسوبية والواسطة تقفان عائقا أمام أبنائنا في تقديم خدمات تعليمية تليق بما وصلنا إليه من تطور.
دمج فصلين في فصل واحد
توجهت محررة اليوم، إلى قرية الشيخ عبادة التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، بينما تُعاني المدرسة من عجز كبير وملحوظ في مُعلمين المواد الأساسية، ونحن نعلم أن العجز في جميع أنحاء الجمهورية، ولكن مدرسة الشيخ عبادة الابتدائية الفترة الصباحية، لا يوجد بها إلا 5 مدرسين لــــ12 فصل، حتى إن المدرس يدمج الفصلين في فصل واحد، ليتمكن من تدريس المواد للطلبة بحسب مدير المدرسة، في ظل جائحة كورونا ونحن ننادي بالتباعد الاجتماعي منعا لنقل العدوى.
في البداية قال خالد فوزي مدير مدرسة الشيخ عبادة الابتدائية، إن المدرسة مكونة من 12 فصلا، وبها عجز 94 حصة لمادة اللغة العربية، ولا يوجد إلا مدرس واحد وتم إصدار قرار بنقله وانتدابه إلى مدرسة قرية الروضة، ولم أوقع بالموافقة على نقله “لأن معنديش غيره” “، مؤكدا أن الصفوف الدراسية من الصف الثاني الابتدائي إلى الرابع لن يتلقوا حصصهم المقررة من المادة، في حين أن المدرسة تحتاج إلى 5 مدرسين لسد عجز الـ94 حصة لغة عربية.
الطلبة لن يتلقوا اللغة العربية منذ بداية الدراسة
وأوضح، مادة الدراسات الاجتماعية لا يوجد بها عجز، والعلوم لها مدرس منتدب لمدة يومين بأربعة حصص وبذلك يكون العجز 16 حصة للمادة، ومادة اللغة الإنجليزية بها 8 حصص عجز، وبذلك يوجد شبه عجز وليس كاملا، أما الرياضيات لن يوجد مدرس لها إطلاقا، مشيرا إلى أن فصول الصفوف الرابع والخامس والسادس، لن يتمكنوا من تلقي مقرراتهم الدراسية من اللغة العربية، واقتربنا إلى الشهر منذ بداية العام الدراسي، ومن المفترض أن تبدأ اختبارات الشهور الأيام المقبلة.
وأضاف، تقدمت بحوالي 40 مذكرة لإدارة ملوي التعليمية بالعجز الذي نعاني منه في المدرسة، وكان ردهم: أن حالة العجز لن تسمح، وتم انتداب 3 مدرسين للمدرسة ولكنهم ولم يحضروا، فقمت برفع مذكرة أخرى للإدارة التعليمية، وبالوساطة والمحسوبية الغوا قرار ندبهم، وبناءا على جوابات الانتدابات التي يصدرها موجه أول اللغة العربية ويلغيها، سوف أتوجه إلى النيابة الإدارية بالشكوى.
أقوم بجميع أعمال المدرسة
وأردف، نظرا لذلك العجز أدخل إلى فصول المدرسة، واشرح المواد الدراسية بنفسي للتلاميذ، ولابد أن توجد مقومات تساعدني على إدارة المدرسة، مؤكدا أن شرح المواد الدراسية ليس اختصاصي كمدير مدرسة، ففي السنوات الماضية كان المدرس يأتي إلى المدرسة يوم واحد في الأسبوع، وذلك بشهادة أهل القرية، والمُعلمين بالمدرسة “ماشيين بالمجاملات والوساطة” على حد تعبيره.
تقدمنا بشكاوى للمسؤولين دون جدوى
فيما أكد محمد عبد الجليل ولي أمر طالب بمدرسة الشيخ عبادة الابتدائية، قمنا بكتابة شكوى إلى أعضاء مجلس النواب، ليقوموا بإيصالها إلى السادة المسؤولين، ولكن دون جدوى وفشلت المحاولة، موضحا نحن نعلم بالعجز على مستوى الجمهورية، ولكن العجز في مدرسة الشيخ عبادة فاق الحدود، والمشكلة تكمن في صعوبة الوصول إلى قرية الشيخ عبادة لأنها شرق البحر.
واستطرد، المعلم الذي تُصدر له الإدارة قرار انتداب للمدرسة لم ينفذه لهذا السبب “صعوبة الوصول للقرية”، لأن اغلبهم من القرى المجاورة، ولذلك الحل الأسهل للمعلم هو أن يبقى في قريته، مشيرا إلى الطريق الذي يتم رصفه حاليا الواصل بين الشيخ عبادة والقرى المجاورة طويل جدا، ويبعد عن مكان المدرسة بضعة كيلومترات، وتبقى المعدية هي الوسيلة الرابطة بيننا وبينهم.
