غير مصنف

30 عامًا من الخداع والاسم: “بابا ضابط”.. حكاية نصاب الجيزة

عبير محمد

لم يكن تتخيل أسرة الضابط المزيف، أن ما مر خلال الـ30 عامًا الماضية كان وهمًا، وأن والدهم الضابط ما هو إلا نصاب محترف وكون ثروة كبيرة من عمليات النصب والاحتيال واشترى فيلا بمنطقة في الجيزة، أقام فيها هو وأسرته، وظل يوهمهم أنه ضابط وكان يحتفل معهم بترقياته وحصوله على الرتب الجديدة، وعلق على جدران مسكنه شهادات تقدير وصور له بالملابس الأميرية، ثم أقاموا له حفلا في أحد الكافيهات بمناسبة بلوغه سن التقاعد.

قبل 32 عامًا وقت أن كان العاطل شابًا أوهم وقتها جيران على أنه ضابط عامل، ولم تقتصر عملية الخداع على جيرانه وأصدقائه، بل بلغ به الحد إلى أنه تقدم لخطبة فتاة وتزوجها وأنجب منها 3 أبناء وعاش معها أكثر من 30 عاما على أنه ضابط إلى درجة أنه أتقن كذبته واحتفل بخروجه على المعاش رفقة أسرته.

وبمحض الصدفة اكتشف خداع الضابط المزيف عندما تمكن ضباط الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة من ضبط أحد المتهمين خلال تردده على السجل المدني بالجيزة وبحوزته شهادات مزورة، وباقتياده إلى ديوان القسم وسماع أقواله أفاد بتعاونه في تزوير هذه الأوراق مع رجل يعمل ضابطا ويقيم في الجيزة.

خلال إجراء التحريات ومراجعة بعض الشهادات الجامعية التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية بنطاق محل الضبط تبين أن “الضابط المزور” وراء العديد من عمليات التزوير بمحافظة الجيزة، وبإجراء التحريات وسؤال المتهمين أمكن التوصل إلى هوية المتهم.

حاول العاطل التماسك أمام أسرته عندما داهمت القوة الأمنية بيته، محاولا خداع ضباط المباحث، بل إنه من فرط ثقته بنفسه أخرج الكارنيه المزور بصفة عميد لرجال الأمن في محاولة أخيرة للإفلات من قبضتهم، لكنها باءت بالفشل، إلا أن الصدمة الكبرى كانت لأفراد أسرته عندما أخبرهم ضباط المباحث بأن رب الأسرة ما هو إلا نصاب، ليصاب الجميع بحالة من الذهول والصمت قطعها صوت أحد الأبناء “ازاي كده!!.. ده بابا ضابط”، ليكون صمت الأب أكثر دلالة على جريمته، وبعدها تم تفتيش مقر سكن المتهم، وتم العثور على عدد من البدل الميري والكتافتات التي تحمل “الرتب”، بالإضافة إلى عدد من الكارنيهات برتب متفاوتة وشهادت دراسية مزورة.

اقتادت الأجهزة الأمنية المتهم العجوز إلى قسم الشرطة، وتم مواجهته بالتهم الموجهة إليه، حيث تبين أنه ارتكب عددا كبيرا من جرائم تزوير عقود الملكية الخاصة بالأراضي والشهادات الخاصة بالمؤهلات الدراسية، وخاصة الجامعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى