مقالات

من المسؤول عن تحول أعمدة الإنارة في الشوارع إلى خيال مآته؟!

بقلم: محمد كامل العيادي

متى يتعامل الناس مع أموال الدولة وكأنها مالهم؟.. سؤال مُلح يفتح الباب لتساؤلات أكثر عمقًا؛ فمن المسؤول عن السلبيات التي تظهر في أي مكان.. الحكومة أم الناس؟ أم كلاهما؟، ولما التهاون في مقدرات الدولة والمسؤولون في أماكنهم يغُطون في سُباتٍ دون حراك للإضطلاع بمهام وجودهم ومسؤولياتهم؟.. وتُرى يا هل تُرى.. متى تموت اللا مبالاة في حياة الناس والمسؤولين؟.

تكلفت الدولة ملايين، بل مليارات الجنيهات، لأجل إنشاء شبكة طرق جبارة سواء كانت خارج المدن أو داخلها، مع زرع أعمدة الإنارة على جوانب الطرق لإنارتها وجعل الطرقات تبدو وكأنها عروس ليل زفافها؛ تُسهل الرؤية للمارة وسائقي السيارات على حدٍ سواء دون عناء، وتسد عجز الخطوط البيضاء العاكسة على الطريق، بعدما اختفت الأخيرة دون سابق إنذار، لكن للأسف باتت تلك الأعمدة دون إنارة، وكأنها خيال مآتة لا ينبض بالحياة، بل إن هذا الخيال لا يُحقق أي فائدةٍ مرجوة.

أضحت أعمدة الإنارة بالطرقات الجديدة تأكل فيها الشمس وتُقلل مدة صلاحيتها قبل حتى أن نرى شروق ضيها، ولا ندري لما هذا الصمت من المسؤولين على ذلك، أو حتى نجد أو نسمع يومًا عمن يُحاسب المسؤول عن هذا التأخير والتسويف في تركيب كشافات لتلك الأعمدة، ألا يكفي اختفاء العلامات الفوسفورية لسرقتها من عديمي الضمير؟، وكذا بعدما انطفأ لونها بعد فترةٍ وجيزة من تركيبها لرداءة النوع، فضلًا عن لون الشارع الذي توشح بالأتربة والنفايات الملقاة على حواف الطرق عوضًا عن مكان الأشجار التي تُزين جوانبها كباقي دول العالم المتقدمة.

في الحقيقة لا يستحق الناس ولا الدولة هذة اللا مبالاة المَقيتة، سواء من الناس أو أي مسؤول على رأس عمله، حتى أننا إذا ما جعنا الأمر قيد المقارنة على كافة المستويات لوجدنا المحليات على سبيل المثال هي أساس كل تقدم أو تأخر، فلا يُعقل أن تجد على حواف الطرق والشوارع أتربة مع وجود عمال البلدية، والذين باتوا والعدم سواء، والمسؤول في المحليات معزول عن الواقع لا يرى ولا يسمع عن مشاكل الحي الذي هو أمانةً في رقبته، ولا ننفي كذلك مسؤولية المواطنين عن أي سلبية كانت من كانت، فهم من لديهم القدرة على المساعدة في إبلاغ المسؤولين عن تلك السلبيات والضرب على يد كل متهاون في حق عمله ووطنه، وإذا ما تحقق ذلك يفيق كل سكرانٍ من فوضاه ويعي كل الوعي أن مال الدولة ومقدراتها خطًا أحمر من يتعداه يحترق، عند ذلك فقط قد نجد أن السلبيات تتلاشى من على أرض المحروسة وتنتهي اللا مبالاة وعصرها.

لو نظرنا للمحليات في العالم، وعلي سبيل المثال في دولة اليابان، فلا تقتصر مهمة رؤساء البلديات على تجميل الشوارع وإضاءتها فقط، بل يعمل الجميع على توفير فرص وظيفية للناس لأجل زيادة قدرة المدن والمناطق على المنافسة والتنافس في دعم المشاريع وتمويلها، ولا شك أنه في ظل التقدم العالمي وتسارع الأحداث والتقدم التكنولوجي فليس هناك وقتٍ للوقوف لمشاهدة ما يحدث حولنا في العالم، فالبلديات عامل كبير في التقدم والإزدهار، وإن لم تتحرك وتفوق ويفيق مسؤوليها من ثُباتهم سيبقى الحال على ما هو عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى