تقارير و تحقيقاتغير مصنف

ممشى أوجيني.. كيف أشعلت “البوابة الباريسية” بقصر عابدين الغيرة بين الخديوي والإمبراطور

في حي عابدين  وبالتحديد  خلف قصر عابدين  يوجد شارع صغير به مدخل خلفي للقصر كما يوجد به قسم الشرطة، هذا الشارع  يطلق عليه “شارع باريس”، وكذلك البوابة الخلفية للقصر من ناحية الشرق  تحمل اسم باب باريس.

يرجع هذا الاسم إلى أكثر من 150 عامًا حين أطلق الخديوي إسماعيل اسم العاصمة الفرنسية على بوابة القصر الخلفية، كان هذا تكريمًا لـ أوجيني إمبراطورة فرنسا من ضمن مظاهر كثيرة للاهتمام الشديد بزيارتها لمصر والتي لم تلقى استحسان نابليون الثالث وقتها.

ويرصد موقع ” اليوم” قصة البوابة الباريسية التي انتظرت عبور الإمبراطورة ولم تعبرها أبدًا.

في عام 1863 أمر الخديوي إسماعيل ببناء جوهرة القصور قصر عابدين منذ تولية حكم مصر، وذلك لكي ينزل من قلعة صلاح الدين ويقيم في وسط القاهرة هو وحاشيته ممسكًا بمقاليد الحكم.

ويرجع اسم القصر إلى عابدين بك أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي، وكان يمتلك قطعة أرض صغيرة في نفس المكان، اشتراها الخديوي من أرملته وضم إليها أرضًا واسعة حتى بلغت 9 أفدنة تم بناء القصر عليهم.

وكان الخديوي يطمح في الانتهاء من بناء القصر قبل بدء احتفالات افتتاح قناة السويس عام 1869 لكي يستقبل فيه ضيوفه ملوك وأمراء أوروبا ودول العالم وعلى رأسهم الإمبراطورة أوجيني زوجة الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث.

وكانت بينهم سابق معرفة حين كان الخديوي يدرس في فرنسا تعرف عليها وأعُجب بها ولكنه لم يخبرها، حتى أنه صُدم بخبر زواجها من نابليون الثالث، ولكنه دعاها لحفل الافتتاح وبنى لها قصرًا في الزمالك يشبه قصرها في غرناطة، كما أنه أنشأ طريق الهرم لأنها تود زيارة الأهرامات، وعندما علم نابليون الثالث غضب وأمرها بقطع رحلتها والعودة لفرنسا.

وأراد الخديوي أن يكرم أوجيني بأنه يطلق أسم باب باريس على المدخل الشرقي للقصر، والذي اهتم به اهتمامًا شديدًا.

والمدخل مكون من ثلاث أجزاء وواجهتين أحدهما للخارج والأخرى للداخل ووسطهما بهو واسع يوصل للحرس على جاني السور، وتم تزيين الواجه بزخارف على الطراز الفرنسي الكلاسيكية وكذلك البوابة الخشبية  كانت فرنسية.

ولكن نظرًا لاتساع القصر والاهتمام الشديد بكل ركن في تأسيسه على ذوق راق وحرافية عالية لم يستطع إنهاءه قبل بدء حفل افتتاح قناة السويس، ولم تمر الإمبراطورة أوجيني من بوابة باريس، ولكن ظلت البوابة تحمل نفس الاسم حتى يومنا هذا.

ويذكر خبراء آثاار أن الملك فؤاد الأول أعاد بناء البوابة ووضع مشروع تطويرها تحت إشراف كبير المهندسيين المعماريين بالقصور الملكية “انطوان لاشياك” ، والذي حفر الأحرف الأولى لأسم الخيديو إسماعيل على ضلفتي الباب تكريمًا له، واحتفظ بالاسم الذي أطلقه عليه الخديوي كما كان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى