غير مصنف

مصر زمان النوم بميعاد| حكاية عسكري “صوته جهوري” قضى على الجريمة بـ”صفارة وكلمة”

على الرغم من الظلام الخافت المخيف في شوارع مصر عام 1906م، إلا أن وجود “عسكري الدرك” كان يبعث الطمأنينة في قلوب المواطنين ليلا ونهارًا، حتى ألغاه مجلس قيادة الثورة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وظيفة “الدرك” واستبدالها بأمناء الشرطة، والتي استمرت حتى الآن.

بدراجته العالية، ورداءه الأبيض أو الأسود، وبحزامه المختلف مع لون البدلة التي يزينها، وقبعته المصنوعة من الجوخ الأسود، يحمل في يده صفارة حديدية المعلقة على الصدر، كان  يتفحص بعينيه نوافذ العمارات والمنشآت بالمنطقة، يعرفه جميع سكان الحي بالاسم، لذلك كانت الجريمة محدودة وقتها بسبب عبارة واحدة يطلقها: “ها مين هناك”.

بصفارة واحدة يطلقها تفرق أي اعتداءات، وتجعل الكل يهرول في شتى الاتجاهات، قبل أن يلمح أحدهم، وجوده في الشارع يخيف ويربك الجميع أغنياء كانوا أو وفقراء، لا أحد يستطيع أن “يبجح” فيه أو ينهره بسخافة وهو يقول: “إنت ماتعرفش أنا ابن مين” مثل ما يحدث الآن.

كانت رنات الصفارة التي يطلقها “الدرك” ما هي إلا لتنبيه الناس بوجود “حرامي” أو “قاتل” في الشارع، كي يجتمعوا حوله ليمسكوا به، فكانت هي لغة الإشارة بين العساكر وقتها، فلكل جريمة عدد من الصفارات التي يطلقها، لا يفهمها إلا عسكري الدورية الذي كان مكلفًا بأن يتجول في الشوارع بالقرب من الشرطة.

جاء لقب “الردك” بعدما كانوا يطلقونه على رجال الشرطة في القرن الـ19 الميلادي عندما أنشأه العثمانيون، لحفظ الأمن في الشارع، وهي تعني باستدراك الشئ أو ملاحقته، لحفظ الأمن في الشارع وقتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى