حوادث

مذبحة في ليلة القدر.. طالبوه بتكلفة “الحلاقة” فقتلهم بالسيف

بسبب 50 جنيه.. ياسر “شق بطن اثنين” من أصحابه والثالث يصارع الموت

كتبت: منار شديد

أقسم بالله لا أسيح دمكم أنتم الاثنين ” بتلك العبارة المرعبة هدد المتهم “ياسر زويد” (32عامًا ) أصدقاءه الاثنان “خالد .س” (حلاق) و”ممدوح .م” (غواص وصاحب محل اكسسوارات)، قبل قتلهم علناً وشق بطنيهما وخروج أحشائهما أمام المارة في نهار رمضان، بشارع الإسكندرية التابع لحي المطرية.

مذبحة ليلة القدر:

عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشر صباحاً، يوم الثلاثاء الموافق الثامن والعشرون من شهر رمضان “ليلة القدر” كان ذلك اليوم هو الشاهد علي المجزة التي طالت ثلاثة شبان في بداية حياتهم، علي يد واحد من المحسوبين عليهم  كصديق للطفولة.

ودع “خالد” أسرته الصغيرة المكونة من زوجة و 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين العامين إلي الخمسة أعوام  متوجهاً إلي صالون الحلاقة  الخاص به، والكائن في شارع الأقصر بمنطقة المطرية للبحث عن لقمة عيش لتوفير أموال شراء ملابس العيد لأطفاله الصغار “أنا نازل أشتغل بدري أهو عشان اشتري لكم لبس العيد النهارده”.

الاستعداد للعيد ..بقتل الأصدقاء:

بمجرد أن خط “خالد” الضحية الأول أعتاب باب المحل، تفاجأ بقدوم المتهم “ياسر” علي ناصية الشارع في طريقه إلي صالون الحلاقة، ليقوم بتهذيب شعره احتفالاً بقدوم عيد الفطر المبارك “صباح الخير يا خالود .. خد لي شعري ودقني علي السريع عشان العيد”، وفي غضون دقائق حضر الضحية الثاني “ممدوح” لمساعدة صديقة “خالد” في أعمال  الحلاقة للزبائن بسبب ضغط الشغل في تلك الأيام “ممدوح مكنش يسيب خالد في الشغل لوحده علي طول كان معاه في أيام المواسم ..كمان ماتوا الاثنين مع بعض كانوا أكتر من الأخوات “.

“هشق بطنكم نصين”:

استشاط الجاني غضباً فور طلب صاحب المحل منه تكلفة الحلاقة 50 جنيهاً، واحتد النقاش بينهم وتحول سريعاً لمشاجرة، راح ضحيتها 3 أشخاص بين قتيل وجريح، بعدما قرر الجاني الانتقام منهما، وما هي إلا دقائق حتى عاد من منزله مسرعاً “شاهراً سيفه” وكأننا قد عدنا للجاهلية” وراح يسدد لهم عدة طعنات متفرقة في الجسد، حتى أنه في حالة من الهياج لم يفرق بين من طالبوه بأجرة الحلاقة وشخص آخر تصادف وجوده في المكان “هشق بطنكم نصين عشان تعرفوا تشغلوا دماغكم عليا كويس “.

ثلاثة أرواح.. فقط بــ 50 جنيه:

يروي “عادل .م’ ابن خالة الضحية الأول “خالد ” لـ”اليوم ” تفاصيل المجزرة التي باتت حديث جميع الأهالي في المنطقة من شدة بشاعتها  مؤكدا أن المتهم نزل يحلق عند صديقة “خالد”  أثناء وجود الضحية الثاني “ممدوح “وطالبه خالد بتكلفة الحلاقة بجانب فلوس حلاقة متأخرة ” حسابك كده 50 جنيه يا ياسر حلاقة قديمة وحلاقة دلوقتي ” ليرد ممدوح علي “خالد” الحلاق أمام المتهم ياسر  قائلاً “فلوس أيه اللي بتطلبها منه أنت عارف ان ياسر علي الله وظروفه صعبة”، كلمات نزلت على مسامع المتهم فترجمها إلى تهكم وسخرية منه ومن وضعه المادي، فلم يتقبل أن تجرح كرامته حسب فهمه للحديث الدائر بين خالد وممدوح فقرر أن ينتقم منهما لكرامته بقتلهما.

قتلهم ومثل بجثثهم:

وأضاف “عادل “خلال حواره مع اليوم  استشاط المتهم غضباً وأصيب بحالة هياج بعدما سمع تلك الكلمات وعلي الفور اتجه إلى منزله ونزل حاملاً سيفاً واعتدي علي اصدقائه الاثنين حتي لفظوه أنفاسهم الأخيرة “دبحهم الاثنين بالسيف وشق بطنهم نصين.. وكل اللي يعدي قدامة كان عاوز يقتله”.

وأوضح نجل خالة أحد الضحايا أن المتهم لم يكتفي بقتل اصدقائه الاثنين فقط ولكنه قام أيضا بطعن شاب أخر يدعي “مصطفي ” كان جالساً بجوار  المجني عليهما “خالد وممدوح” داخل صالون الحلاقة وأنقذته العناية الإلهية ولم يفقد حياته بعد، ولكنه لا زال متواجداً داخل قسم العناية المركزة في إحدى المستشفيات الحكومية بين الحياة والموت.

القاتل طبيعي ومش مريض نفسي:

واستنكر “عادل” خلال حديثة مع “اليوم ” جميع ما نشر علي مواقع التواصل الاجتماعي بأن المتهم مريض نفسي ويتعاطى المخدرات قائلاً “ياسر مش مريض ولا بتعاطي حاجة ده كان طبيعي وعارف كويس هو بيعمل ايه ..ناس كتير بتقول دي  مشاجرة وهي مكنتش مشاجرة دول أصحاب من الطفولة ومتربين مع بعض والخلاف حصل بسبب 50 جنيه تكلفة الحلاقة”.

 وأشار “عادل ” إلي أن المتهم  “ياسر” في  بداية حياته كان ميسور الحال  وكان يقوم بإطعام الفقراء والمساكين ولكن تعرض لضغط نفسي شديد بعدما تدهورت حالته المادية، وضاق الحال به وأصبح عاطلاً وخسر جميع أمواله  وقام بتطليق زوجته وترك أولاده لها وهذا ما جعله لم يتحمل مطالبه صديقة خالد بتكاليف الحلاقة وسداد الدين.

وطالبت أسرة الضحايا بالقصاص العاجل ورجوع حقهم من المتهم الذي قام بارتكاب الجريمة “عاوزين حقنا ..حرم عيالهم منهم وحزن قلوبنا عليهم في أيام مفترجه”، ليسدل ستار الشهر الكريم وتنتهي أيامه المباركة حاملاً معه ذكرى مجزرة بدأت وانتهت بجثتين و خمسون جنيهاً وعائلات لم ترى للعيد بهجة بسبب رحيل -ذويهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى