مقالات

ياسر جعفر يكتب/ ذم النفاق المصاحب للكبر!!!

?::حديث (مَنْ سرّه أن يـمثُلَ له الناس قُيامًا فليتبوّأ مقعدَه من النّار) وفي رواية (مَن أَحَبَّ أنْ يتَمَثَّلَ لهُ الرّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النّار) رواه الطبراني والترمذي وابن أبي شيبة، أي يقومون له قياما وهو جالس.

يقال مَثَلَ الرجل يمثُلُ مثولاً، إذا انتصب قائمًا، وإنـما نـُهيَ عنه لأنه من زِيّ الأعاجم، ولأنّ الباعث عليه الكِبرُ وإذلال الناس.!!!

( خرج معاوية علي ابن الزبير وابن عامر الخ،،) كان معاوية في ذلك الوقت أميرا علي المسلمين وهو رأس بني امية وكان عبد الله بن عامر أمويا مثله وأما عبد الله بن الزبير فهو من بني اسد من قريش ويجوز أن يكون عدم قيامه لمعاوية لأنه يري أنه لايجوز قيام الناس بعضهم لبعض أو لأنه أي ليس بٱعظم منه لأن أباه الزبير بن العوام وأمه أسماء بنت ابي بكر.

( من احب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوا مقعده من النار):: أي فليهئ لنفسه منزلا من النار والأمر في هذا ليس علي حقيقته وإنما هو للتسخير وتستعمل فيه سيغة الأمر في مقام انقياد المآمور وللآمر من غير قدرة له فيه والعلاقة بينهما مطلق الإلزام وإنما استحق أن يتبوا مقعده من النار لأنه لايحب ذلك إلا لتكبر علي الناس والكبر من أعظم الكبائر !! وقد اختلف في قيام الناس بعضهم لبعض فقيل إنه منهي عنه كما هو ظاهر الحديث وقيل إنه غير منهي عنه لأنه ليس في هذا الحديث إلا زجر الشخص عن محبة قيام الناس له فاذا قاموا له من غير أن يحب هذا منهم لم يكن فيه شئ وقيل إن المنهي عنه قيام الناس للشخص وهو جالس كعادة بعض الجبابرة من الملوك ونحوهم وقيل إن النهي لمن يخشي عليه من الكبر بخلاف من لايخشي عليه هذا من كملة الناس من العلماء ونحوهم فإن القيام مطلوب لهم وقيل إن النهي عن القيام راجع إلي القادم فلا ينافي طلبه من الجالسين والحق أنه يحرم علي الشخص أن يحب قيام الناس له وهو جالس أو قادم عليهم لأنه لايحبه إلا من كبر في نفسه وأنه لايحرم علي الشخص أن يقوم للقادم عليه إذا كان هذا من العادة في التحية لأنه يدخل في باب التكريم ولايدخل في باب إظهار العبودية لجبابرة الملوك ونحوهم وهذا حرام قطعا بخلاف الأول ولكن ينبغي أن يقتصد في القيام بقصد التحية فلا يصح أن يكون في محفل عام أو نحوه لأنه يدخل في باب التكلف والتعالي في كل شئ مذموم والاقتصاد في كل شئ محمود ، وهذا التنقاقض مايجب علي المسلم من تعظيم العلماء والحنو علي الطاعنين في السن وضعاف الناس والأطفال والنساء والخدم والضعفاء فإن ذلك كله إنما يصدر عن عاطفة إنسانية كريمة !!

وفي معني هذا الحديث جاء حديث اخر ،حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا.

مسند أحمد:
– حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ لَا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الْأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا قَالَ فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَارْضَ عَنَّا وَتَقَبَّلْ مِنَّا وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَنَجِّنَا مِنْ النَّارِ وَأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ فَكَأَنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يَزِيدَنَا فَقَالَ قَدْ جَمَعْتُ لَكُمْ الْأَمْرَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي عَنْ أَبِي عَنْ أَبِي مِنْهُمْ أَبُو غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ!!
?حرَص الإسلامُ على صَلاحِ القلبِ والسَّريرةِ، والابتعادِ عن كلِّ سببٍ يوصِّلُ للكِبْرِ.

وفي هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “مَن سرَّه أن يتَمثَّلَ له الرِّجالُ قيامًا”، أي: مَن أعجَبه أن يَقومَ الرِّجالُ له إذا رأَوْه، فقيل: أن يَقْفُوا بينَ يدَيه لخِدْمتِه وتَعظيمِه، وقيل: أنْ يَقْفوا لِتَعظيمِه فقَط، “فَلْيتبوَّأْ مَقعَدَه مِن النَّارِ”، فَلْيتهيَّأْ ولْيَستعِدَّ، لِيَدخُلَ مَكانَه في نارِ جَهنَّمَ ومَنزِلَه فيها، وهذا الوعيدُ فيمَن أراد هذا الفِعلَ، وهو مُتكبِّرٌ فخورٌ بذلك، بحيثُ إنْ قام له النَّاسُ رضِيَ وإنْ لم يَقوموا غَضِب عليهم، بدليلِ قولِه: مَن سرَّه؛ أمَّا إنْ قاموا مِن تِلْقاءِ أنفُسِهم، فلا يَدخُلُ في الوعيدِ، كقِيامِ الرَّجُلِ للعالِمِ والحاكِمِ، والقيام للتأديبِ؛ فكلُّ هذا ونحوُه ليسَ داخِلًا في هذا الوَعيدِ، وقيل: بل النَّهيُ عامٌّ دونَ اعتِبارِ تلك القَرينةِ، وهي السُّرورُ؛ لأنَّه عمَلٌ نفسيٌّ، وهو أيضًا غالِبُ الوقوعِ؛ ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَكرَهُ قِيامَ الصَّحابةِ له، وقيل: يُعتبَرُ في هذا الأمرِ حالُ الضَّرورةِ؛ فالقيامُ لبعضِ النَّاسِ لتقليل المفسَدةِ حتَّى يُدرِكَ الحُكمَ يَختَلِفُ عن القيامِ الدَّائمِ للجَميعِ الَّذي يُجْزى صاحبُه بهذا الوعيدِ. وقيل: نَهيُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أصحابَه عن القيامِ له مِن بابِ التَّواضُعِ، وما ورَد عنه أنَّه قد أمَر النَّاسَ بالقيامِ لِسَعدِ بنِ مُعاذٍ؛ فقيل: إنَّ هذا مِن بابِ إكرامِ الكبيرِ مِن المسلِمين، وإكرامِ أهلِ الفضلِ، وإلزامِه النَّاسَ كافَّةً بالقيامِ إلى الكبيرِ مِنهم، ولم يَطْلُبْه سعدٌ رضِيَ اللهُ عنه، وقِيلَ: إنَّ القيامَ وتَرْكَه بحسَبِ الأزمانِ والأحوالِ والأشخاصِ؛ فلا يوقَفُ لِمُتكبِّرٍ ولا لظالمٍ ولا لِمَن يَفرَحُ بذلك، ويُوقَفُ لِمَن وجَب تَوقيرُه واحترامُه.

*يونس بن محمد قال حدثنا فليح عن أيوب بن عبدالرحن عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يقوم الرجل للرجل عن مجلسه ، ولكن تفسحوا يفسح الله لكم).

أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن أبي البخترى قال : كان يكره أن يقوم الرجل من مجلسه للرجل ليجلس فيه.
في الرجل يقوم للرجال إذا رآه ابن نمير عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي العديس عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمنا إليه فقال : (لا تقوموا كما تقوم الاعاجم يعظم بعضها بعضا).✋?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى