تقارير و تحقيقات

وجهة السياحة بالصعيد.. أبرز 6 معالم بمحافظة المنيا

دعاء علي

تُعد محافظة المنيا من اهم المحافظات السياحية في مصر، فموقعها المتوسط بين محافظات وادي النيل،  يُميزها عن غيرها من المحافظات، وتضم عدد كبير من القرى الاثرية يرجع تاريخها الي العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية، حيث تعدد اسم محافظة المنيا وتغير بتغير العصور، وسوف نستعرض في هذا التقرير، ابرز المواقع السياحية والاثرية بمحافظة المنيا.

قرية الأشمونين

الاشمونين قرية تابعة لمدينة ملوي بالمنيا، وكانت عاصمة الاقليم الخامس عشر بمصر القديمة، حيث عُرفت قديما بالمدينة المقدسة (خمون) في العصر الفرعوني، كما يرجع تاريخها الي العصر البطلمي، نسبة الي الملك بطليموس،  بجوار قرية تل العمارنة، وكانت مقرا للإله تحوت والذي يتمثل في شكل القرد بابون وطائر ابو منجل، وكان الاغريق يُطلقون عليها (هيرموبوليس) نسبة للإله هيرميس.

تضم الاشمونين بقايا معبد وتماثيل رمسيس الثاني، وبعض من أثار السوق اليونانية التي تحتوي علي مجموعة الأعمدة من الجرانيت الأحمر ذات تيجان كورنيشية، ولافتة حجرية تحدد تاريخ إنشاء السوق سنة 350 قبل الميلاد فى عهد بطليموس الثانى وزوجته أرسينوى، وبقايا معبد الملك  امنمحات الثاني، وشئ من اطلال كنيسة شُيدت من الجرانيت.

الاله جحوت بالاشمونين

متحف ملوي

يُعد متحف ملوي بمحافظة المنيا، من اهم المتاحف علي مستوي الجمهورية، بما يحتويه من اثار وتوابيت ومخطوطات شاهدة علي التاريخ وما قدم اجدادنا الفراعنة للحضارة المصرية القديمة، وتأسس المتحف في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في خلال عام 1962 ويبلغ عمره حوالي 60 عامًا، ويقع بمدينة ملوي جنوب محافظة المنيا كما يضم توابيت بعض ملوك مصر لبعض العصور، وقاعات للمحاضرات ومعمل لترميم الآثار وبعضًا من آثار العصر الإسلامي، واثار مصر الوسطي.

بينما يضُم متحف ملوي، آثارًا من قرى تل العمارنة وتونة الجبل والأشمونيين، وبذلك تروي لنا تلك الاثار قصصا وحكايات من هذه العصور والحقب الزمنية المختلفة، والذي كان الإلاه جحوتي ملك هذا الاقليم الذي يضم متحف ملوي اثاره.

متحف ملوي

وفي عام 2013 تعرض المتحف للنهب والسرقة والتخريب من قبل الجماعات المتطرفة، في احداث فض رابعة والنهضة، ولكن تدخلت أجهزة الدولة لإعادة المتحف إلى جماله ورونقه مرة أخرى، فهو من اهم الوجهات السياحية بمصر، التي يأتيها الزائرين من شتي دول العالم.

كورنيش المنيا

كورنيش النيل بالمنيا، او كما يُطلق عليه اهل المدينة مُتنزه الغلابة، ويبلغ طوله حوالي 6 كيلو متر، وهو مزارا سياحيا ومتنزها للاستمتاع بمنظر نهر النيل، ومكانا ترفيهيا يأتيه سكان المحافظة من جميع المراكز والقري، وبجميع طبقاتهم الاجتماعية، و متنفسا للفقراء في جميع الأعياد والمناسبات.

يتم تطوير كورنيش المنيا، بصفة دورية ومستمرة من قبل المسؤولين بالمحافظة، لأنه يُعد تحفة فنية وجمالية تضم مقاعد والعاب ترفيهية للأطفال، ومساحات خضراء يتخللها مشايات، علي ضفاف نهر النيل لإستنشاق الهواء النقي.

كورنيش النيل بالمنيا

 البهنسا بقيع مصر ومدينة الشهداء

قرية البهنسا بمدينة بني مزار شمال محافظة المنيا، من اهم وابرز المزارات السياحية الاسلامية، وهي مدينة قديمة يرجع تاريخها الي العصر الروماني بما تضمه من برديات، وكانت تضُم بقايا قليلة من كنائس العصر اليوناني، لكن سرعان ما تلاشت علي مر الزمن.

 أُطلق عليها البقيع الثاني، نسبة لصحابة رسول الله الذين حاربوا في غزوة بدر، ودُفن بعضهم بالمدينة المنورة، اما الباقيين منهم جاءوا الي مصر مع الفتح الاسلامي، ودخلوا قرية البهنسا فكانت ميدان حرب لإنقاذ اهل مصر من ظلم الرومان أنذاك، وتوفوا ودُفنوا بها ولذلك سُميت مدينة الشهداء.

مقابر محاربي غزوة بدر بالبهنسا
  • تضم القرية رفاة محاربي غزوة بدر او كما يُطلق عليهم (البدريين) وهم، سليمان بن خالد بن الوليد القرشي، ومحمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق التميمي القرشي، والحسن الصالح بن علي زين العابدين بن علي بن ابي طالب، ومحمد بن ابي ذر الغفاري الكناني، ومحمد بن عقبة بن نافع الفهري.

كما تضم مقابر البهنسا السبع شهيدات التابعيات اللائي اشتهرن بالسبع بنات، والتابعية خولة بنت الازور، ومسجد قاضي قضاة البهنسا “علي الجمام” وإمام المالكية انذاك، والذي صُمم علي الطراز الاسلامي الاندلسي، فيما تحوي مسجد ومقام الحسن الصالح بن علي زين العابدين حفيد رسول الله، وغيرهم ممن شاركوا في غزوة بدر.

كتب بعض الكُتاب عن البهنسا، ومن اشهر المطبوعات عنها، كتاب فتوح البهنسا للواقدي، وكتاب اثار وفنون البهنسا في العصر الاسلامي للكاتب الدكتور احمد عبد القوي محمد، و”قصة البهنسا حكاية غزوة” للدكتور عمرو عبد العزيز منير، استاذ مساعد بقسم التاريخ بكلية الاداب، وهي عن المخطوطة الاصلية لقصة البهنسا، لمؤلفه محمد بن محمد المُعز.

قبة التكريري بالبهنسا

بني حسن الشروق

ثعد من اكثر المناطق الاثرية الجاذبة للسياحة بمحافظة المنيا شرق نهر النيل، ويرجع تاريخها الي الدولة الوسطي التابعة لإقليم الوعل الجيني وهو الاقليم السادس عشر، والتي تضُم 39 مقبرة تابعة لزمن الاسرتين التاسعة والعاشرة، منها 8 مقابر لحكام الاقاليم، ومنها انطلقت اول مسابقات اوليمبية في التاريخ مسجلة علي جدران المعابد.

فيما تحوي بني حسن الشروق علي مقبرة خنوم حتب 3، ومقبرة باكت 15، ومقبرة 17، بجانب معبد حتشبسوت وهو منحوت فى الصخر بناه كل من حتشبسوت وتحتمس الثالث، لعبادة الاله باخت ومعروف بكهف ارتميس، والذي لم يبق منه إلا ثلاثة أعمدة على بعد 2كم شرق بنى حسن، بالضافة الي مقابر النبلاء بالشمال، ومواكب جنائزية تُمثل راقصات وألعاب إيقاعية على أنغام الموسيقى.

مقابر بني حسن الشروق بالمنيا

تونة الجبل “قرية البركة”

تُعتبر منطقة تونة الجبل بالمنيا، اهم الوجهات  السياحية للزائرين، ليس علي مستوي المحافظة وحسب، بل علي مستوي الجمهورية، لما يُكتشف بها من اثار سنويا او مرتين بالعام، فهي تضُم اثارا لا بأس بها وجبانات ومقابر، منذ العصور القديمة، من اهمها سراديب ضخمة من الممرات المحفورة في الصخر، وكانت مخصصة لدفن طيور أبو منجل المقدسة، والقردة بعد تحنيطها، فيما  كانت المومياوات توضع في توابيت فخارية، أو خشبية أو حجرية والتي شملت الاسطح الخارجية لبعض منها نصوصاً بالخط الديموطيقى.

مقابر تونة الجبل بملوي

بينما اختلفت الأماكن لمقابر دفن  الرمزين المقدسين للمعبود “دجحوتي”، والتي ترجع إلى أواخر التاريخ المصري القديم، وانتشرت إلى حد كبير في العصرين اليوناني والروماني، وتضمنت الجبانة بضع ملايين من المومياوات، إضافة إلى مقبرة أحد كهنة چحوتي، ويدعى “عنخ حور”  المشرف على تقديم القرابين ودفن المومياوات.

تشمل قرية تونة الجبل علي جبانات “هيرموبوليس”، ومقبرة الكاهن الاكبر للمعبود تحوت في العصر البطلمي بيتوسريس، كما تضم مزارات جنائزية اهمها مقبرة “ايزادورا شهيدة الحب” او جوليت المصرية، ولوحة حدود اخناتوت والتي نُحتت في صخور الجبل بمدخل القرية، والساقية الرومانية.

جبانات تونة الجبل بملوي

اما عن متحف “طه حسين” بقرية تونة الجبل، وهو منزل قُدم كهدية للدكتور طه حسين عميد الادب العربي، من عالم الاثار الدكتور سامي جبرة، عام 1930، كما  يُخلد قصة مقبرة اميرة  يونانية “ايزادورا”  شهيدة الحب والتي كانت تعشق ضابطا مصريا، ولكن رفض والدها زواجها منه، فانتحرت بإلقاء نفسها في نهر النيل، بينما سطر التاريخ تلك القصة، وكشفتها الابحاث والدراسات، وتم تصوير فيلم دعاء الكروان فيه.

متحف ومنزل عميد الادب العربي طه حسين بقرية تونة الجبل بالمنيا

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى