تقارير و تحقيقات

4 شباب هاجروا للعمل فعادوا جثثًا.. حرائق قبرص تكوي أهالي الناصرية بالمنيا

والد ضحية لا يعرف خبر وفاة ابنه حتى الآن.. وأحدهم ترك 4 اولاد وزوجة

الأهالى: أولادنا طلعوا بعقود وفيز علشان لقمة العيش المرة

خرجوا من ديارهم وودعوا بلادهم حذر الفقر، آملين في كسب المال بالحلال خارج الحدود كي يمكنهم من العيش الكريم عند العودة للمنشأ مرة أخرى، لكن أقدراهم قد خُطت بغير هذا السيناريو الذي رسموه في مخيلتهم وتحركوا من أجله.

فعلى بعد 12 كيلو مترًا من مدينة بني مزار شمال محافظة المنيا وبالقرب من الطريق الصحراوي الشرقي “القاهرة – أسوان” تقع قرية الناصرية، التى حلت عليها غمة بعد أنباء مصرع أربعة من أبنائها في حرائق الغابات القبرصة مساء السبت الماضي، وذلك أثناء عملهم بالمزارع هناك.

أهالي القرية حينها طالبوا السلطات المصرية بسرعة تسلم جثامين ذويهم، ونرصد في هذا التقرير أحوال أهالى الضحايا الأربعة اللذين راحوا ضحية لقمة عيش داخل إحدى مزارع الطماطم بقرية تابعة لمدينة نيقوسيا القبرصية.


عيد نشأت ترك 4 أولاد وزوجته

الدكتور سعيد سيد أحد أبناء القرية قال: “إن الشباب الأربعة اللذين تتجاوز أعمارهم ما بين 22 سنه و33 عاما منهم الضحية الأولى عيد نشأت مرزوق الذى تعود العمل فى قبرص وسافر من قريته منذ 4 أشهر فقط مات وترك أولاده الأربعة وزوجته بعد أن ودعهم لكى يعمل فى أحد القرى التابعة لمدينة نيقوسيا فى مزرعة الطماطم من الساعة السادسة صباحا وحتى السابعة مساء على الرغم ان العقد الذى خرج به ينص على ان العمل 8 ساعات فقط، ومع ذلك من أجل لقمة العيش أحترق داخل الشاحنة وهو يهرب من نيران المزرعة حين حاول التسلق من المنحدر إلى أقرب طريق لكن الموت فاجاه هناك”.

والد عزت سلامة لا يعرف خبر وفاته

أما مرزوق شحاته أحد أقرباء الضحية الثانية عزت سلامة، قال:”إنهم أخفوا الخبر عن والد عزت سلامة، حتى اليوم باستثناء أخيه الأكبر، وقلنا له أن ابنه مصاب وموجود فى مستشفى نيقوسيا وحالته مستقرة على الرغم من أن ام عزت سلامة مريضة بالقلب ولو علمت بالخبر ستتدهور حالتها فى الحال، وقد سافر أخوه إلى السفارة القبرصية لمتابعة وصول الجثمان إلى مسقط رأسه ووالده مريض وملازم الفراش وللأسف الشديد كان من المقرر ان يتزوج بعد ان يعود حيث ان أخاه الأوسط مينا يعمل هناك مع أخيه المتوفى ومن واحد فى المستشفى لحين استخراج الحق أمين”.

الأهالى: ولادنا طلعوا علشان لقمة العيش مش رايحين يتفسحوا

سعيد دانيال ابن عم الضحية الثالثة، ابانوب نبيل دانيال، عبر عن حزنه برحيل نجل عمه وسرد تفاصيل عن حايته قائلًا: “انه شاب لم يتعد عمره اكثر من 24 عاما ولأول مرة يسافر الى الخارج لانه فشل فى الحصول على لقمة عيش كريمة ولكى يساعد والده الفلاح وينفق على اخواته الصغار حيث انه أكبر إخوته ولا يملكون من حطام الدنيا شيئا إلا انه حصل على دبلوم الزراعة وسافر منذ شهر بين فقط لكى يلحق الضحايا من أبناء قريته”.

عم الضحية الرابعة “صموئيل ميلاد فاروق”، قال:” إن بن أخى سافر من 3 أشهر فقط ليعمل فى مزرعة حيث يوجد أكثر من 100 شاب من أبناء القرية يعملون هناك منذ عدة سنوات هربا من الفقر والمعيشة المرة ولكى يستطيعوا مواجهة الحياة الصعبة هناك تحملوا مشاق السفر ويعملون ليل نهار من أجل لقمة العيش وأن أخى مريض ولا يعلم عن ابنه شىء حتى الان وما زال أهالينا يربطون أمام السفارة القبرصية فى القاهرة والخارجية لمتابعة وصول الجثث هناك”.

أحد أهالي قرية الناصرية -لم يذكر اسمه- روى أحوال القرية قائلًا: “تعيش بلدنا حاليًا حالة من القلق والترقب، وقد ساد الحزن الشديد جميع البيوت بالقرية واكتست بالسواد التام، وأعلن الأهالي بالقرية حالة الحداد لحين وصول جثامين أبنائهم الأربعة من قبرص ودفنهم بمقابر عائلتهم بالقرية”.

وأوضح: “أن الأربعة مصريين من قرية الناصرية بمركز بني مزار في محافظة المنيا، ويعملون في مزرعة للطماطم، وأعمارهم تتراوح بين 24 و35 عاما، توفوا في حرائق الغابات بقبرص بعدما حاصرتهم النيران لدى استقلالهم السيارة، رغم محاولتهم الفرار منها”.

وكانت الحكومة القبرصية، أعلنت صباح أمس الأول الأحد رسميًا وفاة 4 مصريين يعملون في مزارع بمنطقة أودو، بعد العثور على سيارتهم محترقة جراء حرائق الغابات التي سببتها إرتفاع درجات الحرارة في قبرص.

من جانبها، قالت السفارة المصرية في قبرص، إن السفير عمرو حمزة، وطاقم من السفارة، توجهوا صباح أمس الأحد إلى المنطقة التي وقعت بها الحرائق، واجتمعوا مع عدد من المسئولين القبارصة على رأسهم كل من وزراء الداخلية والصحة والزراعة القبارصة، ورئيس جهاز الشرطة، لمتابعة الأمر والاطلاع على كافة التفاصيل، فور إعلان السلطات القبرصية عن هذا الحادث.

وأكدت السفارة المصرية في قبرص، أن السفير المصري، طالب بضرورة الإسراع في الإجراءات لنقل جثامين المصريين الأربعة إلى أرض الوطن.

جدير بالذكر، عن تفاصيل الحادث، نقلاً عن شهود عيان، بأنه أندلع حريق كبير وصفه الرئيس القبرصي بأنه أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد الحديث، في الجانب الجنوبي لغابات جبل ترودوس في قبرص، شمال مدينة ليماسول السياحية واجتاح مناطق في جنوب سفوح جبال ترودوس في وقت تواجه البلاد موجة حر شديدة، وأن الشباب عندما أدركوا خطورة الحريق، حاولوا الخروج من المنطقة على متن شاحنة في عكس الاتجاه الذي كانت تتصاعد منه النيران، لكن انقلبت الشاحنة على منحدر بسبب الدخان الكثيف على ما يبدو، مضيفًا أنه وفقًا لتتبع آثارهم صباح أمس، فإنهم حاولوا تسلق المنحدر سيرًا على الأقدام، لكنهم فشلوا في الهروب.

هذا وتشهد قبرص الواقعة في جنوب شرق حوض المتوسط، حرائق غابات تكرارا خلال فترة الجفاف في فصل الصيف الطويل الممتد من يونيو إلى أكتوبر وسط درجات حرارة مرتفعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى