تقارير و تحقيقات

«يجمع بين البُرقع والبكيني».. لماذا سمي البوركيني بهذا الاسم؟

مع بداية كل صيف يتجدد الجدل حول ظهور الكثير من الفتيات بملابس البحر المخصصة للمحجبات أو ما يعرف بـ«البوركيني»، ودائمًا يكون هناك مؤيد ومعارض، فما هي قصة «البوركيني»؟.

هناك تعريف فى  قاموس “كامبريدج” للمصطلح، ذُكر أن «البوركيني» هو عبارة عن ملابس مخصصة للسباحة وخاصة بالمرأة، ويتكون من قطعة أو أكثر ويغطي كامل الجسم ماعدا الوجه، اليدين، والقدمين، والمرادف لمعنى الكلمة هو ملابس سباحة أو ملابس رياضية.

من أين جاءت الفكرة؟

تعود القصة للأسترالية اللبنانية الأصل عايدة مسعود زناتي، التي كشفت عن سر تصميم «البوركيني»، وقالت في مقال قديم لها عبر صحيفة «الجارديان»، إن القصة تعود إلى عام 2004.

وجاء نص المقال على النحو التالي: «القصة بدأت حين واجهت ابنة أختي بعض المشاكل في الانخراط ضمن فريق كرة الشبكة في مدرستها، وكان على أختي الكفاح لاحقاً من أجل انتزاع هذا الحق لابنتها المحجبة».

وتابعت موضحة: «أنه عندما قبلت الفتاة ضمن الفريق الرياضي ذهبت العائلة لتشجيعها، ولكن عايدة لم تشعر بالارتياح حين رأت ابنة أختها بلباس غير مناسب للرياضة وتتصبب عرقاً، فخطرت الفكرة ببالها، وتساءلت حين عادت إلى منزلها لم لا تصنع لباساً يناسب النساء المحجبات أكثر لاسيما في الأنشطة الرياضية».

البوركيني
البوركيني

وقالت «زناتي»: «أردت ألا يحرم أي شخص من أنشطة رياضية بسبب قيود تفرض بداعي التعفف».

وأوضحت عايدة مسعود، قائلة: «هذا الزي يشكل أداة اندماج للمسلمات المتدينات، يتيح لهن التمتع بشكل تام بالسباحة، وإنها صممت قبل أكثر من عشر سنوات في سيدني هذا الزي الذي يغطي الجسد من الرأس إلى أخمص القدمين، بهدف تمكين المسلمات من التمتع بالشاطئ مع احترام مفهومهن لديانتهن».

وأكملت: «الشاطئ وركوب الأمواج تمثل جزءً من الثقافة الأسترالية، ولدي إحساس بأنني حرمت من هذه الأنشطة خلال فترة شبابي.. البوركيني لباس صممته لإعطاء الحرية للمرأة المسلمة المحجبة وليس لأخذها منها».

البوركيني

حيث قامت «زناتي»، وهي أم لثلاثة أولاد، بفتح أول متجر لها في سيدني في 2005، ومنذ ذلك التاريخ باعت أكثر من 700 ألف «بوركيني»، وهي تزود تجار جملة في سويسرا وبريطانيا والبحرين وحتى جنوب إفريقيا.

ولكن ما السبب وراء تسمية البوركيني بهذا الأسم؟

أجابت عايدة مسعود زناتي، قائلة: «في البداية حاولت تسويق البوركيني وقبل أن أعطيه اسما كنت أشرح للسيدات كيف هو قطعتين وكُن يعتقدن خطأً أنه بكيني، كنت أوضح أكثر أنه يغطي الجسد كله، وبالصدفة أثناء قراءتي لمقال كان يضم جملة لقد نزلوا البحر بالبرقع، لفتت انتباهي كلمة برقع فبحثت عنها في القاموس دون أن أكمل قراءة المقال، وفي ذلك الوقت كان تعريف الكلمة أن البرقع قطعة من القماش تغطي الجسد».

وتابعت موضحة: «استخدمت الكلمة وقمت بدمجها مع كلمة بكيني فخرجت كلمة بوركيني، لقد قصدت أن أُدمج الثقافتين الشرقية والغربية في كلمة واحدة وشعار واحد»

حيث يعتبر البرقع هو قطعة قماش تغطي الجسم من الرأس إلى القدمين ولكن السيدات يدعن فتحة صغيرة على هيئة شبكة بجوار العينين، وفق ما جاء في كتاب “أثر فنون عصر النهضة على التصوير الإسلامي” للكاتبة رعد مطر مجيد.

والجدير بالذكر، أن «برقع» كلمة لا تشير إلى ستر الوجه فقط في بلاد ما وراء النهر، ولكنها تعني غطاء كبير أو رداء تلتف به المرأة التفافاً شاملاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى