مقالات

مسائيات كاتب عتريس لم يُمت …!!

بقلمي /حامد أبوعمرة
ومن الأفلام السابقة لعهدها والتي شاهدتها لأول مرة عندما كنت بالصغر ،وكتبت عنها أكثر من مرة ،والتي أعتبرها من الأفلام التي مازالت تعشعش بذاكرتي ،لأنها تواكب كل العصور الفيلم السينمائي المثير والدراماتيكي زمن الأبيض الأسود واسم الفيلم “شيء من الخوف ” المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير ثروت أباظة ، صحيح ان القصة قصة الفيلم كانت تدور بإحدى قرى مصر تلك الفترة حيث فرض عتريس سلطته وعربدته على أهالي قريته اولئك الفقراء والمعذبين في الأرض ،الذين يفترشون الأرض . ويلتحفون السماء حيث فرض عتريس عليهم الإتاوات ،وحتى “فؤاده” الفتاة التي أحبها منذ الصغر ، لما تغير قلبه لم تعد تحبه لطالما قتل فيها الحب وكل ذكريات الطفولة والبراءة ،قتل كل شيء جميل كانت تحمله له بحناياها ،وازداد كرهها له يوم أن قتل عريسها “محمود” ليلة زفافها…! ولم يكتفي عتريس بذلك بل تزوجها رغما عنها وبدون موافقتها ويعني ذلك ان الزواج كان باطلا ٍ وفي أحد الأيام كانت ولادة جديدة لثورة القرية التي اشتعلت ككرة متدحرجة من النيران تلتهم كل شيء أمامها ، لم تكن تلك الثورة بسبب قتل “محمود” ولا التنديد بالزواج الباطل لفؤاده ، وإنما القهر وشدة الظلم والطغيان والبطش وحياة الذل هي الأسباب الرئيسية التي أدت لحالة الانفجار لدى اهل القرية الذين أخذتهم الحمية فأرادوا الانتقام والأخذ بالثأر فكان مصيره المحتوم هو القتل حرقا إذا هي نهاية طبيعية لكل ظالم في بقاع الأرض تجبر وعلا فأعاث في الأرض فسادا ، فاليوم عشرات الآلاف من العتاريس في بلاد العرب اوطاني و الملايين من الضحايا مثل فؤاده ومحمود… ويبقى التساؤل الخطير هل يمكن الاستفادة والعبرة من مثل تلك القصص في واقعنا الموحش ، أم أن النهاية هي ذات النهاية …؟! لكن علينا جميعا ان ندرك انه مهما اشتدت الظلمة وسواد الليل فلابد من فجرٍ وأمل ٍ مشرقٍ مع إطلالة شمس النهار فياليت قومي يعلمون…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى