الأهلي «قفش» النجمة التاسعة على حساب الزمالك.. «موسيماني» يستمر في تكريس العُقدة

ليلة أهلاوية بنكهة إفريقية.. الأهلي يُتوَج مَلِكًا على عرش القارة الإفريقية.. قاهرة المُعِز تُكْسى باللون الأحمر

«كُرباج قفشة» يجلد شِبَاك «جبل» الزمالك ويعطي للأهلي الأميرة الإفريقية على طبق من ذهب

اللاعبون يهدون اللقب لمؤمن زكريا

قمة الروح الرياضية شرَفت مصر ونبذت روح التعصب الرياضي

شهدت ليلة أمس، الجمعة، على أراضي قاهرة المعز في استاد القاهرة الدولي، قمة مصرية بنكهة إفريقية، جمعت الزمالك والأهلي في نهائي القرن، في المباراة النهائية من بطولة دوري أبطال إفريقيا، قمة كان عنوانها الروح الرياضية، ليقوم القطبين بإرسال رسالة للعالم مفادها «لا للتعصب».

 

الجميع كان ينتظر هذا اللقاء، بعد تأجيل للمباراة أكثر من مرة لعدة أسباب مختلفة، سواء بسبب تفشي فيروس كورونا،؛ أو بسبب إقامة انتخابات البرلمان المصري؛ إلى أن تحدد يوم 27 نوفمبر ليكون نهائي القرن الذي سيتابعه الجميع بشغف، منتظرين من قطبي الكرة المصرية تقديم عرض فني ورياضي يعطي صورة طيبة عن مصر العظيمة.

بدأ الجميع كل في مجاله الاستعداد لنهائي عُرس الأميرة الإفريقية، فقد تهيأ استاد القاهرة لاستقبال المباراة في تمام التاسعة من مساء الجمعة، وبالفعل نجحت شركة «استادات» في إخراج المباراة من ناحية تنظيم وشكل ملعب القاهرة ليخرج في أبهى صورة نال بها إشادة الجميع.

حكاية تتويج الأهلي بالنجمة التاسعة:

 

أطلق الحكم الجزائري، مصطفى غُربال، صافرته معلنًا عن انطلاق نهائي القرن بين الزمالك والأهلي، أكبر وأعرق فريقين في القارة السمراء؛ حيث بدأ اللقاء بضغط من لاعبي الأهلي آملين في تسجيل هدف مبكر.

وفي الدقيقة الخامسة من عمر المباراة، أتت الكرة لحسين الشحات، لاعب وسط الأهلي، ليدخل منطقة جزاء الزمالك مسددًا كرة تصدى لها، محمد أبو جبل، حارس الزمالك، لتتحول إلى ركلة ركنية تصدى لها التونسي، على معلول؛ الذي أرسل عرضية متقنة لتأتي الكرة على رأس، عمرو السولية، لاعب وسط الأهلي الذي سدد الكرة قوية برأسه، لتعلن عن تقدم الأهلي بهدف مبكر لتكون المبادرة أهلاوية.

 

ظن الجميع بعد هدف الأهلي، أن المباراة ستؤول للفريق الأحمر وسيسجل أهدافًا أكثر؛ إلا أن الزمالك تماسك بسرعة وحاول الضغط من أجل تعديل النتيجة، فتارة نرى انطلاقات من الدولي المغربي، أشرف بن شرقي، مهاجم الزمالك؛ الذي حاول في أكثر من كرة معادلة النتيجة.

وبالفعل بدأ الزمالك في العودة للمباراة مرة أخرى، تحديدًا في الدقيقة 17؛ التي شهدت أولى محاولات الفريق الأبيض عن طريق، بن شرقي، وتستمر المحاولات الزمالكاوية على مرمى الشناوي؛ إلى أن تأتي الدقيقة 31 والكرة ناحية الجبهة اليسرى للأهلي واليمنى للزمالك ويقوم صانع ألعاب الزمالك، محمود عبدالرازق شيكابالا، بأخذ الكرة ومراوغة 3 لاعبين من دفاع الأهلي وسدد كرة قوية سكنت شِبَاك الشناوي، معادلًا النتيجة ومسجلًا لهدف من أجمل أهداف البطولة.

واصل الأهلي التراجع، الأمر الذي أعطى سيطرة للزمالك مشكلًا خطورة كبيرة على دفاعات الأهلي، وحاول لاعبو الأهلي امتلاك الكرة والمسك بزمام المباراة مرة أخرى؛ لكن دون جدوى، ليعطي تفوقًا ملحوظًا للزمالك وينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.

وخلال الشوط الثاني، واصل الزمالك ضغطه خاصة مع استمرار تراجع ملحوظ من جانب الأهلي، لتأتي الدقيقة 50 من عمر المباراة وتسنح فُرصة تسجيل الهدف الثاني للزمالك، عن طريق مهاجمه، مصطفى محمد؛ الذي سدد كرة تصدى لها، محمد الشناوي، حارس الأهلي.

أصبحت المباراة بعد ذلك سِجالًا بين الطرفين، ففي الدقيقة 55 أهدر، حسين الشحات، لاعب الأهلي هدفًا محققًا بعدما كان على بُعد ياردات قليلة من مرمى الزمالك الخالي من حارسه، ليسدد الكرة في القائم ويضيع على الأهلي أسهل هدف خلال المباراة.

وفي الدقيقة 67 رد الزمالك على فُرصة، الشحات، بتسديدة قوية على بعد أمتار من خط ال18 عن طريق، أحمد سيد زيزو، لاعب وسط الزمالك، لترتطم الكرة بالقائم، وبعدها واصل لاعبو الفريقين تبادل الكرة بينهما مع عدم دقة تمريرات من لاعبي الوسط من جانب الفريقين.

الوقت يمر، والتعادل هو سيد الموقف، وظن الجميع أن المباراة تسير في طريقها للعب وقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين؛ إلا أن الأهلي دائمًا ما يسجل في الدقائق الأخيرة، وبطولاته المحلية والإفريقية شاهدة على ذلك.

في الدقيقة 86 من عمر المباراة، استخلص، محمد مجدي ققشة، الكرة من لاعب الزمالك، أشرف بن شرقي، وسدد كرة «كُرباج» من خارج خط ال18 لتسكن الزاوية اليسرى، لمحمد أبو جبل، حارس الزمالك، معلنة عن هدف الأهلي الثاني، وهدف بطولة دوري أبطال إفريقيا التاسعة للأهلي.

 

انطلقت الأفراح الأهلاوية في جميع أنحاء المعمورة، ويكرِس الجنوب إفريقي، بيتسو موسيماني، المدير الفني للأهلي، عُقدته أمام الزمالك ويخطف منه اللقب الإفريقي مرة ثانية، مثلما فعلها في نسخة ذات البطولة عام 2016، حينما كان مدربًا لماميلوزدي صندوانز الجنوب إفريقي؛ حيث تُوج موسيماني مع صندوانز باللقب على حساب الزمالك أيضًا.

وخلال التتويج الأهلاوي، أهدى لاعبو الأهلي الكأس الإفريقية لزميلهم، مؤمن زكريا؛ الذي رفع الكأس في لقطة رائعة كساها الحب من جانب اللاعبين لمؤمن زكريا.

وبذلك التتويج، يكون الأهلي مع موعد للمشاركة السادسة في مونديال الأندية؛ الذي سيقام في قطر في الأول من شهر فبراير المقبل لعام 2021؛ حيث ستبدأ البطولة في الأول من فبراير وتنتهي يوم 11 من الشهر ذاته.

قبل ذلك سيلعب الأهلي مباراة السوبر الإفريقي يوم 10 ديسمبر المقبل، على استاد القاهرة أمام نهضة بركان المغربي، بطل كأس الكونفيدرالية.

مشوار الأهلي حتى التتويج كان كالتالي:

الدور الأول: واجه الأهلي، فريق اطلع بره الجنوب سوداني، وفاز عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 13- 0، ليتأهل إلى الدور الثاني.

الدور الثاني: واجه الأهلي، فريق كانو سبورت بطل غينيا الاستوائية، وفاز عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب بسداسية نظيفة، ليتأهل إلى دور المجموعات.

دور المجموعات: وقع الأهلي في المجموعة الثانية، مع فِرَق: النجم الساحلي التونسي- الهلال السوداني- بلاتينيوم الزيمبابوي، وأتى الأهلي وصيفًا للمجموعة برصيد 11 نقطة، ليتأهل إلى الدور ربع النهائي.

الدور ربع النهائي: واجه الأهلي، فريق ماميلودي صندوانز الجنوب إفريقي، ونجح في الفوز عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3- 1، ليتأهل إلى الدور نصف النهائي.

الدور نصف النهائي: واجه الأهلي في الدور نصف النهائي، فريق الوداد المغربي، ونجح في الفوز عليه بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 5- 1، ليتأهل إلى المباراة النهائية لملاقاة مواطنه الزمالك المصري.

المباراة النهائية: وفي المباراة النهائية لدوري أبطال إفريقيا، نجح الأهلي في التتويج باللقب التاسع له في تاريخ البطولة، على حساب مواطنه الزمالك؛ حيث استطاع الأهلي الفوز بالمباراة بنتيجة 2- 1، سجل هدفي الأهلي: عمرو السولية ومحمد مجدي قفشة، بينما سجل هدف الزمالك: محمود عبد الرازق شيكابالا، ليحصد الأهلي اللقب، ويتأهل للمرة السادسة في تاريخه لكأس العالم للأندية «قطر 2021».