غير مصنف

هرب من الثأر فلاحقه.. تفاصيل مقتل شاب صعيدي على يد آخر بحدائق الزيتون

“محمد يوسف” في العقد الرابع من عمره، ترك قرى الصعيد متجهًا إلى العاصمة القاهرة، متناسيا كل الهموم وكل مستنقع الثأر الذي يغوط فيه معظم قاطني الصعيد، قائلا بداخله “أنا لازم أبعد واعيش حياتي”.

افتتح المجني عليه مشروع “محل عطارة” بمنطقة حدائق الزيتون، ليستكمل حياته دون تعب، ونظرًا لحسن خلقه والطيبة التي تغلب على شخصيته، جعلت جميع أهالي شارع سليم الأول يحبونه، خاصة إنه لم يفتعل مشاكل طوال فترة تواجده بالمنطقة.

ولكن رغم كل ذلك لم يسلم المجني عليه من الغدر، بعدما أقدم المتهم “ابن عمومته”، من الصعيد عازم النية على قتل المجني عليه “بسبب الثأر”، كما قال أحد شهود العيان.

كانت حينها عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء، بدأ المتهم بمراقبة المجني عليه داخل محل العطار خاص به، لمدة تتراوح إلى 3 ساعات، منتظرا هدوء المحل من المشتريين وهدوء الشارع من المارة.

حينما تحقق له ذلك اقتحم المتهم محل المجني عليه، لتبدأ مشادة كلامية تحولت لمشاجرة، على إثرها أخرج المجني عليه آله حادة “مقص”، يستخدمها في إعداد المشتريات، محاولا الدفاع عن نفسه، حدثت تلك الضربة جرح قطعي برقبة المتهم، ليطلق المتهم عدة طلقات من سلاح ناري “طبنجة”، كان يخفيه بين طيات ملابسة، على المجني عليه، لتسكن الطلقة الثالثة راس المجني عليه، على إثرها سقط أرضا وسط بركة من الدماء داخل المحل.

أثارت صوت الطلقات الذعر داخل قلوب الأهالي ليهرول الجميع، نحو إنبعاث الصوت، لاستبيان ما في الأمر، ليرى المجني عليه ملقاة على الارض، والمتهم ملطخ الدماء من أثر الجرح القطعي، ويمسك بيده سلاح الجريمة، حاولا الإمساك بالمتهم لكنة أطلق النار على الأهالي ليتراجع الجميع خوفا من الموقف، ولاذ هو بالفرار ليصرخ أحدهما بصوت عالي “الرجل بيموت”، فحملوه على الأكتاف محاولين إنقاذه لكن فور دخولة المستشفى علم بوفاته.

«اليوم» انتقل إلى مسرح الجريمة، بشارع سليم الأول، بحدائق الزيتون، حيث يقف جميع أهالي المنطقة في صدمة من هول الموقف، مرددين “أول مرة تحصل جريمة قتل بتلك المنطقة”.

يقول “حسين” شاهد عيان في حديثة، إن المجني عليه يقطن بهذه المنطقة من سنوات قليلة، وأنه ترك علامات الحب والطيبة بداخلنا، فلم يتشاجر مع أحد قبل ذلك.

وأوضح أن المتهم والمجني عليه من أحد قرى الصعيد وبينهما خصومة ثأرية، وروى تفاصيل الواقعة قائلًا: “يوم الحادث تفاجئنا بصوت أعيرة نارية، فلم نر إلا المجني عليه والمتهم ملطخين بالدماء، حاولا الإمساك بالمتهم، لكنه لاذ الفرار”.

يقول: “لم تمر دقائق حتى كانت صوت سرينة سيارات الشرطة، تزمجر بالمنطقة لكشف ملابسات الجريمة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، بمنطقة المرج في غضون ساعات”.

كان مأمور قسم شرطة الزيتون، قد تلقى إخطارا من غرفة عمليات شرطة النجدة، بمقتل صاحب محل عطارة داخل محله، وبالانتقال تبين العثور على جثة محمد يوسف في العقد الرابع من العمر وصاحب محل عطارة، وبالفحص تبين إصابته بطلق ناري في الرأس من طبنجة عيار 9 ملم، وت نقل الجثة إلى مشرحة زينهم.

وكشفت التحريات عن أن المجني عليه من محافظة أسيوط، ورجحت بأن دافع القتل بسبب وجود خصومة ثأرية مع المتهم، الذي أطلق النار عليه  ولاذ بالفرار.

تم إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى