غير مصنف

من جراح إلى زعيم أكبر جماعة متطرفة.. كيف كانت حياة «الظواهري»؟

بدأ زعيم القاعدة “أيمن الظواهري”- الذي قُتل في غارة أمريكية لطائرة بدون طيار في العاصمة الأفغانية “كابول”- غير مؤذٍ للجيران، و عندما كان شابًا نشأ في إحدى ضواحي القاهرة الصاخبة.

وقال “عطية سلامة”- جاره السابق في ضاحية المعادي الراقية بالقاهرة: “مرت السنوات ، وفجأة سمعنا عن قيام أيمن الظواهري بكل هذه الأشياء ، أصبح شيئًا لم نكن نتخيله أبدًا”.

وأضاف: “كان هادئًا ، لم يكن أحد يهتم به على الإطلاق، كانت تجربتنا معه ومع أسرته طبيعية تمامًا، ولم يكن لدينا أي فكرة أنه كان مع تلك الحركة”.

وأصبح “الظواهري”- وهو جراح مصري- زعيما لواحدة من أكثر الجماعات المتشددة رعبا في البلاد، وهي الجهاد الإسلامي، وأقنع الشباب المحبطين بالانقلاب ضد الدولة المدعومة من الولايات المتحدة.

ولم يتسن الاتصال بمحامي عائلة “الظواهري” للتعليق أمس- الثلاثاء.

ونظم “الظواهري” حملة في منتصف التسعينيات للإطاحة بالحكومة وإقامة دولة إسلامية خالصة، قُتل خلالها أكثر من 1200 مصري.

ثم شنت السلطات المصرية حملة قمع ضد الجهاد الإسلامي بعد محاولة اغتيال الرئيس “محمد حسني مبارك” في يونيو 1995 في أديس أبابا.

ورد “الظواهري”‐ الأشيب الذي يرتدي عمامة بيضاء- بإصدار أمر بشن هجوم عام 1995 على السفارة المصرية في إسلام أباد، حيث اصطدمت سيارتان مليئتان بالمتفجرات ببوابات المجمع، ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا.

“الظواهري” لم يخرج من الأحياء الفقيرة أو العشوائية في القاهرة، مثل الآخرين الذين انجذبوا إلى الجماعات المتشددة التي وعدت بقضية نبيلة، وقد ولد الظواهري عام 1951 لعائلة بارزة في القاهر ، وكان حفيدًا لشيخ الأزهر.

نشأ الظواهري في ضاحية المعادي، وهو مكان يفضله المغتربون من الدول الغربية التي يعاديها، اعتنق الظواهري- وهو نجل أستاذ علم الصيدلة- الأصولية الإسلامية لأول مرة في سن الخامسة عشرة.

وقال مسؤولون في واشنطن: إن الظواهري قتل يوم الأحد في كابول بأفغانستان بصاروخ أطلق من طائرة أمريكية بدون طيار.

وقف”سلامة”- جاره السابق- في شارع مصري نموذجي مليء بباعة الخضار والمقاهي والميكانيكيين والحافلات وهو يتأمل حياة الظواهري، قبل أن يترقى في صفوف القاعدة مصمماً على ترويع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى، فقال “سلامة”: إن أصدقاء “الظواهري” كانوا يأتون إليه ثم يذهبون جميعًا إلى الصلاة.

وأضاف:” ثم كانت المفاجأة لنا، برؤية رجال أمن الدولة يأتون في سيارتين ويأخذونه هو وشقيقه حسين ويحتجزونهم”.

وتابع: “كان معتادا أن يتجول ويصلي ثم يذهب إلى عيادته، لكن فجأة تغير الأمر، واعتقله الأمن”. ليختفي الظواهري بعد إطلاق سراحه من السجن، ويتوجه في النهاية إلى أفغانستان لمحاربة قوات الاحتلال السوفياتي، وكانت قوات الأمن تمر ببيته في المعادي وتستجوب والده ووالدته حول مكان وجوده، بغرض مراقبته.

واستمر ليصبح العقل المدبر لبعض هجمات القاعدة الأكثر إثارة للجدل، وقد رُصِدت مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يقتله، حيث كان قد ساعد في تنظيم هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص.

وقال “حسن عزالدين”- وهو أحد جيرانه في الحي: إن عائلته أشخاص محترمون ومعروفون. وختم حديثه: “لقد اختار هذا الطريق لنفسه ، وهو وحده المسؤول عن نهايته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى