تقارير و تحقيقات

والدة الشهيد النقيب محمد عبده تكشف لـ”اليوم” أسرار عن استشهاده

يوم الشهيد من كل عام هو اليوم الذي يجب أن نذكر فيه أبنائنا بشهداء الوطن الذين دافعوا عن أرض وطننا الحبيب بأرواحهم وتركوا أسرهم يعانون من ألم الفراق ، وأمهاتهم اللاتي لم تجف دموعهن بالرغم من مرور السنوات.

توجهت “اليوم” الى منزل الشهيد النقيب محمد أحمد عبده بالإسكندرية والتقينا بوالدته التي لم تجف دموعها بالرغم من مرور ٦ سنوات على استشهاده في الشيخ زويد بسيناء.

أمل مغربي والدة الشهيد

بدأت ” أمل مغربي” والدة الشهيد حديثها عن ليله استشهاد نجلها الذي كانت تنتظر حضوره إلى المنزل في إجازته في نفس يوم استشهاده ليكمل معها شهر رمضان ، ولكن نجلها اكمل شهر رمضان في الجنة مع الشهداء.

والدة الشهيد

قالت والدة الشهيد، إن نجلها اتصل بها يوم ١٣ رمضان بعد منتصف الليل ليطمئن عليهم ويخبرها بان اجازته ستبدأ من باكر وانه سيكمل معها شهر رمضان وتحدث مع والده وشقيقته وشقيقه الأصغر ثم أكمل حديثه مع والدته وكان يريد ان يتحدث معها كثيرا وان يسمع صوتها وظل يضحك مع شقيقته ضحك كثير على غير عادته.

وطارت الأم من السعادة لحضور نجلها الذي لم تراه منذ ثلاث اسابيع الى المنزل وظلت تفكر في الطعام الذي ستعده له على الافطار ، لكنه اتصل بها مجددا ليخبرها انه لن يستطيع الافطار معها غدا لانه سيصل بعد المغرب ، مما جعلها تتعجب وتسأله لماذا لن تصل على الافطار فانت في الاسماعيليه اي المسافة قريبه ، لانها كانت لا تعلم انه في سيناء ، من شدة حب نجلها لاسرته اخفى عنهم انه يخدم في سيناء.

وجاء اليوم التالي يوم استشهاد نجلها اليوم الذي لم تنساه طوال هذه السنوات وبدأت تروي تفاصيله والدموع تملأ عينيها والالم يعتصر قلبها فهذا اليوم الموافق ١ يوليو ٢٠١٥ ، و١٤ رمضان جاءت انباء عن وجود ضربة قوية بسيناء وعندما علم والد الشهيد بذلك بدأ القلق يتسلل الى قلبه واتصل بزوجته ليطمئن على نجله لان هاتفه مغلق وهنا طمأنته والدة الشهيد وقالت له ” ابننا في الاسماعيلية” ، وبعد دقائق جاء شقيق الشهيد الى والدته وهو مرتبك ليطمئن على شقيقه اذا كان تواصل معها اليوم او لا وليخبرها ان الفيسبوك به اخبار غريبه وهنا رفضت الام ان يكمل حديثه وطلبت منه ان يغلق الفيسبوك ، وهنا سمعت الام صوت صراخ في العمارة وشعرت ان نجلها حدث له شئ، فطلبت من ابنها فتح الفيسبوك مجددا ، انهار ابنها امامها وظل يردد ” الله يرحمك يا محمد ، الله يرحمك يا بطل” وقتها صرخت الام بأسم نجلها الشهيد وعقلها يتمنى ان يتم تكذيب الخبر، وفي هذه اللحظة كان قلبها ممزق بين حزنها على فراق نجلها وخوفها على باقي افراد اسرتها من تلقي الخبر، وهنا اتصلت ابنتها من عملها وطلبت منها العودة الى المنزل ، وجاء الجيران الى منزلي ووالدة زميل الشهيد التي قالت لي شدي حيلك ، ثم طلبت من الجميع العودة الي منازلهم لان قلب زوجي لن يحتمل مثل هذه الصدمة ، وعاد والد الشهيد من العمل ثم صعد الشباب ليقولوا له ابنك بطل وهنا قلت له انا لله وانا اليه راجعون، ودخلنا في حالة انهيار.

صورة الشهيد

واكملت والدة الشهيد حديثها قائلة : ابني كان مجتهد وعنده شغف بعمله وكان يحب العمل في سيناء وكان يتمنى ان يستشهد بها، ففي عام ٢٠١٣ كان من ضمن الذين تم اختيارهم في قوات حفظ السلام في الكونغو وخدم هناك عام كامل وكان سعيد بذلك وعندما كنا نخبره بما يحدث في سيناء كان يقول عندما اعود سأخدم هناك، وعاد الى كتيبته في الاسماعيلية وكان دائما يسعى الى نقله لسيناء في كمين مهم بالشيخ زويد يحمي وراءه عدة كمائن ، وبعد حصول نجلها على تصريح الاجازة وحزم حقيبته سمع ان هناك هجوم ومطلوب دعم هنا القى حقيبته وابلغ قائده انه سيشارك في محاربة الارهابيين وبالفعل ارتدى سترته على ملابسه المدنية وصعد فوق اول دبابة في مواجهة الارهابيين قبل المدرعات، وكان يحدد الاحداثيات ويطلق النار ليصيب الهدف ويدمر سيارة دفع رباعي فدمر حوالي ٢٠ سيارة من سيارات الارهابيين وحول جثث من عليها الى أشلاء متناثرة ، واصيب بطلقة في صدره وعندما طلب منه القائد الاخلاء والعودة رفض واصر ان يكمل وقال له ” كمل انا فرحان ده يومي” وكان مسرعا بدبابته ويسلك اسرع الطرق للوصول في اقرب وقت وعندما وصل الى الكمين وكان يحارب الارهابيين وجها لوجه بسلاحه الشخصي وهو مصاب، ثم اصابت دبابته طلقه آر بي جي اصابته شظايا منها بجروح قطعية ونزيف وهنا واستشهد على الفور.

واستطردت قائلة: ان نجلها في الفترة الاخيرة بنيانه الجسدي اختلف ، وكان في اجازاته الاخيرة كان يقضي اطول وقت معنا ويصر على الخروج والتنزه برفقتنا وكان يقول ” مش همشي قبل ما اعملكم كل حاجه حلوة”.

وختمت أمل مغربي حديثها بأن احساسها يؤكد لها ان نجلها رأى الجنة والحور العين وما لا يخطر على قلب بشر لان الشهادة ليست سهله فالذي يجعل الشهيد يضحي بروحه بدون خوف ليس سهل ، لان الانسان عندما يشعر بالخطر يهرب لكن الشهيد الله اصطفاه لينال هذة المكانه ، ونجلها كان يتمنى الشهادة دائما حتى كتبها الله له ، وتم منح نجلها الشهيد رتبة نقيب استثنائيا.

وأنهت حديثها: “ابني تاجر مع الله تجارة شريفة واشترى الجنة بروحه وشبابه، وعندما يحين اجلي هيستقبلني وهو فاتح ايده وهشوف عوض ربنا على صبري ورضائي بقضائه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى