مقالات

نعم الشاهيني : للحضانة أهمية كبيرة في تكوين جيل مثقف قادر على إفادة متجمعه

بقلم / نعم الشاهيني

من منا لا يتمنى أن يكون أبناؤه من القارئين الملهمين، ومن المثقفين البارزين، المطلعين على كل ما هو جديد ومفيد في مختلف علوم الحياة، خصوصاً أننا في عصر الثورة المعلوماتية المتسارعة؟ فما هو جديد الآن بعد قليل سيأتي الأحدث منه، ولتحقيق هذا الحلم الجميل والأمنية الرائعة التي يتمناها كل أب وكل أم وكل الحكومات التي تؤمن بأن مستقبل تطور أي أمة يأتي من خلال إعداد جيل يعشق القراءة.. جيل مثقف مؤثر في ثقافة المجتمع، وهذا لن يأتي إلا بالقراءة، لأن القراءة هي مفتاح المعرفة، ومفتاح الثقافة، وأساس تطور كل الأمم المتحضرة، ولن يتحقق هذا البناء الثقافي للأجيال إلا وفق مسارين، الأول مسار ذاتي للبناء الثقافي، والآخر مسار خارجي داعم ومساند له.

ولصناعة جيل مثقف، قادر على التأثير الإيجابي في المجتمع، وقادر على بناء المجتمع بأفكاره المطورة وثقافته المعاصرة لثقافات الشعوب، وقادر على الاندماج، وعلى النقد البنّاء لمختلف أمور الحياة اليومية، نحتاج إلى إعداد خطط منهجية، واستراتيجيات غير تقليدية، وبرامج تطويرية لخلق ثقافة نموذجية.

الأطفال نعمة من عند الله وهم زينة الحياة بأكملها فقد قال الله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).

ووجود الأطفال يعطي نوع من البهجة والسعادة، فيجب علينا أن نحافظ عليها ونحسن في تربيتهم.

لأن الأطفال هم أبناء المستقبل وهم أساس المجتمعات وهم القادرين على نمو وتقدم المجتمع والنهوض بالحضارات والارتقاء بالدول. فكلما كانت التربية سليمة وبشكل صحيح كان المجتمع متطور ومتقدم فلذلك يجب على الإباء والأمهات والأسرة بأكملها معرفة طرق التربية الصحيحة وتطبيقها على أطفالهم حتى يخلقوا جيل مثقف وواعي منضبط قادر علي إفادة مجتمعه

يحتاج الوالدان إلى مكانٍ يحتضن أطفالهم في الأوقاتِ التي يعملون فيها، أو عند ممارستهم لأنشطة مهمة في حياتهم تقتضي عدم اصطحابهم لأطفالهم معهم، إضافة إلى رغبة بعض الآباء والأمهاتِ بإثراءِ أطفالهم منذ طفولتهم بالعلم والتجارب المفيدة؛ لذا يلجأ العديد منهم إلى وضعِ أطفالهم في مكان يقدِم لهم تلكَ الخدمات تحت مسمى (الحضانة)، وتعرف الحضانةُ بأنها: نوعٌ غير رسمي من المدارس المخصصة للأطفالِ في مراحلهم العُمريّة المبكرة، حيث تقدِم لهم الرعاية، ويتعلمون فيها العديد من الأشياء، إضافة إلى اكتسابهم لمهاراتٍ جديدة، كما أنهم يتدربون على السلوك الاجتماعي الصحيح، وذلكَ من خلال الأنشطة المختلفة، كاللعبِ، والتمارينِ، والموسيقى، والحِرَف اليدويّة البسيطة، وغيرها من الأنشطةِ الترفيهية ذاتِ الطابع التعليمي، وعادة ما تضم الحضانة أطفالاً تتراوحُ أعمارهم بين 4-6 سنوات،
وقد تختلف أعمار الأطفال من بلد إلى آخر،

جدير بالذكر أن مصطلح الحضانة في بعض الدول يطلق على دور رعاية الرضع الذين تتراوح أعمارهم من 3 أشهر إلى 3 سنوات، أما المرحلة الثانية من الحضانة، فتسمى (مدرسة الأمومة)، أو (مدرسة الحضانة)،

أهمية المرحلة :

أن السنوات الأولى سنوات حاسمة من عمر الطفل في تكوين شخصيته برمتها ، وأثرها عليه لا يمحى مدى الحياة ، بل أن فرص نجاحه في المدرسة وفي الحياة تعتمد اعتمادا كبيرا عليها ، ولذلك أطلق عليها « سن العبقرية في الطفولة ».

ومرحلة دور الحضانة و رياض الأطفال ( جنبا إلى جنب مع البيت وبخاصة الأم ) هي التي تساعد الطفل على النمو السوي جسميا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا وتذوقيا وروحيا كما هو معروف ، ولكن الأهم من ذلك كله هو أنها هي التي تكون لديه الاستعداد المدرسي الذي يضمن نجاحه في المدرسة في المستقبل ، فقد ثبت أن الأطفال الذين يأتون من رياض الأطفال إلى المدرسة الابتدائية يتعلمون بسرعة اكبر وبیسر أكثر لأن صعوبات تعلمية معينة تكون قد استؤصلت في سن مبكرة ، ولذلك تتجه أنظار العالم اليوم إلى اطفال البيئات الفقيرة ذوي الخلفيات الاجتماعية المتخلفة الذين يحرمون من فرص دخول ذور الحضانة ورياض الأطفال، والى ضرورة تزويدهم بما يسمى التعليم التعويضي Compensatory.

أضف الى ذلك أن دور الحضانة و رياض الأطفال تسهم في حل بعض المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ، فهي برعايتها للأطفال تطلق لأمهاتهم حرية العمل وبذلك تسهم في تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة لأنها تمكن الأم من التمتع بالحقوق والفرص نفسها التي يتمتع بها الآباء وذلك بمشاركة المرأة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، وتسهم بذلك أيضا في التنمية الاقتصادية للأمة ، مع الاعتراف بان دور الأم في تنشئة الطفل لا يعدله ولا يحل محله اي شيء آخر .


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى