تقارير و تحقيقات

نجلاء جابر.. من عاملة نظافة إلى صاحبة أكبر مغسلة في المنيا

تحدت الظروف وحققت حلم أولادها الأربعة في دخول الجامعة.

 قاطعت أهلها  وساندت  زوجها  ولم تخش كلام الناس.

منذ عشر سنوات وهى تضع حلم أولادها نصب أعينها قاطعت طوب الأرض من أهلها  حتى أصبحت صاحبة أكبر مغسلة تديرها بنفسها قاست مع الأيام وساندت زوجها المريض بعد أن عجز عن العمل تحدت كل الظروف لم تخش كلام الناس حين كانت تعود متأخرة إلى منزلها الكائن بمنطقة أبو هلال جنوب مدينة المنيا.

 هى نجلاء جابر وشهرتها منى تلك السيدة الأربعينية التى كافحت طويلا عشر سنوات بدأتها من أجل أولادها وزوجها المريض لم تبال بكلام الناس ومن حولها كانت تقف على قدميها بالساعات مقابل جنيهات معدودة حتى استطاعت أن تنتهى من تعليم أولادها الأربعة وتخرجوا من الجامعة لتنتهى من حلمها الأول لتنتقل إلى حلمها الثانى وأن تكون صاحبة أكبر مغسلة.  

مغسلة نجلاء جابر فى المنيا
مغسلة نجلاء جابر فى المنيا

الحاجة أم الاختراع

 واستطاعت السيدة  نجلاء جابر التى قاربت على الخمسين من عمرها أن تخوض عملا شاقا  يستمر قرابة 12 ساعة يوميا وأن تنسق بين عملها كصاحبة مغسلة بمدينة المنيا وكونها ربة منزل وأم لـ 4 أولاد هالة  بكالوريوس تجارة 2016 ونورا  بكلية الآداب وأحمد بكلية الزراعة وأم هاشم بكلية  الصيدلة.

وقالت نجلاء إن زوجها أجرى عمليات قلب مفتوح وترك العمل بعد ما تم خصخصة شركة النيل لحليج الأقطان وتم الاستغناء عنه مقابل معاش شهرى لا يتعدى 500 جنيه، مضيفة أنها فكرت فى هذا المشروع بعد أن مرض زوجها ووجدت أولادها معرضين للتشرد وكان ذلك منذ 10 سنوات، ففكرت فى  توظيف مكافأة نهاية الخدمة وكانت تقدر ب 15 ألف جنيه فاستأجرت محلا صغيرا بأرض سلطان بمدينة المنيا واشترت مكواة ومغسلة صغيرة وظلت تكافح بمفردها لأكثر من 5 سنوات حتى تعبت من تلك المهنة لكنها لم تتركها لخوفها على أولادها.

ام العيال داخل مغسلتها بالمنيا

ام العيال دخل مغسلتها بالمنيا

أولادي أهم من أهلى

ومضت قائلة استشرت أهلى وإخوتى لكنهم رفضوا حتى قاطعونى واعتبروا عملي “عيب” في عليتنا  لكنى أصررت على العمل  حتى حصلت على هذا المحل بإيجار يقدر ب 1000 جنيه شهريا لأنه فى منطقة راقية رغم أننى أسكن فى منطقة شعبية هى أبو هلال جنوب المدينة ولكن المهنة لا تتناسب مع أهالى تلك المنطقة كونها منطقة شعبية وفقيرة والدخل بها ضعيف خاصة في تلك  الظروف بعكس منطقة أرض سلطان التى يقطنها السكان من ذوى النفوذ والسلطة والمال.   

 كفاح مستمر وصبر لا ينتهى

وأضافت نجلاء  أن زوجها ما زال قعيد الفراش لا يعمل والمعاش البكر لا يكفى متطلبات المعيشة أما أولادى فرفضوا العمل معى  فابنتى الكبرى تعمل مدرسة والثانية تكمل دراستها العليا في الجامعة وفى محل لبيع الملابس والثالث فضل الدراسة والأخيرة ما زالت صغيرة في بداية دراستها الجامعية.

 وأوضحت أنها  عندما توسعت فى المهنة وتضاعف زبائنها  اضطرت لتوظيف اثنين من السيدات للعمل معها  لفتح أبواب رزق لهن على حد تعبيرها لكنها سعيدة ان حققت حلمين خلال 10 سنوات  لكنها حزينة لمقاطعة أهلها الذين ما زالوا يعتبرون أن تلك الحرفة أو المهنة لا تليق بابنتهم.

نجلاء تحاسب احدى الزبائن
نجلاء تحاسب احدى الزبائن

فكرة لن تموت

وأشارت نجلاء جابر فى حوارها مع موقع “اليوم” إلى أن زوجها في البداية كان لا يستطيع أن ينفق على الأسرة فاضطرت أن تعمل بالمغسلة، مضيفة ” بدأت الفكرة عندما عملت عاملة في مغسلة  وبعد عدة سنوات من معاش زوجى  فتحت المحل ولم اعرف كيفية الغسيل والمكواة استعنت بأحد الصنايعية علمنى لمدة شهر داخل المحل وأنا عاملة مع صاحبة المغسلة حتى شربت الصنعة وظللت على تلك الحالة  بمفردى حتى اليوم.

نجلاء تكوى احد الملابس
نجلاء تكوى احد الملابس

 وألمحت إلى أنها  نظرا لزيادة عملائها وزبائنها حولت جزء من الشقة التى تسكن فيها مع أولادها بمنطقة أبو هلال إلى  مغسلة ثانية حيث أنها تغسل ملابس العملاء فى منزلها والتى تسكنه بالإيجار  بحوالى 600 جنيه شهريا  قائلة إنها لا تستطيع أن تشترى قطعة ارض أو منزل  لكن تنتظر لحين انتهاء أولادها من التعليم.

 وعاتبت السيدة  نجلاء  جابر على السيدات اللاتى يتسولن أمام المساجد والمنشات الحكومية وأمام المصالح العامة وعلى الكبارى وطالبت كل سيدة أن تفكر فى أى مشروع وإن  كان صغيرا يوما من الأيام سوف يكبر وينمو  بدلا من الشحاتة والتسول.

 كما طابت المجلس القومى للمرأة بأن يبحث عن السيدات اللاتى يتسولن  بان يتم عمل مشروعات صغيرة بدلا من التسول أو يقعن فى المحظور لأنه ليس عيبا عمل المرأة بل إن العيب أن تتسول المرأة وتأخذ من التسول مهنة مريحة بدلا من العمل.

شاهد الفيديو..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى