غير مصنف

مفتي الجمهورية : ثبات القيم الأخلاقية  كفيل بحفظ الأمن والأمان في المجتمات

 

أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية  أن هذا العالم المترامي الأطراف باتَ قريةً صغيرةً بمعنى الكلمةِ ، فأيُّ حادثةٍ مهما بَدَت عابرةً شديدةَ المحليةِ تُؤثر في أقصى مكانٍ فيه ووباءِ كورونا المستجدِّ أكبرُ كاشفٍ لهذه الظاهرةِ المعاصرةِ ، لأننا نلمس آثاره ونُعاينها مباشرةً بشكل إجرائي عملي في هذه الأيام ، كما أن هذه الجائحة وغيرها من الأوبئة الفكرية والاجتماعية والصحية تُمثِّل تحديات مشتركة تُحتِّم علينا فتحَ قنواتِ الحوارِ المباشرِ مع بعضنا البعض لإيجاد حلولٍ للمشكلات التي يُواجهها العالم “.

وأضاف علام خلال كلمته التى ألقاها فى منتدى القِيَم الدينية لمجموعة العشرين  الذي عُقد افتراضيًّا تحتَ رعاية مركزِ الملكِ عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوارِ بين أتباع الأديان والثقافات ، أن الحوار لا ينبغي أن ينقلب أبدًا إلى حديث أُحادي لإلحاق الهزيمة بالمخالف ، لكنه يمثل المحاولة لفهمه وبناء جسورِ التفاهمِ والتعاونِ معه تنفيذًا لمراد الله عز وجل ،  فقد خلقنا سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ليتعرف بعضنا إلى بعض ،  فلم يخلق الله هذا التنوع والتعدد بين البشر عبثا قال تعالى  {أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وأكد مفتي الجمهورية إن الناس يختلفون حول العقائد والأديان ، ولكن لا يشك أحدٌ في أنهم يتفقون على الأخلاق ، وبها يتعايشون فيما بينهم في أمن وسلام، ما دام يجمعهم عقد اجتماعي وعُرفٌ أخلاقيٌّ واحدٌ يسمو بهم نحو المعاني الراقية من الصدق والأمانة والتعاون على البر والخير والاحترام المتبادل.

كماأوضح فضيلة المفتى فى كلمته اليوم أن أهم ما يُعزز من قيمة التعايش السلمي والأمن  هو السعي إلى التعارف ، بمعنى الاطلاع على الثقافات والأديان المختلفة من مصادرها الأصيلة المعتمدة ، لا مما يشاع ويقال عنها من شائعات مغرضة هنا أو هناك.

وأشار مفتي الديار المصرية  إلى أن ثباتَ القِيَمِ الأخلاقيةِ كفيلٌ بحفظ الأمن والأمان في المجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان ، وأيُّ عَبَثٍ بالمنظومةِ الأخلاقية التي تعارفَ الناسُ عليها سوف يؤدي إلى عواقب كارثية وخيمة .

طالب المفتى بضرورة تفعيل تلك القيم وتحويلها إلى واقع ملموس في عصرنا الحاضر؛ بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تُزكِي نيرانَ الكراهيةِ والتعصبِ والشقاقِ والطائفيةِ والتطرفِ والإرهابِ، وتعتدي على الكرامة الإنسانية.

شدد مفتي الجمهورية في كلمته على حاجة المجتمعات إلى جهد كبير لترسيخ القيم والأخلاق وقواعد الذوق العام في المجتمعات من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والفنية ، بواسطة إجراء مبادرات تُفعِّل هذه القيم الراقية حتى نَئِدَ الكراهيةَ ونُحيي المحبةَ والسلامَ. وأبدى فضيلته تطلعه إلى تعاون إعلامنا المعاصر على الحب والإخاء وألا يتعاون على نشر الكراهية وإذكاء نار الفرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى