غير مصنف

مسلسل العقوق مستمر.. «عم أحمد» مطرود من ابنتيه ويعيش في شوارع الدقهلية



كتب- نورا سعد وسامح الألفي
“نفسي أعمى علشان ما أشوفش ولادي تاني”.. بهذه الكلمات عبر ذاك الأب عن أوجاع قلبه وحرقته بعد أن سجنته ابنتيه بين جدران الأنانية والنكران، قبل أن تسجنه بين حوائط الغربة بدون مأكل أو مشرب.
عم محمد أمين أحمد البحيري، يقيم بقرية الطيبة التابعة لمركز نبروه، أقبلت ابنته على سرقته وحبسته دون طعام ولا شراب لمدة ثلاثة أيام داخل شقتها.
الشيخ الكبير يجهش بالبكاء عما حدث له من عقوق قائلًا: “يا ريتني مت قبل ما أشوف اليوم ده، عملت إيه في ولادي علشان يرموني في الشارع، يعني أربي وأكبر وأعلم وفي الأخر أترمى الرمية دي”.
ويضيف ل”اليوم” أنه كان يقيم في شقة إيجار وبعد وفاة زوجته طلب صاحب العقار الشقة لزواج ابنه فيها، وأنه لم يكن يعرف أين يذهب وكيف يتجه؟، حتى اتخذ من منزل ابنته مقصدًا.


وقتها تمنى أن يجد عند ابنته الأمان والحضن الدافئ الذي ظل يروي زرعته حتى كبرت أمامه في انتظار لحظة غدر زمن كهذه إلى أن أقام لديها وزوجها 4 أيام فقط، ثم طلبت منه أن تقبض له المعاش وبالفعل وافق العجوز ولم يخطر بباله أو يمر بخاطره أن ابنته التي لم يملك سواها من الدنيا وأختها الصغرى التي هجرته رغبة من زوجها في عدم بقائه معهم وإلا فالطلاق اولى بها، قد تغدر به في حين أنه لم يؤذِها يومًا.
ويروي الأب المكلوم أنه كان يعمل طيلة اليوم في النجارة ويشقى كي يوفر لهما العيشة الغنية بوسائل الراحة، فيخرج صباحًا ولا يعود إلا في المساء على مدار 47 عاما مدة زواجه، وذهبت حتى حصلت على معاشه في الوقت الذي ينتظرها المسن كثيرا ولكنها حبسته في الشقة بدون مأكل أو مشرب وسرقت المعاش منه هي وزوجها وغادرت ولم يعرف لها طريقا”.
وأضاف: “جلست في الشقة 3 أيام أحاول استغيث بالجيران لحد ما ايدي وقفت من كتر الخبط على الباب وصوتي راح من صراخي في البيت لوحدي، مش عارف بنتي عملت كدة ليه وانا عمري ما حرمتها من حاجة طول العمر، لحد ما الجيران سمعتني وفتحوا لي الباب، وجت لي جارة وادتني الفيزا كارت المعاش وسألتها على الفلوس قالتلي احمد ربنا يا حاج إنها سابتلك الفيزا والبطاقة”.
واستطرد “من يومها وأنا قاعد في الشارع ولا حد فيهم بيسأل عليا ولا عايزين يشوفوني، وعايش دلوقتي في الشارع وأهالي الشارع ساعدوني واشتروا لي فرشة علشان أنام عليها وكل يوم بيجيبوا ليا أكل ونفسي بس في عشة أنام فيها تحميني من البرد، لأن مهما اتغطيت بقوم ألاقي عليا ندى والهوا البارد وتراب العربيات طول النهار عليا، ونفسي أستحمى وأنام في مكان مداري عليا “.
واستكمل المسن ” أنا كنت عامل حادثة من زمان وعملت 3 عمليات تركيب مفصل وفشلوا وعايش بدون مفصل في الرجل اليمين.. فبزحف على الأرض بحيث أكون في أماكن فيها أكل وشرب”
ويضيف: “أنا محتاج مكان يأويني وآكل وأشرب بهدوء، وابن بنتي بيعقد يتريق عليا وبيهني كل يوم ييجي عندي هنا ويرمي عليا الورق والزبالة ويهيني”
واختتم حديثه قائلا: “ما استاهلش كل اللي حصلي ده أنا عاوز اشوف يوم في بناتي والله لو شوفتهم بيولعو مش هزعل دقيقة عليهم، لإنهم سمعوا كلام أزواجهم ورموني في الشارع تحت البرد والمطر وكلاب السككك بتنام جمبي لاقيت الكلب بيغطيني وخاف عليا وبنتي اللي من دمي سرقتني وطردتني”.

عم أحمد مطرود من ابنتيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى