عرب وعالممقالات

من حياة إليزابيث

بقلم: عبد الستار حتيتة

ماتت إليزابيث ملكة بريطانيا، وتركت وراءها لغزاً! لماذا لم تقم بزيارة الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1948 حتى الآن؟

هل كانت توجد مخاوف لدى البريطانيين، من أن يقوم العرب بقطع البترول عن بريطانيا وغيرها من بلاد غربية؟ هذا غير صحيح. فقد زار الأراضي المحتلة قادة وزعماء من بريطانيا وأمريكا ودول أوربية، ومع ذلك لم يوقف العرب ضخ النفط إلى رعاة إسرائيل.

هل كانت الملكة الراحلة تكره السفر إلى البلاد البعيدة؟ هذا غير دقيق أيضاً، لأنها زارت عديد الدول حول العالم، منها دول عربية كمصر والأردن. إلا أنها لم تطأ بقدميها الأراضي المحتلة طوال سبعين عاما من جلوسها على عرش بريطانيا.   

تروي تقارير في صحف غربية أن ملكة بريطانيا كانت لها تعليقات متعاطفة مع محنة الفلسطينيين، وأنها كانت تستنكر أفعال إسرائيل. وتشير بعض الصحف التي تصدر في الأراضي المحتلة إلى أن زيارة الملكة للأردن عام 1984، مثلاً، أثارت قلقا بين اليهود البريطانيين.

وحتى لا يأخذك الظن بعيداً، أي إذا حاولت أن تعجب بمواقف الملكة المؤيدة للحقوق العربية، فعليك أن تنفض رأسك، لأن هذا في آخر الأمر، غير صحيح. فبريطانيا، وعلى رأسها إليزابيث، كانت تفتح أبوابها لزعماء دولة الاحتلال. فقد استقبلت الملكة في حياتها رؤساء إسرائيل مثل حاييم هرتسوج، وعيزرا وايزمان، وشيمون بيريز. بل قلَّدتْ بعضهم أوسمةً!

كما إن زوج الملكة وابنيها وحفيدها، قاموا بزيارات للكيان الصهيوني. إنه من الصعب نسيان الاحتفاء الإسرائيلي بوصول حفيد الملكة، الأمير ويليم، إلى الأراضي المحتلة، في صيف 2018.

وحتى لا يأخذك الظن بعيداً، مرة أخرى، عليك أن تعرف أن الملكة الراحلة كانت تحتفظ بعلاقات ممتازة مع قادة دولة الاحتلال. لقد كانت تحتفي بالزعماء اليهود المؤيدين لإسرائيل، وتمنحهم أوسمة الفروسية.       

ومع ذلك يمكن الإشارة إلى أن سياسة الملكة مع إسرائيل كانت ذات حساسية معينة. أو إن شئت القول إنها كانت تسير على الحافة، فهي لا تريد إغضاب قادة الدولة الصهيونية، وفي الوقت نفسه، تسعى للنأي بنفسها عن أي تداعيات محتملة في حال انغماسها علانية في تأييد دولة الاحتلال. والله أعلم..      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى